Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك+" يقر زيادة إنتاج النفط 100 ألف برميل يومياً في سبتمبر

التحالف يشير إلى أن نقص الاستثمار المزمن يقلل القدرات الفائضة

"أوبك +" يقر زيادة الإنتاج لتعزيز استقرار سوق النفط (أ ب )

 

أقر تحالف "أوبك+" الأربعاء، 3 أغسطس (آب)، زيادة في إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يومياً اعتباراً من سبتمبر (أيلول)، في خطوة قد تمنح السوق إمدادات إضافية لكن بوتيرة أبطأ بكثير مما كانت عليه، لا سيما مع مقارنتها بحوالى 432 ألفاً ثم 648 ألف برميل إضافية خلال الشهرين السابقين. ويأتي القرار وسط ترقب ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة لضخ مزيد من الخام، لا سيما بعدما بدد آمال واشنطن التي كانت ترغب في زيادة كبيرة في الإمدادات. وجاء القرار في أعقاب الاجتماع الوزاري الـ 31 للتحالف الذي يضم الأعضاء الـ 13 في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بقيادة السعودية والدول الـ 10 المتحالفة معها ومن بينها روسيا، حيث عقد افتراضياً عبر تقنية "الفيديوكونفرانس" في فيينا، مقر التحالف برئاسة وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، ومشاركة أولى للأمين العام الجديد للمنظمة الكويتي هيثم الغيص. ووفق ما أعلنه التحالف في بيان صحافي، فمن المقرر عقد الاجتماع الجديد الـ 32 لوزراء التحالف يوم الإثنين الخامس من سبتمبر المقبل.وبحسب البيان، شدد وزراء التحالف خلال اجتماعهم على أن التوافر المحدود للغاية للطاقة الفائضة يستلزم استخدامها بحذر شديد، استجابة للانقطاعات الشديدة في الإمدادات، مشيرين إلى أن نقص الاستثمار المزمن في قطاع النفط قلل القدرات الفائضة على طول سلسلة القيمة، مما سيؤثر في توفر معروض نفطي كاف لسد الطلب المتنامي لما بعد 2023.وفي آخر اجتماع لتحالف "أوبك+" أواخر يونيو (حزيران) الماضي، قرر الالتزام بزيادة الإنتاج النفطي مثلما كان مقرراً وتماشياً مع أهدافه بواقع 648 ألف برميل يومياً خلال أغسطس الحالي، ورفض التحول إلى زيادات أكبر في الإنتاج.

وسرّع التحالف الجدول الزمني لاستعادة مستوى إنتاج النفط لما كان عليه قبل تفشي جائحة كورونا، موزعاً الزيادة التي كانت مقررة لشهر سبتمبر والبالغة 432 ألف برميل يومياً، على يوليو (تموز) وأغسطس مناصفة، بحيث تصبح الزيادة في كلا الشهرين 648 ألف برميل، مقارنة بخطة سابقة لإضافة 432 ألف برميل يومياً على مدى ثلاثة أشهر.

وكانت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة قد أوصت خلال اجتماعها الـ 43 في وقت سابق اليوم بزيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يومياً اعتباراً من الشهر المقبل، وهو سيناريو بحثه وزراء التحالف ضمن خيارات أخرى خلال اجتماعهم اليوم الأربعاء.

انتعاش الطلب

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لقناة "روسيا-24" التلفزيونية الحكومية، إن الطلب العالمي على النفط انتعش تقريباً إلى مستويات ما قبل الجائحة. وأضاف نوفاك أن الشكوك لا تزال تكتنف السلاسل اللوجستية مع احتمال تفشي موجات جديدة من جائحة كورونا، وقال إن روسيا والسعودية، وهما لاعبان رئيسان في اتفاق تنسيق إنتاج النفط، تخططان لعقد اجتماع حكومي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

مرحلة جديدة من التعاون

وفي أعقاب الاجتماع أكد وزير النفط الكويتي محمد الفارس أن تحالف "أوبك+" سيدخل مرحلة جديدة من التعاون الشامل لإدارة الأسواق النفطية بكل فعالية، ولعب دور أكبر خلال الفترة المقبلة، مشدداً على ضرورة التعاون والتنسيق بين جميع المنتجين لمواجهة أي تحديات أو تأثيرات في إمدادات سوق النفط.وأضاف الفارس في بيان صحافي أن قرار زيادة الإمدادات لشهر سبتمبر المقبل بمقدار 100 ألف برميل يومياً يعتبر مؤشرا إيجابياً لدعم السوق، لافتاً إلى أن الكويت ملتزمة بالحصص الإنتاجية المتفق عليها في "أوبك+"، إذ تصل حصتها الإنتاجية للشهر المقبل إلى 2.818 مليون برميل، بزيادة 7 آلاف برميل يومياً عن حصص أغسطس المقدرة بـ 2.811 مليون برميل في اليوم. وقال وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب إن الطلب على النفط في الفترة الحالية لم يكن بحسب الكميات المتوقعة، لذا جاء قرار "أوبك+" بمواصلة مواكبة الطلب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف عرقاب في بيان أنه "بناء على عمل اللجنة الفنية لاحظنا حالات عدم اليقين التي تلقي بثقلها حاليا على أساسات سوق النفط، واعتبرنا بأن هذه الأخطار يمكن أن تعرقل الانتعاش المتوقع في الطلب العالمي على النفط خلال الأسابيع المقبلة وتخلق مزيداً من التقلبات في الأسواق، وجددنا رغبتنا القوية في العمل من أجل استقرار وتوازن سوق النفط العالمية من خلال ضمان إمدادات مستقرة ومنتظمة" وأصدر تحالف "أوبك+" حصص إنتاج النفط المقررة لشهر سبتمبر والتي بموجبها سيرتفع إنتاج السعودية بمقدار 26 ألف برميل يومياً ليصل إلى 11.30 مليون برميل يومياً، فيما سيبلغ إنتاج الإمارات 3.186 مليون برميل يومياً خلال الشهر المقبل، بزيادة 7 آلاف برميل يومياً عن الشهر السابق، وسترتفع حصة الجزائر بمقدار ألفي برميل يومياً لتصل إلى 1.57 مليون برميل.

