Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تنفي تعرض القرم لهجوم: الانفجار ناجم عن ذخيرة

القوات الروسية تطور هجومها في شرق أوكرانيا ودعوة زيلينسكي لفرض "حظر" على الروس في أوروبا تتفاعل

الدخان يتصاعد في بلدة نوفوفيودوروفكا بشبه جزيرة القرم (رويترز)

صعدت روسيا هجومها على أوكرانيا، مستخدمة القوات البرية والضربات الجوية والقصف المدفعي، بينما تواصل سعيها بلا هوادة لاستكمال سيطرتها على شرق البلاد، لكن كييف قالت إن قواتها تقاوم بشدة ولا تزال صامدة في مواقعها.

وفي شبه جزيرة القرم، سُمع دوي انفجارات عدة وتصاعد الدخان من اتجاه قاعدة جوية عسكرية روسية في نوفوفيودوروفكا، وفق ما أفاد شهود الثلاثاء التاسع من أغسطس (آب)، فيما ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن وزارة الدفاع قولها إن الانفجار نجم عن انفجار ذخيرة ولم يسفر عن سقوط ضحايا.

وأضافت الوزارة أنه لم يكن هناك هجوم على القاعدة كما لم تتضرر أي معدات عسكرية في الانفجار.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية الرئيسة عن مصدر في الوزارة لم تذكر اسمه، قوله إن "عدم الالتزام بمتطلبات السلامة من الحرائق هو السبب الرئيسي لانفجار عدة مخازن ذخيرة في مطار ساكي".

وكان مساعد لرئيس القرم الذي عيّنته موسكو، قال عبر "تلغرام"، "يمكنني تأكيد وقوع انفجارات عدة في منطقة نوفوفيودوروفكا. يتم التحقق من ملابساتها".

كما أظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد الدخان في سماء المنطقة، ولم يتسنَ بعد التحقق من صحة هذه المقاطع.

وقال شاهدان إن ما لا يقل عن 12 انفجاراً متفاوتة الشدة سُمع دويها في غضون دقيقة.

وقالت وزارة الصحة في شبه جزيرة القرم إن مدنياً قُتل، وأضافت أن شخصاً آخر نقل إلى المستشفى بإصابات متوسطة وخمسة خضعوا للعلاج من إصابات طفيفة.

وأصدرت أوكرانيا بياناً يحوي إيحاءات تعيد إلى الأذهان ردها على التفجيرات الغامضة التي وقعت على الأراضي الروسية أثناء الصراع. وقالت وزارة الدفاع، "لا تستطيع وزارة الدفاع الأوكرانية تحديد سبب الحريق، لكنها تلفت الانتباه مرة أخرى إلى قواعد السلامة من الحرائق وحظر التدخين في الأماكن غير المعتمدة".

وقد تتهم موسكو كييف بتجاوز الخط الأحمر إذا اعترفت أوكرانيا بأنها هاجمت أراضٍ تعتبرها روسيا أراضيها.

واستأجرت روسيا على مدى عقود ميناء سيفاستوبول البحري، موطن أسطولها في البحر الأسود، من كييف، لكنها ضمت القرم بأكملها من أوكرانيا في عام 2014.

ونجت شبه الجزيرة، التي لا تزال تحت السيطرة الروسية، من القصف المكثف الذي يقع في مناطق أخرى من شرق أوكرانيا وجنوبها منذ بداية الحرب.

قتال عنيف

ووردت أنباء عن قتال عنيف الثلاثاء، في بلدات على الخطوط الأمامية بالقرب من مدينة دونيتسك بشرق البلاد، حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تشن هجمات أثناء محاولتها السيطرة على منطقة دونباس الصناعية.

وقال بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك، وهي إحدى منطقتين تشكلان دونباس، للتلفزيون الأوكراني، "الوضع في المنطقة متوتر، والقصف مستمر على امتداد خط المواجهة... العدو يستخدم أيضاً الضربات الجوية بشكل كبير". وأضاف، "لم يحرز العدو نجاحاً. منطقة دونيتسك صامدة".

وقال الجيش الأوكراني إنه صد هجمات برية في اتجاه مدينتي باخموت وأفديفكا وقضى على وحدات استطلاع روسية، منها وحدات بالقرب من باخموت.

لكن روسيا قدمت رواية مختلفة. وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، إن قواته سيطرت على مصنع لصالح موسكو على أطراف بلدة سوليدار الشرقية، بينما قالت قوات أخرى مدعومة من روسيا إنها بصدد "تطهير" قرية بيسكي الشديدة التحصين. وذكرت وسائل إعلام روسية أن مجموعة من المرتزقة، تابعة لمجموعة "فاغنر"، تمترست بالقرب من مدينة باخموت.

