Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع احتمالات إنقاذ الإصابات الحرجة بكورونا في بريطانيا

دراسة تشير إلى تحول في الموقف من اتخاذ قرارات في شأن إنهاء الحياة، بعدما دفعت الجائحة بأعداد غير مسبوقة من المرضى إلى المطالبة بذلك

لوحظ أن عدد المستجيبين الذين ذكروا أن العامل الرئيس في اتخاذ القرار كان يكمن في "عمر المريض" قد ارتفع (غيتي)

تبين من استطلاع للرأي أجري في بريطانيا، أن وباء "كوفيد - 19" ربما دفع بأطباء في المملكة المتحدة إلى أن يكونوا أكثر ميلاً إلى رفض إنعاش الأفراد الذين يعانون من إعياء ومرض شديدين.

وتشير نتائج الدراسة التي نُشرت في "مجلة الأخلاقيات الطبية"  Journal of Medical Ethics، إلى تحول في المواقف بعدما أجبرت الجائحة الأطباء على اتخاذ الآلاف من القرارات المتعلقة بإنهاء حياة مرضاهم.

وحرص الباحثون على معرفة ما إذا كان فيروس "كوفيد - 19"، قد كان له أثر كبير في الأسلوب المعتمد من الأطباء في اتخاذ مثل هذه القرارات، مع التركيز بشكل خاص على بعض الحالات المثيرة للجدل، مثل "عدم محاولة الإنعاش القلبي الرئوي" Do Not Attempt Cardio-Pulmonary Resuscitation (DNACPR)  (قرار يتخذه المريض أو طبيبه بأنه في حال توقف قلب المريض أو تنفسه، فلن يحاول فريق الرعاية الصحية إعادة إنعاشه)، وتكثيف العلاج بنقل المرضى إلى وحدات العناية المركزة  ICU. 

واختيرت هذه الجوانب من الرعاية الطبية المتعلقة بقرار إنهاء الحياة لتكون محور تركيز في البحث، بسبب تزايد نسبة السكتات القلبية المرتبطة بعدوى "كوفيد"، والمخاوف في ما يتعلق بالقدرة الاستيعابية لوحدات العناية المركزة التي أثارها الطلب المتزايد عليها خلال فترة الجائحة.

الباحثون أطلقوا الاستطلاع عبر الإنترنت ليكون متاحاً للأطباء من مختلف الدرجات والتخصصات المهنية، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين مايو (أيار) وأغسطس (آب) من عام 2021 (عندما كانت حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب عدوى "كوفيد" منخفضة نسبياً في المملكة المتحدة) وقد تلقوا 231 رداً.

وكان من بين المستجيبين، 15 طبيباً مبتدئاً في السنة التأسيسية الأولى (6.5 في المئة) ، و146 طبيباً متدرباً متدرجاً (63 في المئة)، و42 طبيباً متدرباً متخصصاً في المستشفيات أو ما يعادل ذلك (18 في المئة)، و24 استشارياً طبياً او طبيباً عاماً (10.5 في المئة)، فيما أُدرج اربعة منهم ضمن فئة "أطباء آخرون" (2 في المئة).

في ما يتعلق بقراراتDNACPR   التي تقضي بعدم محاولة إعادة إنعاش قلب المريض عند توقفه من العمل أو عند توقف التنفس، فقد أكد أكثر من نصف عدد المشاركين في الاستطلاع أنهم باتوا أكثر استعداداً للقيام بذلك مما كانوا عليه في السابق.

وعندما عمل القيمون على الاستطلاع على مراجعة الإجابات وقياسها بما يمثل الدرجات الطبية المختلفة وسط القوى العاملة لدى "خدمات الصحة الوطنية" (أن إتش أس) NHS، جاءت النتائج ضمن الفئات المحددة كالآتي، "أقل بكثير" (0 في المئة)، "أقل إلى حد ما" (2 في المئة)، "الموقف نفسه أو غير متأكد" (35 في المئة)، "أكثر نوعاً ما" (41.5 في المئة)، "أكثر بكثير" (13 في المئة)، و"غير منطبق" (8.5 في المئة).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما في ما يتعلق بالسؤال عن العوامل التي تسهم في اتخاذ قرار من هذا النوع، فكان أكثرها كالآتي، "احتمال عدم جدوى الإنعاش القلبي الرئوي" (88 في المئة قبل الوباء، و91 في المئة الآن)، "اشتراكات مرَضية قائمة" (89 في المئة في فترة ما قبل الجائحة والآن)، "رغبة المريض" (83.5 في المئة في فترة ما قبل الجائحة، و80.5 في المئة الآن).

