Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب: سنزيل إيران من الوجود لو اعتدت على مصالح أميركية

طهران ستقلّص مزيداً من التزاماتها في الاتفاق النووي في 7 يوليو المقبل

حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران الثلاثاء، من أن أي هجوم على المصالح الأميركية سيؤدي إلى رد "ساحق" قد تكون نتيجته "إزالتها" من الوجود.

وفي خضم التوتر المتصاعد بين بلاده وطهران، غرّد ترمب قائلاً "أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة وساحقة. في بعض النواحي، الرد الساحق يعني الإزالة من الوجود. بعد اليوم، لن يكون هناك أمثال جون كيري وأوباما".

ورأى الرئيس الأميركي أن القيادة الإيرانية لم تفهم أبداً معنى كلمتي "لطف" و"رحمة"، بل يفهمون فقط "القوة والسلطة"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة هي حتى اليوم أقوى قوة عسكرية في العالم". وقال ترمب إن "الشعب الإيراني الرائع يعاني من دون أي داع على الإطلاق. تنفق قيادتهم كل أموالها على الإرهاب، والقليل على مسائل أخرى"، مضيفاً أن الولايات المتحدة لم تنسَ مقتل ألفي أميركي باعتداءات إيرانية.

وغداة إعلان ترمب الاثنين، فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، شملت المرشد علي خامنئي، توالت الردود الإيرانية المندّدة بالخطوات الأميركية التصعيدية، إذ أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني فشل العقوبات، متهماً الأميركيين بالـ "كذب" بشأن عرض التفاوض.

"عقوبات على ماذا؟"

وقال روحاني مخاطباً الإدارة الأميركية خلال اجتماع حكومي بُثّ على الهواء مباشرةً، "في الوقت ذاته الذي تدعون فيه إلى التفاوض، تسعون إلى فرض عقوبات على وزير الخارجية (محمد جواد ظريف). من الواضح أنكم تكذبون"، وذلك بعدما ذكر وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين أن العقوبات ستشمل ظريف، في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وبينما أشار الرئيس الإيراني إلى أنه كانت هناك فرص لإجراء محادثات بين الطرفين، سخر من المنطق خلف إدراج خامنئي على قائمة العقوبات الأميركية، قائلاً إن ممتلكات المرشد هي "حسينية ومنزل بسيط... فرض عقوبات على ماذا؟ منعه من السفر إلى أميركا؟ هذا لطيف". وأضاف روحاني "أنتم لا تسعون إلى التفاوض. لو قمتم بذلك لكنا وافقنا... تصرّفات البيت الأبيض تدل على أنه متخلف عقلياً... وصبر طهران الاستراتيجي لا يعني أننا نشعر بالخوف".

وفي وقت لاحق، أعلن مكتب الرئيس الفرنسي، في بيان، أن ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني الثلاثاء، في إطار مبادرة فرنسية لمنع تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. ورفض مسؤول في قصر الإليزيه إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن المحادثة. 

وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن روحاني أبلغ نظيره الفرنسي أن إيران لا تبحث عن الحرب مع الولايات المتحدة، مضيفاً في الوقت ذاته، أنه إذا كرّرت واشنطن انتهاك المجال الجوي الإيراني، فستتصدّى طهران لها. وأبلغ روحاني ماكرون أيضاً أن إيران لن تعاود التفاوض على الاتفاق النووي.

إغلاق مسار الدبلوماسية

في السياق، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الثلاثاء، أن فرض عقوبات جديدة "يغلق مسار الدبلوماسية بشكل نهائي مع حكومة ترمب اليائسة".

تصريحات موسوي تزامنت مع تأكيد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من القدس، أن ترمب "ترك الباب مفتوحاً لإجراء مفاوضات حقيقية... وفي المقابل، كان صمت إيران مطبقاً".

وارتفع منسوب التوتر بين واشنطن وطهران، منذ انسحاب الإدارة الأميركية الأحادي الجانب في مايو (أيار) 2018، من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، معيدةً فرض العقوبات على طهران. وارتفع التصعيد بين الطرفين أخيراً، بعد إسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركية فوق مضيق هرمز، واتهام واشنطن لطهران بتنفيذ سلسلة هجمات على سفن شحن في الخليج العربي في شهري يونيو (حزيران) ومايو. 

