Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من جو بايدن إلى بريتني سبيرز... أشهر حالات الاختلاس الأدبي والفني

سواء كان من النوع الطفيف أو العميق فهو في آخر المطاف عمل يتنافى مع الأخلاق وقوانين العدالة لأنه ببساطة سرقة

الاختلاس الأدبي أو الفني جريمة يعاقب عليها القانون (أ ف ب)

الاختلاس الأدبي أو الفني سرقة "من النوع الراقي" إذا جاز التعبير. لكنه في الدول المتمتعة بالعدالة عمل لا-أخلاقي وجريمة يعاقب عليها القانون بالغرامة و/أو بالسجن إضافة إلى ما يجره من إشانة مخجلة للسمعة.

وبينما يجد ضحية السرقة المادية التقليدية العوض في الكثير من الأحيان عبر شبكات للسلامة - مثل شركات التأمين أو القبض على السارق والمسروق أو استعادة الملكية عبر الشراء مجدداً مثلاً - فإن هذه مسرّة لا يجدها ضحية السرقة الأدبية والفنية. وهذا لأن المسروق إبداع فريد بطبعه لا يمسك باليد ولا يمكن استعادته بالمال من بائع أو غيره، أو إيجاد عوض يحل محله.

وتتفاوت درجات الاختلاس الأدبي أو الفني حتى تنزل إلى الطفيف، لكنها كلها سرقة وتدخل فيها أشكال قد لا تخطر على البال. فمن الطفيف، مثلاً، الاختلاس الذاتي، وهو أن يوظف المبدع عملاً سابقاً له أو جزءاً منه في عمل يطرحه باعتباره خلقاً جديداً، وهو بالطبع ليس كذلك. ومنه أيضاً الاختلاس غير الواعي، بمعنى ألا يشك المرء في أن إنجازه من إبداعه الشخصي، لكنه في الواقع عمل لشخص آخر اختزنه الأول في لا وعيه.

ولكن، سواء كان الاختلاس من النوع الطفيف أو العميق فهو في آخر المطاف عمل يتنافى مع الأخلاق وقوانين العدالة لأنه، ببساطة، سرقة وإن لم تكن مادية. وإذا كانت المسألة بكل هذا السوء، فأنت تظن أن علية القوم في الآداب والفنون والسياسة مثلاً يربأون بأنفسهم عنها. لكن عدداً منهم تورط فيها حتى أذنيه وخسر بسببها الكثير. وفي ما يلي بعض هؤلاء:

جو بايدن: عام 1987، اضطر جو بايدن للانسحاب من سباق مرشحي الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في 1988، لأنه ألقى خطاباً في إحدى تجمعاته السياسية اتضح لاحقاً أنه تضمن مقاطع مطوّلة من خطاب، كان قد ألقاه زعيم حزب العمال البريطاني وقتها نيل كينوك. ومن جهته، أعلن كينوك على الملأ أنه يعتقد أن بايدن "لم يختلس خطابي عن عمد، ولذا فإنني أغفر له هذه الهفوة". لكن هذا لم يخفف وطء الجريمة بأي شكل كان، ولذا تظل هذه الواقعة من أشهر حالات الاختلاس وسط نجوم الساحة السياسية الدولية.

الاختلاس الأدبي

ويبدو أن وقائع الاختلاس الأدبي تتخلل سيرة الرئيس الأميركي. فقد أخفق في اجتياز امتحان مهم عندما كان طالباً في الحقوق، لأنه قدم إجابات مسروقة. ولاحقاً كتب مقالة مطولة لدورية "فوردهام" القانونية، اتضح أنه نقل فيها آراء أناس غيره من دون الإشارة إليهم. كما لوحظ في حياته العملية السياسية عموماً استعارته أقوال لجون كيندي وغيره وإلقاؤها على الجمهور وكأنها من بنات أفكاره.

ميلانيا ترمب: ألقت سيدة أميركا الأولى إبان رئاسة زوجها دونالد خطاباً أمام المؤتمر القومي للحزب الجمهوري في 2016، دوت له القاعة بالتصفيق مرات عدة لقوته وجماله. فتحدثت عن القيم النبيلة التي زرعها في نفسها أبواها مثل العمل الكدود واحترام الآخرين...إلخ. ولكن سرعان ما تنبّه المراقبون والمحللون السياسيون وفرسان الإنترنت إلى أن معظم الخطاب منقول من آخر ألقته ميشيل أوباما على الديمقراطيين في 2008. وكان كل ما فعلته ميلانيا هو أنها غيّرت كلمات قليلة هنا وهناك، وألقت الخطاب على أمل أن يكون الناس قد نسوا ما قالته ميشيل قبل ذلك بثماني سنوات.

مارتن لوثر كينغ: أثيرت اتهامات عدة طاولت داعية الحقوق المدنية الأميركي، وجاء فيها أنه اختلس أجزاء عدة في رسالته لشهادة الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة بوسطن. وتدور هذه الاتهامات حول أن مقاطع من الرسالة الأكاديمية تعود إلى أوراق كتبها طلاب سابقون في الجامعة، وأيضاً بعض أقوال الفيلسوف اللاهوتي الأميركي الألماني بول تيليتش، الذي شكلت سيرته وفلسفته موضوع الدكتوراه نفسها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جيه كيه رولينغ: طارت هذه الكاتبة البريطانية إلى أعالي سماء الشهرة على ظهر سلسلة "هاري بوتر"، التي ألفتها للصِبية في سبعة كتب بين 1997 و2007. وبلغ من نجاحها أن حولتها هوليوود جميعاً إلى سلسلة شهيرة من الأفلام السينمائية، أضافت مئات ملايين الدولارات إلى حساب رولينغ المصرفي المنتفخ أصلاً. لكن جوادها عانى من كبوة كبرى عندما نشرت كتابها الرابع في هذه السلسلة Harry Potter and The Goblet of Fire  (هاري بوتر وكأس النار). ففي 2009 قاضاها محامو مؤلف كتب الأطفال إدريان جيكوبس بتهمة اختلاس أجزاء عدة ومطولة من روايته "مغامرات الساحر ويلي"، وطالبوها بتعويض يبلغ ثلاثة أرباع المليار دولار. وعلى الرغم من أن المحكمة برّأت رولينغ من التهمة، فقد كانت الوصمة أكبر من ممحاة العدالة. ويزداد السوء خصوصاً بالنظر إلى أن تلك لم تكن المرة الأولى التي يزعم فيها طرف آخر أن رولينغ سرقت جزءاً من إبداعه الأدبي، مثل الكاتبة الأميركية نانسي ستوفر، وفرقة "ويرد سيسترز" الكندية.

التصور الخيالي

جيه آر آر تولكين: هذا هو كاتب سلسلة "سيد الخواتم" و"الهوبيت" المعتبرتين - مع سلسلة "هاري بوتر" لجيه كيه رولينغ و"ألف ليلة وليلة" - أشهر الأعمال الفانتازية في تاريخ الأدب العالمي. وعلى الرغم من الإجماع على أن أعمالاً كهذه تستلزم عقلاً قادراً على التصور الخيالي بشكل يعلو كثيراً على البقية، فقد واجه تولكين، مثل رولينغ، الاتهام بأنه سرق الكثير من أوبرا "خاتم النيبلونغ" للموسيقار الألماني رتشارد فاغنر. لكن تولكين نفسه رفض هذا الاتهام ورد ساخراً بالقول إن الشيء الوحيد الذي يجمع خاتمه مع خاتم فاغنر هو أن "كليهما مستدير".

دان براون: مؤلف "شيفرة دافنشي" واجه بعد النجاح المدوي لهذه الرواية، التي تلقفتها هوليوود في فيلم شهير أيضاً، سبع قضايا في السنوات القليلة التالية لنشرها. لكنه، مثل مؤلفة "هاري بوتر"، لم يدن بالسرقة الأدبية في أي منها. وربما كان أقوى اتهام ذلك الذي وجهه إليه الكاتبان مايكل بيجنت وريتشارد لي، اللذان قالا إن براون اختلس أجزاءً مهمة من كتابهما "الدم المقدس والكأس المقدسة"، لأن أجواء هذا الكتاب والكثير مما ورد فيه شبيهة إلى حد مقلق برواية "شيفرة دافنشي" التي نشرت بعده. وقد اتهم براون بالاختلاس أيضاً من "صبيان الفاتيكان" لجاك دن، ومن "ابنة الرب" للويس بيرود، ومن تنظيرات الروسي ميكايل إينيكي.

بريتني سبيرز: لقّبوها بـ"أميرة البوب" واعترفوا لها بالفضل في إحياء موسيقى البوب للمراهقين في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحالي، مستشهدين بأن 150 مليون شخص اشتروا أسطواناتها عبر العالم. وإذا كانت القضية التي رفعتها ضد أبيها لإزاحة ولايته عن أمورها واتهامها له بأنه سرق ثروتها هي الأشهر في سيرتها حتى الآن، فهناك أيضاً حقيقة أنها نفسها اتُهمت مراراً بالسرقة الفنية. ففي 2005 أوقفها مواطنها المغني والمنتج الموسيقي ستيف والاس أمام القضاء، قائلاً إن كلمات أغنيتها  Sometimes، التي عادت لها بمبيعات هائلة في 1998، مسروقة من دفتر أغانيه التي كتبها قبل ذلك التاريخ بسنة. وعلى الرغم من أن المحكمة رفضت هذا الادعاء، فقد فشل هذا الحكم في أن يستحيل ضوءاً في نهاية النفق بالنسبة لها. ليس هذا وحسب، وإنما تعرضت للمساءلة أيضاً عندما اتهمت بأنها اختلست أبياتاً من أغنية Hold It Against Me التي تعود لفرقة Bellamy Brothers في السبعينيات.

آندي وورهول: هذا هو أشهر فناني النصف الثاني من القرن العشرين، ويعتبر أبو التيار المعروف بـ"فن البوب". أنتج جل أعماله باستخدام أسلوب "ستارة الحرير"، الذي أنجز به بعض أشهر أعماله على غرار سلسلة بورتريهات النجمة السينمائية مارلين مونرو، وجنى ثروة طائلة من ورائه. لكنه واجه سلسلة قضايا قانونية اتهم فيها بأنه وظّف في فنه صوراً فوتوغرافية مسروقة، لكنه توصل في معظمها إلى تسويات مالية هائلة مع مختلف ملّاك هذه الصور.

جورج هاريسون: أحد أعضاء فرقة "البيتلز" وهي واحدة بين الأشهر في تاريخ الموسيقى الحديثة. وبعد تفككها جاهد كثيراً كمغن منفرد، إلى أن كتب أغنيته الشهيرة My Sweet Lord التي أصابت نجاحاً مدوياً إثر إطلاقها في 1970. لكنه واجه على الفور تقريباً دعوى قضائية شهيرة اتهم فيها بسرقة لحن هذه الأغنية من أخرى باسم He’s So Fine، تعود لفرقة The Chiffons  الأميركية. وخلصت المحكمة إلى حكم يقول إنه "اختلس اللحن فعلاً ولكن ليس بشكل متعمد"، وانتهى الأمر بدفعه أموالاً كبيرة شملت شراءه شركة الأسطوانات مالكة حقوق طبع الأغنية. وعلى الرغم من أنه سد بالمال السبل القانونية لمقاضاته، يظل البعد الأخلاقي الذي لا يشتريه المال قائماً.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات