Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل عادت إسرائيل إلى سياسة الاغتيال في غزة؟

الطائرات المقاتلة استهدفت منزلاً مأهولاً من دون سابق إنذار قضى على قيادات من حركة "الجهاد" جنوب القطاع

إسرائيل أعلنت القضاء على 15 قياديا بحركة الجهاد في غزة    (أ ف ب)

بعد اجتماع مطول بين رئيس وزراء إسرائيل المؤقت يائير لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس، قرر الجيش البحث عن اغتيال قيادات أخرى من حركة "الجهاد الإسلامي" وتدمير بنيتها التحتية في عمليته العسكرية التي يشنها ضد قطاع غزة، والمستمرة في يومها الثالث.

ونفذ الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية سلسلة غارات على مناطق متفرقة في القطاع، قضى خلالها على ثلاثة قادة عسكريين من حركة "الجهاد"، ليصبح عدد الاغتيالات التي نفذتها الطائرات المقاتلة أربعة منذ بدء العملية العسكرية.

اغتيالات

ويؤكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنهم قضوا خلال الضربة العسكرية الأولى على 15 قيادياً في حركة "الجهاد"، ولاحقاً تمكنوا من استهداف ثلاثة آخرين في عملية دقيقة جاءت بالتعاون مع جهاز الأمن العام "شاباك".

لكن مسؤول الإعلام في حركة "الجهاد" داوود شهاب نفى ذلك، قائلاً إن إسرائيل لم تقتل في ضربتها الأولى 15 قائداً، وقضت منذ بداية القتال على أربع قيادات فقط، وفي الضربة الجوية الأولى، سقط تيسير الجعبري برفقة عدد من العناصر ولم يكُن عددهم ذلك الذي يدّعيه الجيش.

وعلى ضوء ذلك، عادت تل أبيب إلى سياسة اغتيالات مسؤولي الفصائل الفلسطينية في غزة، بعدما كانت توقفت عن هذه الممارسات منذ عام 2012، وحينها قضت على أحمد الجعبري، نائب رئيس أركان "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس".

ومنذ فترة، توعدت قيادات إسرائيل وفي مقدمتها رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت بالعودة إلى سياسة الاغتيالات لمسؤولي الفصائل الفلسطينية لتحقيق معادلة الردع العسكري، وإزالة التهديدات بحسب ما تصف ذلك وسائل الإعلام العبرية.

وفي تفاصيل عملية الاغتيال الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي، فإن الطائرات المقاتلة استهدفت منزلاً مأهولاً من دون إنذار مسبق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الأمر الذي أسفر عن مقتل ثلاثة قيادات من حركة "الجهاد".

رد الجيش الإسرائيلي

وسوّت الغارة الإسرائيلية المنزل المكون من أربعة طوابق بالأرض، واستغرق عمل فرق الإنقاذ ما يزيد على ثماني ساعات لاستخراج ثماني جثث من بينهم طفل وثلاث سيدات.

يقول أدرعي "لا يمكن إنذار قادة الفصيل السياسي قبل اغتيالهم، وأثناء الغارة الجوية قضى الجيش على المسؤول العسكري خالد منصور، قائد منطقة جنوب القطاع في الجهاد والتي تعادل رتبته الجنرال، وكذلك سقط إلى جانبه ناشطان بارزان في الحركة".

ويضيف "في الأيام الأخيرة، عمد هؤلاء إلى تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ مضادة للدروع وقذائف صاروخية بدءاً من قذائف الهاون وحتى وسائل قتالية صاروخية متقدمة، وحاولوا تنفيذ هجمات ضد قوات الجيش والمواطنين الإسرائيليين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى جانب هذه العملية، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً آخر في منطقة جباليا شمال مدينة غزة، أسفر عن قتيلين و13 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء، بينما ينفي أدرعي ذلك، ويوضح أن الجيش لم ينفذ أي هجوم مسلح في منطقة جباليا فترة وقوع الحادثة، مشيراً إلى أن تحقيقات الجيش بيّنت أن ما حصل كان نتيجة سقوط قذيفة صاروخية أطلقت من غزة وسقطت داخل القطاع.