في هذا السياق، نشر السفير الإيراني لدى بريطانيا حميد بعيدي نجاد صورة لأشخاص قرب حطام طائرة، قال إنهم صيادون إيرانيون عثروا على أجزاء من الطائرة الأميركية المسيّرة، التي أسقطتها إيران الأسبوع الماضي.

 

تقليص التزامات طهران بالاتفاق النووي

وأعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الثلاثاء، أن طهران ستتّخذ في 7 يوليو (تموز) المقبل، خطوات جديدة لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، بحسب ما جاء في وكالة أنباء فارس الإيرانية. وقال شمخاني إن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، "لم تفعل ما يكفي لحماية اقتصاد إيران من العقوبات الأميركية وإنقاذ الاتفاق".

وكانت طهران خفّضت بعض التزاماتها في الاتفاق النووي في مايو الماضي، رافعةً مخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة، رداً على تشديد واشنطن للعقوبات عليها.

وفي سياق متصل، أكّد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لن تسعى أبداً لامتلاك سلاح نووي، وفق ما نقلت عنه هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الثلاثاء.

"خطط حمائية"

من ناحية ثانية، نقلت وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية الثلاثاء، عن وزير الاقتصاد الإيراني فرهاد دج بسند قوله إن لدى الحكومة الإيرانية خططاً لحماية البلاد من الضغوط الاقتصادية الأميركية، رافضاً الكشف عن المزيد من التفاصيل عن هذه الخطط. 

واتهم سفير إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي بدوره، الولايات المتحدة بعدم احترام القانون الدولي، عبر فرضها عقوبات جديدة على إيران، قائلاً إن "التوترات بين البلدين لا توفّر مناخاً سليماً للمحادثات". وأضاف للصحافيين الاثنين، "لا يمكن بدء حوار مع شخص يهدّدك ويقوم بترويعك... كيف يتسنى لنا بدء حوار مع شخص شاغله الرئيسي فرض المزيد من العقوبات على إيران؟".

تنديد روسي وتضامن مع طهران

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولاقت العقوبات الأميركية الجديدة على إيران أيضاً ردوداً دولية، فندّدت بها روسيا، معربةً عن تضامنها "الكامل مع الشعب والحكومة الإيرانيين". واتهمت وزارة الخارجية الروسية في بيان، واشنطن بالسعي إلى قطع سبل التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، قائلةً إن "السلطات الأميركية يجب أن تتساءل إلى أين تقود سياستها المتهوّرة حيال إيران. إنها ليست فقط مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، إنّما تقوّض أيضاً كل النظام الأمني العالمي".

ورأت الخارجية الروسية أن "هناك انطباعاً واضحاً بأن واشنطن تسعى إلى قطع الجسور، على عكس تأكيداتها بأنها تريد الحوار مع إيران"، مضيفةً أن واشنطن "تتخيّل أنها تمسك بيدها مصير العالم وتواصل (انتهاج) سياسة تمعن في عدائيتها، وتسارع إلى (معاقبة) أولئك الذين لا ينوون الرضوخ للإملاءات الأميركية".

الصين تدعو للتهدئة وفرنسا تحذّر

الصين من جهتها، سارعت إلى دعوة الأطراف المعنية إلى "التهدئة" و"ضبط النفس". ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ، خلال إيجاز صحافي في بكين، أن "فرض أقصى درجات الضغط بشكل أعمى لن يساعد على حل المشكلة"، مضيفاً "تثبت الوقائع أن هذه الإجراءات أنتجت تداعيات عكسية فاقمت التوتر الإقليمي".

وفي وقت دعا مجلس الأمن الدولي إلى الحوار للتخفيف من حدة التوتر بين واشنطن وطهران، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيستغلّ اجتماعه المرتقب مع ترمب، خلال قمة مجموعة العشرين المقرّرة في اليابان هذا الأسبوع، للحضّ على التوصل إلى "حل بنّاء بهدف ضمان أمن إقليمي جماعي".

في المقابل، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء، من أن انتهاك إيران للاتفاق النووي سيشكل "خطأ فادحاً" و"رداً سيئاً على الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة" على طهران. وقال أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) إن "الخارجية الفرنسية والألمانية والبريطانية تحرّكت بكامل أجهزتها لجعل إيران تفهم أن ذلك لن يكون في مصلحتها"، داعياً إلى "العمل معاً لتجنّب التصعيد".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط