أعلنت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية، السبت 30 يوليو (تموز)، توقيف سويدي بسبب شبهات "تجسس" من دون تقديم إيضاحات في شأن هويته أو تاريخ توقيفه.
يأتي ذلك في ظل توتر يشوب العلاقات بين طهران وستوكهولم، على خلفية حكم بالسجن المؤبد صدر في السويد بحق المسؤول الإيراني السابق حميد نوري لدوره المفترض في إعدامات طالت معارضين إيرانيين عام 1988.
وأفادت وزارة الأمن، في بيان على موقعها الإلكتروني، أنها "حددت وأوقفت أحد مواطني مملكة السويد للتجسس".
وأشارت إلى أن المشتبه فيه دخل الأراضي الإيرانية "قبل أشهر بعد توقيف جاسوس أوروبي آخر، وكانت مهمته الحصول على معلومات" عن الأخير، من دون تفاصيل إضافية.
وكانت وزارة الخارجية السويدية أكدت في مايو (أيار)، أن السلطات الإيرانية أوقفت "أخيراً" سويدياً في الثلاثينيات من عمره. ولم يتضح ما إذا كان إعلان الوزارة الإيرانية يرتبط بالشخص ذاته.
زار إسرائيل
وأفادت وزارة الاستخبارات بأن المشتبه فيه زار غير مرة إسرائيل العدو الإقليمي لطهران، قبل أن يدخل الأراضي الإيرانية.
وأعلنت أنه أجرى "اتصالات مشبوهة" خلال "زياراته السابقة إلى إيران"، وأن توقيفه تم "بأمر من السلطة القضائية أثناء مغادرته" البلاد.
وقضت محكمة سويدية في 14 يوليو بسجن نوري (61 عاماً) مدى الحياة بعد محاكمته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد القانون الدولي"، وهو المصطلح المستخدم من العدالة السويدية للدلالة على جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وكذلك "القتل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودانت طهران حينها الحكم، معتبرة أنه "مرفوض" و"غير مقبول" ووصفته بأنه "سياسي"، كما أعلنت استدعاء سفيرها في السويد "للتشاور"، رداً على الحكم.
أتت محاكمة نوري، المسؤول السابق في السلطة القضائية الإيرانية، على خلفية دور مفترض في عمليات إعدام جماعية طالت عدداً كبيراً من السجناء المعارضين خلال الثمانينيات.
وكانت هذه أول مرة يحاكم فيها مسؤول إيراني على خلفية الإعدامات التي طالت بشكل رئيس أفراداً في منظمة "مجاهدي خلق" التي تعدها طهران "إرهابية"، وذلك على خلفية هجمات في إيران نفذتها في ذلك الحين المنظمة التي كانت متحالفة مع نظام صدام حسين، مع نهاية الحرب بين البلدين.
بدأت محاكمة نوري في ستوكهولم في أغسطس (آب) 2021، ما أدى إلى توتر العلاقات بين السويد وإيران وأثار خشية من انعكاسات قد تطال سجناء غربيين في إيران، خصوصاً الأكاديمي الإيراني- السويدي أحمد رضا جلالي المحكوم عليه بالإعدام منذ عام 2017.
شبكة تجسس
وقالت سلطات إنفاذ القانون الإيرانية، الخميس 28 يوليو، إن الشرطة ألقت القبض على زعيم شبكة تجسس وأربعة من أعضائها يشتبه في ارتباطهم بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
ولم تذكر السلطات جنسيات المعتقلين، لكنها قالت إنهم تلقوا تدريبات على تنفيذ عمليات مسلحة وتخريبية.
وقال جهاز الاستخبارات التابع لوحدة إنفاذ القانون الإيرانية، في بيان نشرته وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية، "الخمسة الذين تم اعتقالهم من شبكة التجسس هذه حصلوا على تعهدات مختلفة من الموساد، منها وعود مالية، مقابل جمع معلومات من قطاعات مهمة في أنحاء البلاد".
وفي إسرائيل، رفض مكتب رئيس الوزراء، الذي يراقب عمل جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، التعليق بشكل مباشر على أنباء الاعتقال.
وإيران وإسرائيل عدوان لدودان منذ فترة طويلة وتنخرطان الآن في نزاع في شأن برنامج طهران النووي. وتتهم إسرائيل إيران بدعم هجمات مسلحين عليها، في حين تقول طهران إن تل أبيب نفذت اغتيالات عدة لمسؤولين إيرانيين، الأمر الذي لا تنفيه أو تؤكده إسرائيل.
وقال وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، الأربعاء، إن بلاده أحبطت أعمالاً تخريبية خطط لها "النظام الصهيوني". وأضاف أن قوات الأمن نفذت بنجاح عمليات عدة ضد إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية، من دون أن يحدد نوع هذه العمليات.
وفي الأسبوع الماضي، قالت قوات الأمن الإيرانية، إنها اعتقلت شبكة عملاء يعملون لصالح إسرائيل دخلوا إيران من كردستان العراق لتنفيذ أعمال تخريبية وما وصفتها بأنها "عمليات إرهابية".