Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"البذر الجوي" أمل موريتانيا في استعادة غاباتها بمواجهة التصحر

تشهد البلاد موجة جفاف حادة منذ منتصف السبعينيات أثرت على غطائها النباتي وتوازنها البيئي

تهدر طائرات عسكرية مستعدة للإقلاع من مقر قيادة أركان الجيش الجوي في مطار العاصمة الموريتانية نواكشوط استعداداً لخوض معركة خاصة تدور رحاها على مساحة 19600 كيلومتر مربع في مناطق تعاني تصحراً خطيراً وتزحف فيها الرمال في بيئة صحراوية في أغلب مناطق موريتانيا.
هذا الواقع دفع الحكومة الموريتانية إلى إطلاق عمليات البذر الجوي ضمن فعاليات "الأسبوع الوطني للشجرة" لعام 2022.

وتهدف السلطات من وراء هذه الخطوة إلى بذر 323 كيلوغراماً من بذور الثمام والهليلج والطلح، وهي نباتات تلائم البيئة الصحراوية الجافة. ويأمل القائمون على العملية أن تساعد في تثبيت الرمال في جنوب موريتانيا وشمالها.

مخاوف رسمية

وأشار تعاون ثلاث جهات رسمية موريتانية في عملية البذر الجوي التي بدأتها السلطات المحلية قبل أيام إلى حجم الاهتمام الرسمي بالموضوع، إذ أشرف على انطلاق هذه العملية كل من وزير الدفاع ووزير البيئة وقائد أركان الجيش الجوي.
وبحسب وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الموريتانية، عائشة داوودا جالو، فإن تقديرات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ذكرت أن "الغابات لا تمثل في موريتانيا إلا 0.3 في المئة من إجمالي مساحة البلاد". وأضافت الوزيرة في تصريح لوسائل اعلام محلية أن "الفترة ما بين عامي 1981 و2020 شهدت وتيرة تقلص المساحات الغابية في عموم التراب الوطني مستوى 42 في المئة، إضافة إلى انجراف الغلاف النباتي وفقدانه لدوره في ظرف 10 سنوات".


الصحراء من كل مكان

ويحذر المتخصصون في مجال البيئة من تفاقم الوضع البيئي في البلد الصحراوي الذي تبلغ نسبة المساحات المتضررة من التصحر فيه 84.70 في المئة من إجمالي أراضي البلاد. ورأى الناشط في مجال البيئة، سيديا أحمد أنه على الحكومة "بذل جهد مضاعف من أجل استعادة الغطاء النباتي والغابات عبر أنشطة التشجير لتشمل عموم التراب الموريتاني". وتقدر إحصائيات وزارة البيئة الموريتانية أن ما يقرب من 200000 هكتار من الأراضي تتدهور بسبب التصحر كل عام، منذ 15 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلقي الوضع البيئي الصعب لموريتانيا بظلاله على حياة السكان، حيث يرتبط تدهور الأراضي ارتباطاً وثيقاً بمستوى الفقر الريفي الذي يصل إلى 44 في المئة، بحسب أرقام رسمية موريتانية.

ليست المرة الأولى

يذكر أن الحرب على التصحر قديمة قدم الرمال في هذه الأراضي الشاسعة، والتي تقل فيها التساقطات المطرية إلى ما دون 100 ملليمتر سنوياً، ولكسب هذه المعركة وإعادة تأهيل الوسط الطبيعي على مستوى المناطق الوعرة من البلد مترامي الأطراف، والذي تزيد مساحته على مليون كيلومتر مربع، دأبت السلطات المتعاقبة على تنظيم حملات تجشير وبذر جوي كان آخرها في عام 2010.
وتشهد موريتانيا موجة جفاف حادة منذ منتصف السبعينيات أثرت على غطائها النباتي وتوازنها البيئي، وانعكست على أحوال المواطنين الذين دفعهم المناخ الصعب إلى الهجرة عن مناطقهم الأصلية نحو المدن الكبيرة، الأمر الذي سبب ضغطاً كبيراً على قطاعات الخدمات، وتسبب بضعف عمل مرافق عمومية عدة في مختلف المجالات التي يعتمد عليه المواطنون في حياتهم اليومية.

المزيد من العالم العربي