وبعض الأماكن التي تستهدفها روسيا مثل بيسكي هي تجمعات شديدة التحصين تتقاطع مع أنفاق وخنادق تتمركز فيها القوات الأوكرانية منذ فترة طويلة.

تقييم استخباراتي بريطاني

وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، التي تساعد أوكرانيا، إن اندفاع روسيا نحو مدينة باخموت كان أنجح عملياتها في دونباس في الثلاثين يوماً الماضية، لكنها أضافت أنها لم تتقدم سوى بنحو عشرة كيلومترات فقط. وقالت إن القوات الروسية في مناطق أخرى لم تتقدم سوى ثلاثة كيلومترات خلال نفس الفترة.

وقالت روسيا إنها تخطط، ضمن ما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة"، للسيطرة الكاملة على دونباس نيابة عن القوات الانفصالية الموالية للكرملين، بينما قال مسؤولون عينتهم روسيا في أجزاء من جنوب أوكرانيا إنهم يعتزمون المضي قدماً في إجراء استفتاءات للانضمام إلى روسيا.

وتعتمد أوكرانيا، التي تقول إن روسيا تخوض حرباً على نمط الإمبراطوريات السابقة، على أنظمة الصواريخ والمدفعية المتطورة التي أمدها الغرب بها لتقويض خطوط الإمداد واللوجيستيات الروسية.

تحذير زيلينسكي

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خطر حدوث كارثة نووية بعد القصف الذي تعرضت له، الأسبوع الماضي، محطة زابوريجيا النووية الكبرى في أوروبا، مطالباً بفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال، "العالم يجب ألا ينسى ما حدث في تشيرنوبيل، ويجب أن يتذكر أن محطة الطاقة النووية زابوريجيا هي الكبرى في أوروبا. كارثة تشيرنوبيل كانت انفجاراً لمفاعل واحد، وفي زابوريجيا ستة مفاعلات". وأضاف زيلينسكي في كلمته المسائية، "فرض عقوبات جديدة ضد الدولة الإرهابية والصناعة النووية الروسية برمتها أمر ضروري لتسببها بخطر حدوث كارثة نووية".

واتهمت موسكو القوات الأوكرانية بقصف محطة زابوريجيا النووية، وحذرت من أن هجمات كهذه يمكن أن تكون "عواقبها كارثية". من جهتها، حملت كييف موسكو المسؤولية ودعت إلى جعل المنطقة منزوعة السلاح، وأشارت إلى جرح موظفين في هجمات وقعت أخيراً.

وتتبادل القوتان المتحاربتان الاتهامات حول قصف هذه المحطة الواقعة في جنوب أوكرانيا والتي سقطت في بداية مارس (آذار) في أيدي الجنود الروس، من دون أن يتمكن أي مصدر مستقل من تأكيد أي من الاتهامات.

دعوة "غير منطقية"

وانتقد الكرملين بشدة الثلاثاء الدعوة التي وجهها الرئيس الأوكراني إلى الدول الغربية لإغلاق حدودها أمام الزوار الروس لمعاقبة موسكو على هجومها على أوكرانيا، ووصفها بأنها "غير منطقية".

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" هذا الأسبوع، اعتبر زيلينسكي أن "أشد العقوبات تتمثل في إغلاق الحدود، لأن الروس يسعون للاستيلاء على أراضي الغير". وأضاف أنه يتعين على الروس "العيش في عالمهم الخاص حتى يغيروا فلسفتهم" أياً كانت آراؤهم السياسية. ونُقل عن زيلينسكي قوله، "أياً كان هؤلاء الروس... دعوهم يذهبون إلى روسيا". وأضاف، "سيفهمون وقتها... وسيقولون ’هذه (الحرب) ليس لها علاقة بنا. لا يمكن تحميل المسؤولية لجميع السكان، أليس كذلك؟".

ورد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء، أن "هذا النمط غير المنطقي من التفكير يتجاوز كل الحدود ولا يمكن أن يثير سوى رد فعل سلبي". وأضاف، "أي محاولة لعزل الروس أو روسيا لن يكون لها أي فرصة للنجاح". 

وبعد دعوة زيلينسكي، حثت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس، الثلاثاء، الدول الأوروبية على الامتناع عن إصدار تأشيرات سياحية للروس الراغبين في السفر إلى أوروبا. وقالت في تغريدة إن "الذهاب إلى أوروبا امتياز وليس حقاً من حقوق الإنسان... حان الوقت للحد من السياح الوافدين من روسيا".