تذبذب الأسعار

وفور إعلان قرار "أوبك+" شهدت أسعار النفط تذبذباً ملحوظاً، فبعد ارتفاعها فترة وجيزة معوضة بعض خسائرها الصباحية عادت للتراجع مجددا بحلول الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش، ليتراجع خام برنت القياسي تسليم أكتوبر بنسبة 1.3 في المئة أو 1.30 دولار دون مستوى 100 دولار إلى 99.22 دولار للبرميل. كما هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم سبتمبر 1.6 في المئة أو 1.46 دولار إلى 92.96 دولار للبرميل.

توقعات متباينة

وكانت  الآراء منقسمة مبكرا حول نتيجة اجتماع "أوبك+"، إذ ذكر مصدران من ثمانية في أوبك+ لرويترز أنه ستجري مناقشة زيادة متواضعة في الإنتاج لشهر سبتمبر، في حين قال الباقون إن من المرجح الإبقاء على مستوى الإنتاج الراهن. فيما توقعت وكالة "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر أن يحافظ التحالف على مستوى الإنتاج الراهن من دون تغيير، أو أن يقوم بزيادة تتراوح من 200 ألف برميل إلى نحو مليون برميل يومياً. ولطالما ناشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها السعودية والإمارات العضوين البارزين في منظمة أوبك، لضخ مزيد من النفط للمساعدة في مواجهة روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. وتسببت العقوبات الأميركية والغربية على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة بجميع أشكالها، مما أدى إلى زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود، وإلى رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل حاد. ورفعت أوبك الإنتاج بما يتماشى مع أهدافها بنحو 430 ألف برميل و650 ألف برميل يومياً في الشهر خلال الأشهر الأخيرة، ورفضت التحول إلى زيادات أسرع في الإنتاج.

نقص القدرة الإنتاجية

وأشارت مصادر في التحالف إلى نقص القدرة الإنتاجية الإضافية بين الأعضاء لإضافة مزيد من الإنتاج، وكذلك الحاجة إلى مزيد من التعاون مع روسيا في إطار تحالف "أوبك+" الأوسع، وفق ما ذكرته رويترز. وفي يونيو (حزيران) أنتجت "أوبك+" ما يقرب من 3 ملايين برميل يومياً من النفط الخام، وهي كمية أقل من حصصها، إذ أدت العقوبات المفروضة على بعض الأعضاء وانخفاض الاستثمار لدى بعضها الآخر إلى كبح قدرتها على تهدئة أزمة الطاقة في العالم. ويُعتقد أن السعودية والإمارات فقط لديهما بعض القدرة الإضافية لزيادة الإنتاج. ويقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تم إبلاغه أن السعودية والإمارات لديهما قدرة محدودة للغاية على زيادة إنتاج النفط.

وتتوقع "أوبك+" أن تقل الإمدادات قليلاً بسوق النفط هذا العام عما كان متوقعاً في السابق. وقالت ثلاثة مصادر من وفود "أوبك+" إن البيانات الجديدة أظهرت أن اللجنة الفنية المشتركة التابعة للمجموعة التي اجتمعت الثلاثاء، خفضت توقعاتها لفائض سوق النفط هذا العام بمقدار 200 ألف برميل يومياً إلى 800 ألف برميل يومياً.

تعاف مستمر

من جانبه، قال هيثم الغيص الأمين العام لـ "أوبك" في تصريحات للتلفزيون الجزائري إن "التعافي على الطلب مستمر، لكن قد يكون بوتيرة أقل عن بداية العام والعام الماضي".وأضاف الغيص للقناة "الإخبارية" الجزائرية في تصريحات أذيعت مساء أمس الثلاثاء ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء، "لا زلنا نشهد زيادة الطلب على النفط بشكل مطرد ومميز مقارنة بالفترة التي مرت علينا في جائحة كورونا في العامين 2020 و2021.. كان هناك تعاف بعد الجائحة، وما زلنا نشهد تعافياً في الطلب على الرغم من انخفاض الوتيرة نسبياً".وأشار الأمين العام لـ"أوبك" إلى أن التحديات في إمدادات النفط الصخري في الولايات المتحدة أثرت في ميزان العرض والطلب".

المزيد من البترول والغاز