وبالمجمل، ارتفع عدد القتلى جراء الغارات الإسرائيلية إلى 43 بينهم 15 طفلاً، وأربع سيدات، ومسن واحد، إلى جانب 311 إصابة على الأقل، بينهم 111 قاصراً، و41 سيدة و13 مسناً، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ورداً على عمليات الاغتيال، أطلقت حركة "الجهاد" برفقة فصائل أخرى نحو 600 قذيفة صاروخية على مدن وبلدات إسرائيل، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض بواسطة القبة الحديدية قرابة 200 صاروخ.

ضربة مؤلمة

شكلت عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضربة مؤلمة ومباغتة للفصائل الفلسطينية وسكان غزة، الأمر الذي يرى مراقبون سياسيون أنه سيؤثر في سير القتال، لكن حركة "الجهاد" تقول إن ذلك يدفعها إلى مواصلة المعركة.

يؤكد متحدث حركة "الجهاد" طارق سلمي أن "خلف هؤلاء القادة الذين اغتالتهم إسرائيل، قادة آخرين يحملون النهج نفسه ويواصلون مشوار الجهاد والمقاومة، لذلك فإن الجيش واهم إذا ظن أن عملياته ستقضي على الحركة، فالقائد لدينا يخلفه ألف قائد، والكل مستعد لحمل البندقية والتضحية ومواصلة الدرب على الطريق ذاته".

ويرى سلمي أن "المواجهة لم تنتهِ بعد، وحركته لم تقُل كلمتها وسوف تنتقم لهؤلاء القادة وتضرب إسرائيل التي تعاني تخبطاً واضحاً على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية".

من جهته، يؤكد الباحث السياسي المقرب من حركة "الجهاد" حسن عبدو أن اغتيال قادة وازنين يشكل خسارة مؤلمة، لكن لن يكون له أثر سلبي كبير في قدرة الفصيل على إدارة المعركة، موضحاً أن الحركة تعمل بقيادة لا مركزية، وهي ليست تنظيماً هرمياً كي تتأثر على نحو سلبي خطير بخسارة قائد.

بحث سبل العودة للهدوء

عقب تنفيذ عمليات الاغتيال، يدور الحديث في الوسط السياسي بتل أبيب عن استكمال الأهداف المرسومة للعملية العسكرية التي يشنها ضد قطاع غزة، وأنه حان الوقت لوقف إطلاق النار، على أن يجري ذلك قبل اجتماع مجلس الأمن في الأمم المتحدة المقرر أن يكون غداً الإثنين.

ومباشرة، شرع الوسطاء في إجراء اتصالات مكثفة مع إسرائيل وحركة "الجهاد" من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار متبادل. وتدخل على خط الوساطة المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند، إلى جانب جهاز المخابرات المصرية.

وفي محاولة للوصول إلى وقف إطلاق النار المتبادل، توصل الوسطاء إلى تنفيذ هدنة إنسانية مؤقتة لمدة أربع ساعات، يسمح خلالها الجانب الإسرائيلي بدخول الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.

والغريب في ملف عودة الهدوء، أن حركة "حماس" أيضاً دخلت على خط الوساطة. يقول رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إنه يعمل على جهود وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة الهدوء.

من جانب إسرائيل، قال مسؤول لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ران بن براك إن "أهداف العملية تحققت، وإنه لم يُعلن من الأساس عن بدء حرب على غزة، بل عملية عسكرية فقط، لذلك نبحث الآن: هل تحققت جميع الأهداف أو لا، وإذا كان الجواب بنعم فعندها يتوجب على رئيس الحكومة المؤقت اتخاذ القرار بوقف الهجمات".

وأضاف "يتوجب السعي لإنهاء العملية قبل أن تقع أحداث أو أخطاء تورط إسرائيل في عملية أوسع، وسيحدد موعد نهاية العملية بمسؤولية وعناية، وطالما أرادت الجهاد إطالة أمد العملية، فستتعرض لضربات أقوى".

أما من جهة "الجهاد الإسلامي"، فقال مسؤول الإعلام في الحركة داوود شهاب إن اتفاق وقف إطلاق النار المتبادل لم ينضج بعد، وحتى تحقيق ذلك، سنواصل ضرب تل أبيب انتقاماً لأرواح القادة.

المزيد من العالم العربي