Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريتيش بتروليوم تضاعفت أرباحها وأثارت غضب البريطانيين

دعوات متجددة إلى فرض ضريبة استثنائية مع حصول شركات الطاقة على مبالغ مذهلة بصورة مفاجئة فيما تعاني الأسر تحمل تكاليف الفواتير

شركة شل النفطية العملاقة تعلن تحقيق أرباح قياسية في الفصل الثاني (أسوشيتد برس)

ارتفعت أرباح شركة "بريتيش بتروليوم" ثلاثة أضعاف إلى 8.5 مليار دولار (سبعة مليارات جنيه إسترليني) في الفصل الأخير، وهو أعلى مستوى لها منذ 14 سنة، في حين تعاني العائلات أعباء تكاليف الطاقة المنزلية.

فقد أعلنت شركة النفط العملاقة الثلاثاء تلك الأرباح التي حققتها خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، وتتضمن قفزة بـ2.8 مليار دولار خلال الربع الثاني من عام 2021 وبزيادة حتى عن أرباح الفصل الأول من العام الحالي التي بلغت 6.2 مليار دولار، واعتبرت حينها الأعلى في 10 سنوات.

وحتى هذا الوقت من العام الحالي، بلغت أرباح "بريتيش بتروليوم" 14.7 مليار دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف 5.4 مليار دولار المحققة في النصف الأول من عام 2021.

وفي بيان صحافي، أورد كبير المسؤولين الماليين موراي أوشينكلوس "تستمر 'بريتيش بتروليوم' في مراكمة الأرباح في مقابل إطارها المالي المنضبط" [تقليص الإنفاق وتسديد ضرائب أقل].

وقد جاء ذلك التطور بعد اتهام شركات عملاقة أخرى في مجال الطاقة كـ"شل" و"سنتريكا" و"توتال إنرجيز" الأسبوع الماضي بجني أرباح "فاحشة" على حساب العائلات المتعثرة التي تواجه زيادات هائلة في فواتير الطاقة. فقد سجلت "شل" أرباحاً قياسية بلغت 11.5 مليار دولار، فضاعفت عوائدها في سنة واحدة.

وتزيد تلك الأرباح على 5.5 مليار دولار سُجلت في الفترة من أبريل إلى يونيو 2021، وتمثل زيادة قدرها ستة مليارات دولار في الأرباح، وتزيد أيضاً على 9.1 مليار دولار التي أعلنت في الفصل الأول من عام 2022.

في وقت سابق من هذا العام، سجلت "شل" زيادة بلغت 14 ضعفاً في الأرباح الفصلية، ما أعاد إطلاق دعوات إلى فرض ضريبة استثنائية بغية تخفيف العبء على العائلات المتعثرة أثناء الأزمة المتفاقمة في تكاليف المعيشة.

وفي تعليق على إعلان "بريتيش بتروليوم" أرباحاً كبيرة فيما تحقق أسعار الطاقة ارتفاعات إضافية، أشارت النائبة راشيل ريفز وزيرة المالية في حكومة الظل العمالية إلى أن "الناس يشعرون بقلق من ارتفاع أسعار الطاقة مرة أخرى في الخريف، لكننا مرة أخرى نشهد أرباحاً مذهلة يحققها منتجو النفط والغاز. لقد جادل حزب العمال لأشهر لمصلحة فرض ضريبة استثنائية على تلك الشركات للمساعدة في خفض الفواتير، لكن حين تراجع المحافظون أخيراً قرروا إعادة المليارات من الجنيهات إلى المنتجين في هيئة إعفاءات ضريبية. وهذا خطأ تماماً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وأضافت النائبة ريفز "من الواضح أن الناس يحتاجون إلى قدر أعظم من الحماية في مواجهة الفواتير المتزايدة. ولهذا السبب كان حزب العمال ليستخدم هذه الأموال الآن لمساعدة الناس في تجاوز الشتاء. لكننا لا نستطيع أن نستمر في هذا الوضع. فقد كان من شأن حزب العمال أن يخفض فواتير الطاقة إلى الأبد من خلال برنامج سريع في مجال الطاقة الخضراء يتضمن توليد الكهرباء في المنازل، ومن خلال خطة عشرية لتدفئة المنازل تتضمن خفض الفواتير الخاصة بـ19 مليون منزل بارد ومنكشفة أمام الهواء".

وفي سياق متصل، أوضح الرئيس التنفيذي لـ"بريتيش بتروليوم" برنارد لوني أن النتائج تظهر أن الشركة "تواصل تبلي بلاء حسناً [تحقيق الأرباح] أثناء تحولها [إلى تحقيق هدف الصفر في صافي الانبعاثات الملوثة للغلاف الجوي]".

وفي بيانه، أضاف لوني "لقد استمر موظفونا في العمل الشاق طيلة الفصل ما ساعد في حل المعضلة الثلاثية في مجال الطاقة، أي الحصول على طاقة آمنة ذات تكاليف مقبولة ومنخفضة في انبعاثات الكربون. ونحن نفعل هذا من خلال توفير النفط والغاز الذي يحتاج إليه العالم اليوم. وفي الوقت نفسه نعمل على الاستثمار للتعجيل بالتحول على صعيد الطاقة".

واستطراداً، فقد جاءت نتيجة الشركة أفضل من المتوقع وستغذي مزيداً من الجدال في شأن الأرباح الهائلة لشركات النفط والطاقة.

في المقابل، تأثّرت أرقام "بريتيش بتروليوم" نصف السنوية المعلنة بضربة ضخمة بلغت قيمتها 24.4 مليار دولار (19.9 مليار جنيه) نجمت عن تحرك الشركة للتخلص من حصتها التي تبلغ 20 في المئة تقريباً في "روسنفت" الروسية المنتجة للنفط رداً على حرب أوكرانيا، ما كبدها خسائر بلغت 15.4 مليار دولار (13 مليار جنيه).

وتعليقاً على الأرباح الضخمة، حضت الناشطة في منظمة "أصدقاء الأرض" سناء يوسف على فرض ضريبة أكثر صرامة على أرباح شركات النفط والغاز.

وقالت السيدة يوسف " لا يصدق [يتعذر قبول] أن هذه الشركات تجني مبالغ ضخمة في خضم أزمة على صعيد تكاليف المعيشة. يجب أن تُستخدم الأموال التي جُمعت لمساعدة الأسر التي تتكبد [كلفة] فواتير الطاقة المتزايدة، إضافة إلى توفير التمويل لبرنامج مجاني للعزل الحراري المنزلي، مع التركيز على الأسر الأكثر احتياجاً".

ووفق السيدة يوسف "من المدهش أن مسألة كفاءة استخدام الطاقة تُعطَى أولوية منخفضة إلى هذا الحد. فأي برنامج للعزل الحراري على مستوى البلاد من شأنه أن يخفض الفواتير، وأن يخفض استخدام الطاقة، ويقلل الانبعاثات التي تتسبب في تغير المناخ".

نشر في "اندبندنت" 03 أغسطس 2022

© The Independent