في المقابل، حازت الجوانب المتعلقة بخطط الرعاية المتقدمة و"جودة الحياة" بعد الإنعاش قسطاً كبيراً من التصويت.

ولوحظ أن عدد المستجيبين الذين ذكروا أن العامل الرئيس في اتخاذ القرار كان يكمن في "عمر المريض" قد ارتفع من 50.5 في المئة قبل الوباء إلى نحو 60 في المئة. وفي الوقت نفسه زادت نسبة الذين أشاروا إلى عامل "ضعف المريض" بنحو 15 في المئة، أي من 58 في المئة قبل الجائحة إلى 73 في المئة.

غير أن أبرز تحول لوحظ في عملية التصويت كان ما يتعلق بمسألة "محدودية الموارد" التي سجلت ارتفاعاً بنسبة 20 في المئة (من 2.5 في المئة إلى 22.5 في المئة).

ورداً على سؤال عما إذا كانت سقوف المعايير المحددة لنقل المرضى إلى وحدة العناية المركزة أو تقديم رعاية طبية تلطيفية (لتخفيف معاناة المرضى) قد تغيرت، فقد كانت الحصة الأكبر من التصويت لجوابي "هي نفسها، أو غير متأكد".

لكن نسبةً قليلة واضحة من الذين استطلعت آراؤهم، ذكرت أن لديها الآن حداً أعلى للإحالة إلى العناية المركزة (22.5 في المئة مرجحة) وحداً أدنى لتقديم الرعاية التلطيفية من الألم (18.5 في المئة مرجحة).

ولاحظ معدو الدراسة استمراراً في الاتجاه نحو وضع مزيد من المرضى ضمن خانة "عدم محاولة الإنعاش القلبي الرئوي" (الإجراء الذي زادت منه ضغوط الوباء) من جانب بعض الأطباء، حتى بعدما انخفضت حالات دخول المصابين بعدوى "كوفيد - 19" إلى المستشفيات وتراجعها إلى مستويات منخفضة نسبياً. وكانت العوامل التي جرى الاستناد إليها متوافقةً مع التوجيهات الأخلاقية الصادرة عن "المجلس الطبي العام" General Medical Council (GMC) (هيئة تنظيمية تُعنى بحماية صحة الأفراد وسلامتهم من خلال ضمان المعايير المهنية والأخلاقية المناسبة في ممارسة مهنة الطب)، باستثناء الحالات التي كانت فيها الموارد محدودة.

وقال الباحثون، "في بداية الجائحة تلقى الأطباء نصيحة من “الجمعية الطبية البريطانية" British Medical Association (BMA) (جسم نقابي للأطباء)، بأنه في حال عدم تمكن موارد “أن إتش أس" من تلبية الطلب على خدماتها فإن قرارات تخصيص الموارد اللازمة ينبغي أن تعتمد الإجراءات المتبعة ضمن إطار النفعية الأخلاقية (التي تحدد الصواب من الخطأ من خلال التركيز على النتائج).

وأشار معدو الدراسة في تقريرهم إلى أنه "مع ذلك اتضح من النتائج أن شح الموارد استمر في التأثير في القرارات السريرية لعدد من الأطباء، حتى عندما عادت الضغوط على موارد “خدمات الصحة الوطنية” إلى مستويات شبه طبيعية".

وتلفت نتائج البحث الاستقصائي إلى أن الوباء ساعد الأطباء على فهم المخاطر والأعباء والقيود المفروضة على وحدات العناية المركزة بشكل أكبر، وأسهم في تثقيفهم لجهة التحديد المبكر لحالات المرضى المحتضرين، وإدراك أهمية تقديم الرعاية التلطيفية لمعاناة المرضى في وقت مبكر.

وخلصوا إلى القول إنه "يبقى علينا أن نعرف ما إذا كانت هذه التغييرات ستستمر على ما هي عليه إلى أجل غير مسمى، أو ستعود بنا إلى النهح المتبع ما قبل الجائحة أو أنها ستتطور إلى ما هو أبعد من ذلك".

© The Independent

المزيد من متابعات