Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تكمن أزمة العراق السياسية في مرشح رئاسة الوزراء فقط؟

قال الكاظمي إن "الأحداث المتسارعة في ضوء الخلافات الحالية تمثل مؤشراً مقلقاً للاستقرار والسلم الاجتماعي اللذين عملت الحكومة على تكريسهما"

متظاهر يحمل صورة الصدر ووالده الراحل محمد الصدر في وقت يقتحم آخرون مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء (أ ب)

شهدت الأزمة السياسية في العراق منحنى خطيراً، خلال اليومين الماضيين، بعد أن اقتحم أنصار زعيم التيار الصدري والمنسحب من العملية السياسية السيد مقتدى الصدر مبنى مجلس النواب العراقي في المنطقة الخضراء حيث توجد مقرات حكومية ودبلوماسية، رداً على ترشيح "الإطار التنسيقي"، الذي يسعى إلى تشكيل الحكومة الجديدة، النائب محمد شياع السوداني إلى رئاسة الوزراء، ووصف الصدر الذي تصدرت كتلته النيابية قبل استقالتها من البرلمان، نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اقتحام المنطقة الخضراء بـ"جرة إذن".

التمسك بالمرشح

وعلى الرغم من التجاذبات السياسية بين "الإطار التنسيقي" والتيار الصدري وتحولها إلى الشارع بسبب المرشح السوداني، فإن الخلافات بينهما عميقة وتحول دون تحقيق تقدم سياسي واضح بسبب آلية تشكيل الحكومة التي يريدها التيار الصدري أغلبية وطنية بينما "الإطار التنسيقي" يطمح إلى تشكيل حكومة توافقية تضمن مشاركة الجميع كما جرت العادة منذ تشكيل العملية السياسية في العراق، وأكد "الإطار" تمسكه بمرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني.

وقال القيادي في "الإطار" عائد الهلالي، في تصريحات صحافية، إن "الإطار التنسيقي ماض في عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وهو متمسك بمرشحه لرئاسة الوزراء السوداني ولا ينوي تغييره بأي مرشح آخر"، وكشف أن "الأغلبية السياسية والبرلمانية حالياً مع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وسنمضي لإكمال هذه المهمة بأسرع وقت ممكن"، وأوضح أن "ما حصل من تظاهرات لن يؤثر على سير عملية تشكيل الحكومة المقبلة".

السوداني أنهى الانسداد السياسي

بدوره، أكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "صادقون" محمود الربيعي أن خطوة ترشيح "الإطار الشيعي" السوداني أنهت الانسداد السياسي، ورأى الربيعي، في تصريح صحافي، أن "شخص السوداني هو أكثر من انطبقت عليه المواصفات المطلوبة لرئاسة الحكومة كونه الأفضل والأنجح"، مؤكداً أن "خطوة ترشيح الإطار الشيعي السوداني أنهت الانسداد السياسي"، وزاد الربيعي أن "السوداني يمتلك خطة اقتصادية وخدمية تمثل الحاجة الحقيقية للشعب العراقي، فضلاً عن خبرته في إدارة الدولة"، مبيناً أن "السوداني من عراقيي الداخل وهذه ميزة تجعله يعرف حجم معاناة الشعب"، وأشار الربيعي إلى أن "السوداني هو من عائلة أعطت شهداء من أجل الوطن، ودماء الشهيد تكون منارة لمن يتولى منصب مسؤول للوفاء لهذه الدماء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التيار الصدري فاعل أساسي

كما طالب عضو تحالف "الفتح" فاضل الفتلاوي التيار الصدري بتوضيح مطالبه بعد اقتحام المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، وقال الفتلاوي في تصريح صحافي إن "التيار الصدري فاعل أساسي في العملية السياسية حتى وإن انسحب منها وقادر على تحريك الشارع، لذلك يتوجب عليه توضيح ما يريده في المرحلة المقبلة من حيث حلّ البرلمان أو حل الحكومة أو ترشيح شخصية معينة لرئاسة الوزراء"، مؤكداً أن "كل هذه الأمور يمكن حلها بالجلوس حول طاولة الحوار"، وأضاف، "إذا بقي الوضع على ما هو عليه اليوم وحال عدم الثقة، فإن هذا الأمر سينعكس سلباً على الوضع العام للبلد، ولن نشهد أي تقدم في مختلف المجالات، بل على العكس سيكون هناك تدهور وهو ما لا يرغب به الجميع".

الكاظمي يناشد

إلى ذلك، ناشد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي القوى السياسية عدم إسقاط أسباب الأزمات على الحكومة، وقال في بيان إن "الأحداث المتسارعة التي يشهدها العراق في ضوء الخلافات السياسية الحالية تمثل مؤشراً مقلقاً للاستقرار والسلم الاجتماعي اللذين عملت الحكومة على تكريسهما وتثبيتهما منذ توليها في مايو (أيار) 2020، إن الحكومة خطت طوال العامين الماضيين نمطاً هادئاً ووطنياً في التعاطي مع الأزمات السياسية المختلفة وقدمت المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وركزت جهودها المهنية على حفظ أمن الناس ومصالحهم، وتجنب الدخول في مهاترات سياسية، ومن هذا المنطلق، تعبّر الحكومة عن استغرابها لاستمرار المحاولات في زجها بتفاصيل أزمات سياسية حتى بعد دخولها مرحلة تصريف الأعمال، وإعلانها منذ اليوم التالي لإجراء الانتخابات اتخاذ كل الإجراءات لتسليم الواجب والمسؤولية للحكومة التي تتشكل وفق السياقات الدستورية"، ورأى أن "الحكومة تجدد مناشدة كل القوى السياسية عدم إسقاط الأزمات السياسية عليها، بل تبني منهج الحوار البناء لمعالجة الخلافات والخروج بالبلد من حال الانسداد، فإنها تدعو الجميع إلى تفهم الموقف الحرج والحساس الذي يقف فيه العراق اليوم، ومنع زج البلاد في أزمة أمنية أو اجتماعية وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة، إن العراق قد تمكن من استعادة عافيته بعد معاناة وتضحيات كبيرة، ويجب على الجميع الحفاظ على ما أُنجز، ودعم الحكومة ومؤسساتها، والقوى الأمنية والعسكرية للقيام بواجباتها في ضمان الاستقرار الأمني".

وتابع الكاظمي، "لقد حملنا شعار الصمت وعدم الدخول في المواجهات السياسية ورفضنا الرد على الاتهامات وحملات التشويه الظالمة، وحافظنا على استقلالية الحكومة في التنافس السياسي والانتخابي من خلال عدم مشاركة رئيس الحكومة أو من يمثله في الانتخابات التي جرت في أكتوبر 2021 لحماية الانتخابات من أي اتهام أو تأويل، ومع ذلك، لم تتوقف ماكينة الاتهام والتضليل عن محاولة تشويه هذا الدور الوطني، والطعن بحياد الحكومة، ومصداقيتها في كل مناسبة، ومن دون أسباب موضوعية"، وزاد أن "الحكومة تطالب الجميع بمواجهة الأزمات والخلافات بروحية الحوار الوطني تحت سقف الوطن الواحد، والتحلي بالحكمة في تفسير الأحداث، وعدم البناء على افتراضات ونظريات وظنون لا تمت إلى الحقيقة بصلة، أمن العراق وسلامة شعبه أمانة يجب الحفاظ عليها".

المزيد من متابعات