Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حي المال يُعاني من عاصفة جليدية لكن هل يجب أن نهتم بمصير المصرفيين الأثرياء

البنوك تساهم بنسبة كبيرة من إجمالي حصيلة الضرائب في بريطانيا

صورة تظهر بنك انجلترا المركزي في لندن (رويترز)

هناك الكثيرون الذين سيستقبلون الأنباء التي تفيد بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) قد أخذ "قضمة كبيرة" من الوظائف الشاغرة في البنوك بعدم الاكتراث. لقد تقلص عدد فرص العمل أو الوظائف الشاغرة للمصرفيين الأثرياء - بنسبة 39 في المئة وفقا لشركة التوظيف مورغان ماكينلي - من يهتم لذلك؟

هذا أمر مفهوم، لكنه مضلّل. سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن القطاع المالي في لندن يُمثل جزءاً مهماً للغاية من اقتصاد المملكة المتحدة. ويساهم موظفوها ومؤسساتها بجزء كبير من إجمالي حصيلة الضرائب في المملكة المتحدة.

إن انخفاض عدد الوظائف بالنسبة للمصرفيين، وتقلص النشاط في المركز المالي للندن، يعني انخفاض في الإيرادات الضريبية، ويعني تخصيص أموال أقل لقطاع الصحة العامة (إن إتش إس)، المدارس، وخدمات اخرى توفّرها الحكومة ويعتمد الشعب عليها، وهي خدمات أدى التقشف إلى تصدعها وفي حاجة ماسة لاستثمارات.

وتوفّر هذه الأرقام المزيد من الأدلة - كما لو ان ذلك كان ضرورياً - بأن المملكة المتحدة منهمكة في عملية إطلاق نار على نفسها في كلا القدمين باستخدام بندقية بمب أكشن، ثم تثبيت أداة لتسهيل عملية إطلاق النار على يديها أثناء إنهماكها بالاولى.

إن الجنون الذي ترسّخ أمر مذهل جداً أن يشهده المرء في بلد اعتاد الناس على اعتباره عقلانياً بشكل عام. ألم يستخدم أحدهم في إحدى المناسبات  كلمة (حكم) "قوي وثابت"؟ من المؤكد أنه لم يعد كذلك. عكس ذلك تماماً.

ولم يكن من المتوقع أن تشكّل هذه الأرقام مفاجأة كبيرة: إذ على نحو مشترك مع قطاعات اخرى، كانت المؤسسات المالية في لندن تدعو إلى وضوح في الموقف لن تحصل عليه لبعض الوقت، فيما تستمر في الإنتظار في هذه الأثناء. كما أنها كانت تنشئ فروعاً لها في أوروبا، وملئها بالموظفين، والتحضير لانعكاسات عدم التوصل إلى صفقة. كل هذا ساهم في المجموعة الأخيرة من البيانات الاقتصادية القاتمة التي كانت تتراكم مثل السيارات المحطمة في ساحة الخردة.

هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنه على رغم انها لن تستطيع الهروب من الألم، إلا ان الـ سيتي (أوف لندن)، مستعدة بشكل أفضل لـ، وقادرة أكثر على، تجاوز بريكسيت فوضوي هو على حافة الهاوية، بشكل أفضل من قطاعات اخرى. لكن حقيقة أن تستمر محركاتها في العمل ببطء، في حين بقية الاقتصاد يرتعد، لا تدعو كثيراً للطمأنينة.

لطالما اعتقدت أن المركز المالي يُشكل جزءاً كبيراً من اقتصاد المملكة المتحدة، وأنه يحظى بالرعاية، على رغم الفضائح التي تنبثق منه بانتظام، وأن له تأثيراً كبيراً على صنع القرار. أنا لستُ وحيداً في التفكير بأن أداء بريطانيا سيكون أفضل لو يتم إعادة التوازن لاقتصادها. يجب إيلاء المزيد من الاهتمام لرعاية قطاعات اخرى. لكن بريكسيت ليس الطريقة التي يجب اتباعها في هذه العملية. عكس ذلك تماماً، فهو سيُلحق الضرر بجميع القطاعات. إنه تمرين في عملية غباء جماعي. وهذا ببساطة يؤكّد هذه النقطة.

© The Independent

المزيد من اقتصاد