أعلنت الشرطة الأميركية، الثلاثاء 9 أغسطس (آب) الحالي، القبض على "المشتبه به الرئيس" في التحقيق المشترك في مقتل أربعة مسلمين في ولاية نيو مكسيكو.
وأرجعت الشرطة الفضل إلى معلومات قدمها سكان في مساعدة المحققين في تحديد مكان سيارة يعتقدون أنها استُخدمت في واحدة على الأقل من عمليات القتل، وتعقب المشتبه به، الذي تم تعريفه باسم محمد سيد (51 سنة)، من سكان ألبوكيركي.
وقالت الشرطة، إن عمليتي القتل اللتين اتُهم بهما سيد تم ربطهما ببعضهما البعض بناءً على أغلفة الأعيرة النارية التي عُثر عليها في موقعَي القتل.
وذكرت الشرطة أن المحققين كانوا يستعدون لتفتيش منزل سيد في جنوب شرقي ألبوكيركي الإثنين (8 أغسطس)، عندما غادر المنزل في السيارة التي حددها المحققون في اليوم السابق على أنها "سيارة محل اهتمام".
وقالت الشرطة في بيان، إنه إضافة إلى ضبط أسلحة نارية متعددة في منزل المشتبه به، اكتشف المحققون "أدلة تظهر أن الجاني يعرف الضحايا إلى حد ما، وربما أدى خلاف شخصي إلى إطلاق النار عليهم".
وكانت السلطات في ولاية نيو مكسيكو أعلنت، السبت الماضي، أنها تحقق في احتمال وجود رابط بين مقتل ثلاثة مسلمين هذه السنة ومقتل مسلم في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وأطلقت الأحد (7 أغسطس) دعوة إلى العامة لمساعدتها في حل القضية الغامضة.
وجاء ذلك بعد اكتشاف جثة يوم 5 أغسطس قرب مكتب يقدم خدمات للاجئين.
وجاء في بيان لشرطة منطقة ألبوكيركي السبت (6 أغسطس)، أنها عثرت على جثة قتيل رابع ليل الجمعة - السبت. ولم تحدد الشرطة هويته لكنها قالت، إنه في العشرينيات ومسلم "متحدر من جنوب آسيا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف البيان، "المحققون يعتقدون أن جريمة القتل هذه قد تكون مرتبطة بثلاث عمليات قتل وقعت أخيراً واستهدفت مسلمين متحدرين من جنوب آسيا".
ومن بين هؤلاء الضحايا، باكستانيان كان أحدهما يبلغ 27 عاماً عندما عُثر على جثته في الأول من الشهر الحالي، والآخر في الحادية والأربعين عندما عُثر على جثته في 26 يوليو (تموز) الماضي.
وأعلنت الشرطة أن المحققين يدققون في ما إذا كانت جرائم القتل هذه مرتبطة بمقتل رجل أفغاني في السابع من نوفمبر 2021 أمام شركة يديرها مع شقيقه في ألبوكيركي.
وأصدرت الشرطة هذا الأسبوع صورة لسيارة تقول إن القاتل استخدمها.
ولجأ رئيس شرطة ألبوكيركي هارولد ميدينا إلى "تويتر" الثلاثاء، لإعلان اختراق محتمل في التحقيق وكتب "تعقبنا السيارة التي يُعتقد أن (سائقها) متورط في جريمة قتل رجل مسلم في ألبوكيركي. أوقف السائق وهو المشتبه به الرئيس في جرائم القتل".
واستنكر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، جرائم قتل أربعة مسلمين في ولاية نيو مكسيكو وأعرب في تغريدة عن "غضبه وحزنه إزاء الجرائم المروعة التي قُتل فيها أربعة رجال مسلمين في ألبوكيركي". وأضاف، "بانتظار نتائج التحقيق، أصلي من أجل عائلات الضحايا، وإدارتي تقف بحزم مع الجالية المسلمة. هذه الهجمات الحاقدة لا مكان لها في الولايات المتحدة".
وسعت سلطات ألبوكيركي وسلطات الولاية لتوفير عدد أكبر من رجال الشرطة عند المساجد خلال أوقات الصلاة مع استمرار التحقيق في المدينة، التي تضم ما يصل إلى خمسة آلاف مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 565 ألف نسمة.
وأثارت عمليات إطلاق النار التي استهدفت الرجال، وكلهم من أصول باكستانية أو أفغانية، الفزع بين الجالية المسلمة في ألبوكيركي، حيث اختبأت عائلات في منازلها، بينما غادر بعض الطلاب الباكستانيين في جامعة نيو مكسيكو المدينة طلباً للسلامة.
وقال امتياز حسين، الذي كان شقيقه يعمل مديراً للتخطيط بالمدينة وقتل في الأول من أغسطس الحالي، إن أنباء اعتقال المشتبه به طمأنت كثيرين من أبناء الجالية المسلمة.
وقال، "سألني أطفالي: هل يمكننا الجلوس في شرفتنا الآن؟‘ فقلت: نعم، فقالوا: هل نخرج ونلعب الآن؟ وقلت: نعم".
وكان الضحايا الثلاثة الأحدث من رواد المركز الإسلامي في نيو مكسيكو، أكبر مسجد في ألبوكيركي. وتم إطلاق النار عليهم جميعاً بالقرب من سنترال أفينيو في جنوب شرقي المدينة.
ووجه رئيس بلدية ألبوكيركي، تيم كيلر، الشكر إلى سلطات إنفاذ القانون على مستوى المدينة والولاية والسلطات الاتحادية على جهدهم في القضية.
وقال في بيان، "نأمل أن يؤدي تحركهم السريع إلى زيادة الإحساس بالأمان بالنسبة للكثيرين الذين أفزعتهم حوادث إطلاق النار الأخيرة".
وتوحي الطريقة التي قُتل بها الضحايا للأقارب بأن جرائم القتل كانت جرائم كراهية.
وقال امتياز حسين، "هناك بعض الكراهية الشديدة في ذهن الشخص الذي أطلق النار".