Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما قصة "طائفة مون" في اليابان وما علاقتها باغتيال شينزو آبي؟

يقال إن كنيسة التوحيد تسببت في إفلاس كثير من العائلات بسبب حث أتباعها على تقديم الهبات

أتباع كنيسة التوحيد يشاركون في صلاة جماعية في كوريا الجنوبية عام 2017 (أ ف ب)

أحيا اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي على يد رجل ناقم على كنيسة التوحيد المعروفة باسم "طائفة مون"، جدلاً قديماً في اليابان حول هذه المجموعة الدينية المعروفة بارتباطاتها السياسية.

وكان تيتسويا ياماغامي، المتهم بقتل آبي والمعتقل منذ الحادثة في الثامن من يوليو (تموز)، يشعر بالاستياء بحسب الشرطة من "منظمة محددة" مرتبطة على حد قوله برئيس الوزراء السابق.

وكشفت وسائل الإعلام المحلية على الفور عن أنها كنيسة التوحيد، ومن أتباعها والدة المشتبه فيه.

الحث على التبرع

فبعد انتحار زوجها، انضمت والدة تيتسويا إلى هذه الكنيسة في تسعينيات القرن العشرين، ويبدو أنها أصبحت مهووسة على الفور بإيمانها الجديد.

وقال عم تيتسويا لوسائل إعلام يابانية، إن ابن شقيقه كان يتصل به طلباً للمساعدة عندما كان طفلاً، لأن والدته كانت تترك أولادها الثلاثة بمفردهم، ومن من دون طعام لحضور طقوس العبادة. وأضاف أنها تسببت في إفلاس العائلة بتبرعها بـ100 مليون ين (نحو مليون دولار في ذلك الوقت) للكنيسة.

وعاشت عائلات كثيرة أخرى في اليابان معاناة مماثلة.

وصرح المحامي هيروشي ياماغوشي، الذي يدافع عن أشخاص يعتبرون أنفسهم ضحايا كنيسة التوحيد، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن أتباع الكنيسة "يتم حثهم كل يوم على تقديم هبات". وقال، "يقولون لهم إن الفعل (كارما) مرتبط بالمال"، والتبرعات "هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الروح".

تأسيس الكنيسة

وكان سون يونغ مون (1920-2012) أسس في عام 1954 في كوريا الجنوبية هذه المنظمة التي أصبح اسمها رسمياً "اتحاد العائلات من أجل السلام والتوحيد". وقد انتشرت في اليابان عام 1959، لكنها أصبحت شعبية فيها عام 1980.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأصبحت اليابان مصدر دخل كبير لهذه الكنيسة التي كانت تؤكد لأتباعها أن عليهم التكفير عن جرائم الاحتلال الياباني لكوريا الذي امتد من عام 1910 إلى 1945.

وقال هوتاكا تسوكادا، الباحث في شؤون الأديان في جامعة "جويتسو" اليابانية، إنهم "تعمدوا عن قصد منح أدوار مختلفة للبلدان"، موضحاً أن "لديهم كتيبات (تسويقية) لاستغلال المؤمنين".

وكانت هذه الكنيسة تمارس في اليابان "مبيعات روحية" بأسعار باهظة، فتمثال صغير يؤمن الصفح كان يكلف ما يعادل 350 ألف دولار.

الإفلاس دمر حياة تيتسويا

ومنذ عام 1987، اتخذ المحامون اليابانيون إجراءات قانونية ضد الكنيسة للمطالبة بما مجموعه 123.7 مليار ين (نحو 900 مليون دولار) كتعويضات لمؤمنين سابقين.

ودينت المنظمة مرات عدة في عام 2000، لكن ياماغوشي يعتقد أنها تواصل ممارسة ضغط قوي على أتباعها لتحقيق أهداف التبرعات.

وقال الصحافي المطلع على شؤون الكنيسة ديميان دانكلي، إن "الاتحاد يطلق في بعض الأحيان دعوات إلى التبرع، لكن أعضاءه يختارون إذا ما كانوا يريدون التبرع أم لا ومتى وكم" سيقدمون.

وحاول تيتسويا ياماغامي الانتحار بعد أن أفلست والدته، وأنهى شقيقه حياته في عام 2015.

وذكرت وسائل إعلام يابانية أن تيتسويا كتب إلى ناشط مناهض لكنيسة التوحيد في اليوم السابق لاغتياله آبي، قائلاً إن إفلاس عائلته خلال فترة المراهقة "زعزع" حياته بأكملها.

وقالت سيدة من الأعضاء السابقين في الكنيسة في مؤتمر صحافي، "لا أستطيع أن أوافق على ما فعله" تيتسويا ياماغامي، لكن تصرفه "يظهر إلى أي مدى تدمر الكنيسة حياة بعض الناس".

علاقات الكنيسة بالسياسيين

ومنذ نشأتها، أقامت الكنيسة علاقات مع الدوائر السياسية في اليابان وأماكن أخرى. وقد ألقى شينزو آبي، وكذلك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، خطابات في عام 2021 في تجمع تحت عنوان السلام نظمته منظمة غير حكومية قريبة من الكنيسة.

وقال دانكلي إن الكنيسة "تسعى إلى إقامة علاقات مع كل المهتمين بالسلام"، لكن قربها من شخصيات في السلطة يمكن أيضاً أن يثير إعجاب أتباعها، حسب معارضيها.

وكان مؤسسها سون ميونغ مون يزور نوبوسوكي كيشي، جد آبي، الذي كان هو نفسه رئيس وزراء اليابان في أواخر خمسينيات القرن الماضي.

وكشف شقيق آبي، وزير الدفاع الحالي نوبو كيشي، هذا الأسبوع، أن أعضاء كنيسة التوحيد عملوا متطوعين في حملاته الانتخابية.

وشكلت أحزاب معارضة مجموعات عمل للتدقيق في ممارسات الكنيسة وعلاقاتها بالسياسيين اليابانيين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير