Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إلغاء فعالية للروائية جيتانجالي شري بحجة أن كتابها يخدش مشاعر الهندوس

المؤلفة الهندية لرواية "ضريح الرمل" الفائزة بـ"جائزة بوكر الدولية" تقول إنها "تشعر بالأسى لما حصل" وتعتقد أن روايتها تستغل ضمن جدل سياسي أوسع نطاقاً في الهند

قرار إلغاء الفعالية اتخذته الكاتبة شري بنفسها (أ ب)

ألغي حدث كان مقرراً أن يستضيف في مدينة أغرا، شمال الهند، الروائية جيتانجالي شري الفائزة بـ"جائزة بوكر الدولية"، بعد تلقي الشرطة شكوى تتهم كتابها "ضريح الرمل" Tomb of Sand الفائز بالجائزة، بأنه "يؤذي مشاعر الهندوس".

الكتاب الذي تدور أحداثه حول فترة تقسيم الهند في عام 1947، كتب باللغة الهندية بعنوان "ريت سامادهي" Ret Samadhi، وتولت ترجمته إلى الإنجليزية دايزي روكويل. وحاز في شهر مايو (أيار) "جائزة بوكر الدولية"، ليصبح أول رواية هندية وأول رواية في منطقة جنوب آسيا، تفوز بهذه الجائزة المرموقة.

يشار إلى أن الجائزة تمنح كل سنة لأفضل رواية أدبية مترجمة [إلى اللغة الإنجليزية].

وقد تعاونت "مؤسسة رانغليلا الاجتماعية والثقافية" Rangleela Social and Cultural Trust ونادي "مسرح أغرا" Agra Theatre على تنظيم الفعالية التي كانت ستشارك فيها الروائية الهندية يوم السبت الماضي، لكن قبل يوم واحد من الحدث، أعلن المنظمون في بيان لهم أنه تم إرجاؤه، وذلك بعد تلقي الشرطة شكوى ضد السيدة شري، في مكان آخر في ولاية أوتار براديش.

وجاء في الشكوى التي قدمها سانديب باتاك، وهو من سكان منطقة هاتريس، أن الكتاب يحتوي على وصفاً مستهجناً للإلهين الهندوسيين شيفا وبارفاتي.

باتاك نشر تغريدةً عبر حسابه على "تويتر"، أرفقها بوسم إشعاري لرئيس وزراء الولاية يوغي أديتياناث، الذي ينتمي إلى حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الحاكم في البلاد بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، يصف فيها كتاب المؤلفة الهندية بأنه "رواية إباحية مخزية". وطالب بمعرفة سبب عدم تسطير بلاغ أوليFirst Information Report (FIR) (صحيفة اتهام أولية تعد عموماً الخطوة الأولى في تحقيق الشرطة في الهند) في حق الروائية صاحبة الكتاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رام بهارات أوبادياي الناطق باسم الحدث، أوضح لـ"اندبندنت" أن قرار إلغاء الفعالية، اتخذته الكاتبة شري بنفسها.

وأضاف، "قرأنا يوم الخميس الماضي أخباراً محلية تفيد بأن سانديب باتاك قدم شكوى، قال فيها إن الكتاب يتضمن تعليقات مستنكرة عن الإلهين الهندوسيين شيفا وبارفاتي. يوم الأربعاء كانت [السيدة شري] تحضر حدثاً أقيم في "جامعة جواهر لال نهرو" في دلهي، حيث صدرت من بعض المجموعات جلبة، أعرب أفرادها عن اعتراضهم على حضور الروائية".

وأشار أوبادياي إلى أنه عندما أبلغ المنظمون السيدة شري بالشكوى المقدمة ضدها إلى الشرطة يوم الخميس، قررت أن الوقت ليس مناسباً لإجراء الفعالية.

وقال إن "المؤلفة اعتبرت أن من الأفضل إلغاء الحدث، لأن بعض الناس يسعون إلى استغلال كتابها لتسميم الأجواء. وأخبرتنا بأنها قررت أن أفضل شيء يمكن فعله هو إلغاء [الفعالية]".

وفي بيان الإعلان عن إلغاء الفعالية، نقل المنظمون عن السيدة جيتانجالي شري قولها "إن روايتي رميت قسرياً في أتون التجاذب السياسي. إن المراجع الواردة في الرواية هي جزء لا يتجزأ من الأساطير الهندية. ويفترض بالأفراد الذين لديهم اعتراضات عليها، أن يتوجهوا إلى المحكمة وأن يقدموا طعناً أمامها بالنصوص الأسطورية الهندوسية".

وأضافت، "لقد آلمني كثيراً هذا التحول في مجرى الأمور، وقررت النأي عن المناسبات الاجتماعية لبعض الوقت".

وفي وقت لم يتم فيه تسطير بلاغ أولي رسمي في حق السيدة شري حتى الآن، أفاد الموقع الإخباري الإلكتروني الهندي "سكرول. إن"scroll.in، بأن الشرطة قالت إنه سيتم تقديم شكوى بعد فحص محتويات الكتاب.

تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤلفة الحائزة جائزةً أدبية عالمية، هي أحدث شخصية في عالم الآداب والفنون ينتقدها الهندوس، بسبب تناولها بالوصف والصياغة آلهة الهندوسية من ذكور وإناث.

وكان متحف تورونتو قد اعتذر في وقت سابق من شهر يوليو (تموز) عن عرضه محتوى للمخرجة الهندية لينا مانيميكالاي، التي صور فيلمها الوثائقي "كالي" Kaali الإلهة الهندوسية التي تحمل نفس الاسم وهي تدخن سيجارة. وقد قدمت شكاوى في حقها في ولايات هندية عدة، بما فيها العاصمة دلهي وأوتار براديش.

وفي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، تم القبض على الممثل الكوميدي منور فاروقي، ووجهت إليه تهمة "إلحاق الأذى بالمشاعر الدينية"، وذلك بعد أن قامت مجموعة من الهندوس اليمينيين باقتحام مكان عرض له في ولاية ماديا براديش، وهاجمه أفرادها بسبب النكات التي زعم أنه أطلقها عن الآلهة الهندوسية.

وفي شهر مارس (آذار) من العام الماضي، أجبرت منصة بث الرقمية "برايم فيديو" Prime Video التابعة لشركة "أمازون"، على تقديم اعتذار غير مشروط [اعتذار وإعراب عن الأسف]، عن مشاهد ظهرت في المسلسل الدرامي الخيالي "تانداف" Tandav، زعم أنها أساءت إلى الهندوس. وتعني كلمة "تانداف" "رقصة الغضب"، وهي رقصة كونية مرتبطة بالآلهة، ولا سيما منها الإله الهندوسي شيفا.

منظمو الحدث الأدبي للروائية شري أكدوا أن اجتماعاً عقد في مدينة أغرا يوم السبت مع مؤلفين وكتاب هنود بارزين، لمناقشة طبيعة التحرك المقبل والخطوات الواجب اتخاذها في هذا الصدد. وقد نددت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بإلغاء الحدث. وقال رام بهارات أوبادياي الناطق باسم الهيئة المنظمة للفعالية "نأمل في أن نعاود تنظيمها في المستقبل، بموافقة السيدة جيتانجالي شري".

نُشر في "اندبندنت" بتاريخ 31 يوليو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة