Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في إطلاق "فرصة القرن"... كوشنر: لا ازدهار للفلسطينيين من دون حل سياسي عادل

انطلقت في المنامة ورشة عمل كشفت خلالها واشنطن الشق الاقتصادي من خطتها للسلام في الشرق الأوسط

أطلقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشقّ الاقتصادي من خطتها للسلام في الشرق الأوسط، في ورشة عمل بدأت الثلاثاء في العاصمة البحرينية المنامة وتستمرّ الأربعاء تحت عنوان "من السلام إلى الازدهار"، في محاولة لإطلاق مسار جديد لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المستمر منذ عقود.

وفي افتتاح المؤتمر، أكد مستشار ترمب وصهره جاريد كوشنر أن الفلسطينيين لن ينعموا بالازدهار من دون حل سياسي عادل للصراع، مضيفاً أن العمل على تطوير الاقتصاد الفلسطيني قد يُنتج "سلاماً حقيقياً يؤدي إلى الازدهار". ورأى كوشنر أن "التوافق حول مسار اقتصادي شرط مسبق ضروري لحل المسائل السياسية التي لم يتم إيجاد حل لها من قبل".

الحل السياسي لاحقاً

وقال كوشنر إن الخطة الاقتصادية التي وضعتها الإدارة الأميركية من أجل الفلسطينيين والشرق الأوسط، هي أكثر الخطط شمولاً لهذه المنطقة، ذات "الإمكانات الهائلة". وأضاف "بإمكاننا تحويل هذه المنطقة من ضحية لصراعات الماضي إلى نموذج للتجارة والتقدم في العالم". وفيما رفض الفلسطينيون المشاركة في المؤتمر، متمسّكين بضرورة التوصّل إلى حلّ سياسي للصراع قائم على أساس إنشاء دولتين، أرجأت الإدارة الأميركية البحث في الشق السياسي من الخطة. وأوضح كوشنر "لا يمكن تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار للشعب الفلسطيني من دون حل سياسي دائم وعادل للصراع... حل يضمن أمن إسرائيل ويحترم كرامة الشعب الفلسطيني... على الرغم من ذلك، فإننا لن نبحث اليوم القضايا السياسية. سنفعل ذلك في الوقت المناسب".

 

"فرصة القرن"

واعتبر كوشنر أنّ الخطة الأميركية لتحقيق السلام هي "فرصة القرن"، بعدما أُطلق عليها في الإعلام تسمية "صفقة القرن"، موضحاً أنه "يجب الإشارة إلى هذا الجهد على أنّه فرصة القرن إذا تحلّت القيادة بالشجاعة لمواصلتها". وتوجّه كوشنر برسالة إلى الفلسطينيين قائلاً "على الرغم ممّا يقوله مَن خذلوكم في الماضي، فإن الرئيس الأميركي وأميركا لم يتخلوا عنكم. ورشة العمل هذه من أجلكم".

وإلى جانب فلسطين، قاطع كل من لبنان والعراق المؤتمر، بينما لم تُدع السلطات الإسرائيلية إليه، بسبب عدم حضور الفلسطينيين. وشاركت غالبية الدول العربية والخليجية في ورشة المنامة، الأمر الذي تعتبره الإدارة الأميركية مؤشّر نجاح، إذ تعوّل على هذه الدول لتمويل خطّتها الاقتصادية، التي تقترح جذب استثمارات تتجاوز قيمتها الـ 50 مليار دولار خلال 10 سنوات، غالبيتها لمصلحة الفلسطينيين، وستوفّر لهم مليون فرصة عمل وتضاعف إجمالي ناتجهم المحلّي، بحسب البيت الأبيض.

تمسّك بالمبادرة العربية

في المقابل، قلّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من فرص نجاح ورشة المنامة، قائلاً إن "الأموال مهمة والاقتصاد مهم، لكن الحل السياسي أهم، وعندما يُنجز حل سياسي على أساس الشرعية الدولية ورؤية الدولتين، حينها نرحّب بكل مَن يريد أن يساعدنا".

من جهة أخرى، أكّدت السعودية الثلاثاء، دعمها "الجهود الدولية الهادفة إلى ازدهار المنطقة وإيجاد بيئة جذابة للاستثمار وتعزيز فرص النمو الاقتصادي". وأضافت في الوقت ذاته أن "أي اتفاق سلام يجب أن يستند إلى مبادرة السلام العربية، التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967، تكون عاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى حق عودة اللاجئين"، الأمران اللذان ترفضهما إسرائيل.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب من جهته عن انفتاح بلاده على الخطة، وقال الأحد الماضي "سنسمع الاقتراح الأميركي. سنسمعه بإنصاف وانفتاح".

 

احتجاجات فلسطينية

ومواكبةً لإطلاق الشق الاقتصادي، أقفلت شركات غزة أبوابها، استجابةً لإضراب عام دعت إليه حركة حماس التي تدير القطاع، تعبيراً عن رفض الخطة الأميركية. وشهدت كذلك الضفة الغربية تظاهر آلاف الفلسطينيين في عدد من مدنها، وفرّقت القوات الإسرائيلية حشداً صغيراً من المتظاهرين على مشارف مدينة رام الله، مستخدمةً الغاز المسيل للدموع.

وعلى هامش ورشة العمل في المنامة، التقى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الوفد الأميركي المشارك فيها، والذي ضمّ إلى جانب كوشنر وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين. وذكرت وكالة أنباء البحرين أن الوفد سلم ملك البحرين رسالةً من ترمب.

المزيد من الشرق الأوسط