Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ردود أفعال الوسط السياسي العراقي على خطاب الصدر

تصريحات السياسيين تفاوتت بين الترحيب والمطالبة باحترام المؤسسات

تسير الأزمة السياسية في العراق نحو مزيد من التأزم على الرغم من محاولات التهدئة وإيجاد الحلول بعد التصعيد من قبل "التيار الصدري" وأنصاره الذين اقتحموا مبنى مجلس النواب العراقي السبت الماضي وأعلنوا اعتصامهم المفتوح. وعلى الرغم من جهود خفض التصعيد إلا أن الحلول غائبة، حيث دعا زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، الأربعاء 3 أغسطس (آب)، إلى حل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات مبكرة، موجهاً خطابه إلى الشعب "إن كنتم تريدون الإصلاح والتغيير فإنني بانتظاركم، وإن رضيتم بواقعكم مهما كانت صفاته ومساوئه فهذا أمر راجع إليكم".

وقال الصدر في كلمة متلفزة، "أيها الشعب العراقي الحبيب، بكل طوائفه وأعراقه وأقلياته وانتماءاته، وأديانه وعقائده وأفكاره وتوجهاته مهما كانت، لا يوهمونكم إن ما يحدث من ثورة هو صراع على السلطة، فمَن أرادها لا يسحبن 73 نائباً قُحيين (صدريين) من البرلمان".

وأضاف الصدر في كلمته "وبعد أن حصلنا على أكبر كتلة وأردنا الغالبية الوطنية، عرقلتها الدعاوى الكيدية. وليس الصراع صراعاً بين أشخاص كما يحاولون تبيان ذلك لكم، فلستُ ممن يُعادي أحداً على الإطلاق وإن كان يريدُ قتلي كما في التسريباتِ الأخيرة، أو ممَن سكتوا عن التسريبات فلا أكنّ لهم إلا طلب الهداية، لا لأجلهم بل محبةً بالدينِ والمذهب والشعبِ والوطن"، في إشارة إلى زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

وتابع قائلاً "لا تذعنوا لإشاعاتهم بأنني لا أريد الحوار، لكن الحوار معهم قد جربناه وخَبِرناه وما أفاء علينا وعلى الوطن إلا الخراب والفساد والتبعية على الرغم من وعودهم وتوقيعاتهم، فلا فائدة تُرتجى من الحوار وخصوصاً بعد أن قال الشعب كلمته الحرة العفوية".

الإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية

وزاد الصدر "أيها الشعب العراقي الحبيب، كما عهدتموني فإنني لم ولن أرضى بإراقة الدماء ولن ابتدئ بذلك إطلاقاً وإن أقدموا على ذلك، فالإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية وأنا على استعدادٍ تام للشهادةِ من أجل الإصلاح وإنقاذ الشعب والوطن". وأضاف "أيها الشعب الحبيب، إن كنتم تريدون الإصلاح والتغيير فإنني بانتظاركم، وإن رضيتم بواقعكم مهما كانت صفاته ومساوئه فهذا أمر راجع إليكم، لكن الثورة بدأت صدرية، وما الصدريون إلا جزء من الشعب والوطن، وإن كان في التيار مَن هو فاسد ومجرب فإن الثورة لن تستثنيه، فإنني ما بدأت الإصلاح إلا من داخل التيار، ولم أدّعِ يوماً أن التيار الصدري فوق الشبهات، وكلكم تعرفون الكصكوصة، لكن أغلب المطرودين والمنشقين إما أن يجدوا أبواب الفاسدين لهم مفتوحة أو يجدوا ذريعة من البعض في عدم جواز معاقبتنا لهم بطرقٍ خارجة عن القضاء أو القانون فيعيثون في الأرضِ فساداً، وإن أحلناهم للقضاء تمت تبرأتهم مع شديد الأسف".

ونوه الصدر في كلمته "لا أقول ذلك ضعفاً ولا خوفاً ففي التيار رجال أشداء وفيهم الكفاية كما يعبرون من ناحية العدد والاستعداد للتضحية جزاهم الله خيراً، ولكن أقول ذلك لكي تعم الفائدة السماوية والتوفيقات الإلهية للجميع".

وأكد "أنا على يقين أن أغلب الشعب قد سأم الطبقة الحاكمة برمتها بما فيها بعض المنتمين إلى التيار، لذلك استغلوا وجودي لإنهاء الفساد، ولن يكون للوجوه القديمة مهما كان انتماؤها وجود بعد الآن، إن شاء الله تعالى، من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية أولاً ثم عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي".

وشدد الصدر "نعم، لستُ طالباً لسلطة ولا عندي مغنم شخصي لي أو لمَن يلوذ بي، ولا أنا طالبٌ لإراقة الدماء ولكني في شهر الإصلاح أطلب الإصلاح عسى أن يكون ذلك باباً للتوفيق، وعلى كل محبي الوطن أن يسيروا نحو الإصلاح والله ولي التوفيق".

وختم قائلاً "ثم على الثوار والمعتصمين الأحبة الأعزة البقاء والاستمرار على اعتصامهم لحين تحقيق المطالب، ثم أوجه شكري إلى القوات الأمنية البطلة وكل مَن ساند هذه الثورة العراقية الأصيلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ترحيب

في المقابل، رحب زعيم ائتلاف "النصر"، حيدر العبادي، بخطاب الصدر، مطالباً الجميع بالتكاتف لخدمة الشعب.

وقال العبادي خلال تغريدة له عبر "تويتر"، "أرحب بما جاء بخطاب الأخ مقتدى الصدر، وهي تلتقي من جوانب عدة مع مبادرتنا لحل الأزمة، وأُحيي خطواته وجميع الإخوة لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح".

وطالب العبادي الجميع بـ "التكاتف لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية".

العودة إلى الدستور

في المقابل، رد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري كامل المالكي، على خطاب زعيم التيار الصدري، معتبراً في تغريدة على "تويتر" أن "الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح تبدأ بالعودة إلى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية".

دعوة ضعيفة

في الأثناء، اعتبر النائب المستقل باسم خشان، دعوة الصدر إلى حل البرلمان "ضعيفة".

 وقال خشان في تصريح صحافي، إن "فرص حل البرلمان ضعيفة بسبب رغبة الإطار التنسيقي والسُنة والأكراد وأغلب النواب المستقلين في تمثيل الشعب"، مبيناً أن "حل البرلمان يجب الذهاب من خلاله إلى تعديل قانون الانتخابات وهذا الأمر يطول، إضافة إلى أن نواباً كثيرين لا يرغبون بحل البرلمان وعليه ففرص ذهابنا إلى انتخابات مبكرة صعب حالياً على الرغم من أنني اتفق مع هذا الأمر وقد أكون أول مَن يطالب بحله".

وتابع قائلاً إن "كلام الصدر حول عدم وجود إلا الوجوه الجديدة بالمستقبل فهذا ممكن أن ينطبق على الحكومة وليس البرلمان، لأن البرلمان هو من اختيار الشعب، والمواطنين هم المعنيون باختيار المرشحين".

أكثر قوة وشعبية

بدوره، قال الباحث السياسي، علي البيدر، إن "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أراد من خلال خطابه القول، إن لا مفاوضات قبل حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وبعدها يمكن الحوار مع المنافسين أو الخصوم".

وتابع "سيتم تجاهل الصدر وبعدها سيعمل على إحداث شلل في السلطة التنفيذية والحياة في بغداد وسيتم تنفيذ كل مطالبه"، مبيناً أن "الصدر بعد التظاهر أصبح أكثر قوة وشعبية".

المزيد من الأخبار