ورداً على موقفها، وصف الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف كلاس بأنها "نازية".

رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين قالت من جهتها الاثنين، إنها تفضل أيضاُ فرض قيود على نطاق الاتحاد الأوروبي على السياحة الروسية، وإن من المرجح أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي هذه المسألة خلال قمتهم المقبلة. وأضافت مارين لتلفزيون "أوله" الفنلندي العام، "ليس من الصواب أنه بينما تشن روسيا هجوماً عدوانياً وقاسياً في أوروبا، يتمكن الروس من أن يعيشوا نوعاً من الحياة الطبيعية ويسافروا إلى أوروبا ويكونوا سياح".

وبينما لا تزال فنلندا تصدر تأشيرات شنغن للسياح الروس، لم تعد إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تفعل ذلك. وتضم منطقة شنغن 26 دولة أوروبية يمكن للناس السفر فيها بحرية من دون إبراز جوازات السفر.

وقالت لاتفيا إنها تفضل أيضاً فرض حظر على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، فمن المرجح أن تعارض الدول الأخرى التي تتمتع تقليدياً بعلاقات أوثق مع روسيا، مثل المجر، حظر السفر على مستوى الاتحاد. وشككت المفوضية الأوروبية في جدوى الحظر الشامل، قائلة إن فئات معينة مثل أفراد الأسرة والصحافيين والمعارضين يجب دائماً منحهم تأشيرات.

مساعدات عسكرية

في الأثناء، استمر القتال على طول خط الجبهة في الشرق الأوكراني، وواصلت السلطات الروسية قمع المعارضين لعمليتها العسكرية في أوكرانيا، وغرمت مجدداً الصحافية مارينا أوفسيانيكوفا، التي اشتهرت في منتصف مارس، بعد ظهورها خلال تصوير النشرة الإخبارية على قناة تلفزيونية مؤيدة للكرملين حيث كانت تعمل، وحملت في تلك اللحظة لافتة تندد بالهجوم على أوكرانيا وبـ"الدعاية" التي تمارسها وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السلطة، ولم يستبعد محاميها فتح تحقيق جنائي جديد بحقها.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، تشمل خصوصاً صواريخ إضافية لمنظومات المدفعية الأميركية عالية الدقة من طراز "هيمارس".

وقالت الوزارة في بيان، إن حزمة المساعدات الجديدة تشمل أيضاً مزيداً من صواريخ أرض - جو الدفاعية القصيرة والمتوسطة المدى الخاصة بـ"منظومة الصواريخ المتقدمة أرض - جو" "ناسامس"، ومزيداً من صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، إضافة إلى ذخيرة أخرى. كذلك، ستتلقى كييف 75 ألف قذيفة عيار 155 مليمتراً، مخصصة لأنظمة المدفعية الغربية التي تم تجهيز القوات الأوكرانية بها ونحو 50 مركبة طبية مدرعة.

وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية كولين كاهل، إن هذه "القدرات أساسية لمساعدة الأوكرانيين في صد الهجوم الروسي في الشرق والتأقلم مع تطورات الوضع في الجنوب وأنحاء أخرى"، في إشارة إلى الهجوم المضاد الذي تشنه كييف في منطقة خيرسون في الجنوب الأوكراني.

وبهذه المساعدة الجديدة تصبح قيمة المساعدات العسكرية الأميركية الإجمالية لأوكرانيا 9.8 مليار دولار منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة، حسبما أشار "البنتاغون".

نحو 80 ألف قتيل

ورجح مساعد وزير الدفاع الأميركي أن تكون حصيلة القتلى الروس "70 أو 80 ألفاً خلال أقل من ستة أشهر"، كما أشار إلى أن القوات الروسية خسرت "ما بين 3000 و4000" مدرعة، وإلى احتمال معاناتها من نقص في الصواريخ الموجهة بدقة بما في ذلك صواريخ "كروز" التي تطلق من الجو والبحر، بعدما أطلقوا العديد منها على أهداف أوكرانية منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير.

وقال للصحافيين إن هذه الخسائر "ملفتة للغاية على اعتبار أن الروس لم يحققوا أياً من أهداف (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين في بداية الحرب".

وأقر كاهل أيضاً بأن الجانب الأوكراني تكبد خسائر كبيرة في الأرواح، لكنه لم يقدم أي أرقام. وقال، "يسقط قتلى لدى الجانبين. هذه الحرب هي النزاع التقليدي الأكثر شدة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، لكنه لفت إلى أن "الأوكرانيين يملكون ميزات عديدة لعل أهمها عزمهم على القتال".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات