Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تعلن تفاصيل اعتقال شبكة مرتبطة بـ"الموساد"

الموقوفون ينتمون لفصيل كردي محظور وكانوا يعتزمون استهداف مركز "دفاعي" حساس

عرضت وسائل الإعلام الحكومية أسلحة ومتفجرات وقالت إنها كانت من عملاء الموساد   (هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني)

أفادت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية الأربعاء، 27 يوليو (تموز) بأن عناصر الشبكة المرتبطة بإسرائيل الذين أعلنت توقيفهم الأسبوع الماضي، ينتمون لفصيل كردي محظور، وكانوا يعتزمون استهداف مركز "دفاعي" حساس.

وكانت الوزارة أعلنت، السبت، توقيف أفراد شبكة "إرهابية" مرتبطة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، دخلوا أراضيها عبر كردستان العراق لتنفيذ عمليات ضد "مناطق حساسة".

ولم يحدد بيان الوزارة يومها تفاصيل بشأن عدد الموقوفين أو جنسيتهم أو تاريخ حصول ذلك، أو طبيعة العمليات التي كانوا يحضرون لتنفيذها أو الأهداف التي كانت تطاولها.

"زمرة الـكوملة"

وفي بيان جديد نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني، أوضحت الوزارة أن "عناصر فريق العمليات في هذه الخلية هم من أعضاء زمرة الـكوملة الإرهابية العميلة".

و"كوملة" تنظيم ماركسي كردي تم حظره بإيران في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وسبق لعناصر ينتمون إليه أن اشتبكوا مع القوات الأمنية بمناطق شمال غربي البلاد، حيث يشكل الأكراد نسبة كبيرة من السكان.

وكانت السلطات الإيرانية أعلنت في أبريل (نيسان) توقيف أعضاء في التنظيم، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1969، في محافظة كردستان بشمال غربي إيران.

متفجرات ومسدسات وبطاقات ذكية

وأرفقت وزارة الأمن الإيرانية بيانها، الأربعاء، بصور لما قالت إنه بعض مما صادرته مع الموقوفين الجدد. وأظهرت الصور قطعاً من المفروشات المربعة الشكل وضعت "متفجرات" في تجويفها، ومسدسات مزودة بكواتم للصوت، وبطاقات ذكية موضوعة في أغطية زجاجات عطور، إضافة إلى قوارير أوكسجين، وعدد من أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، ومبالغ نقدية.

وأكد البيان أن الموقوفين كانوا يعتزمون "تفجير أحد مراكز الصناعات الدفاعية الحساسة في البلاد"، من دون تقديم إيضاحات إضافية بشأن الهدف.

العدوان اللدودان

وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف العديد من الهجمات التي وقعت على أراضيها، مثل عمليات تخريب منشآت نووية، أو اغتيال عدد من علمائها البارزين خلال الأعوام الماضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وغالباً ما تعلن السلطات الإيرانية توقيف أشخاص مرتبطين بأجهزة استخبارات تابعة لدول أجنبية خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل، العدوين اللدودين لطهران.

ففي أبريل، أفاد الإعلام الرسمي بتوقيف ثلاثة أشخاص في محافظة سيستان-بلوشستان بجنوب شرقي البلاد، يشتبه بارتباطهم بالموساد، لضلوعهم في نشر "وثائق مصنفة" سرية.

وفي يوليو (تموز) 2021، أعلنت وزارة الاستخبارات توقيف "عناصر عميلة" لإسرائيل وضبط أسلحة كانت معدة للاستخدام بـ"أحداث شغب"، في أعقاب احتجاجات شهدتها إيران على خلفية شح المياه في جنوب غربي البلاد.

حروب الظل

تتصاعد "حروب الظل" بين إيران وإسرائيل، منذ أن بدأت الولايات المتحدة الانسحاب من المنطقة. ومع تعثر مفاوضات الملف النووي يبدو أن تل أبيب حصلت على ضوء أخضر ما من واشنطن، بالتصرف في "حربها" ضد طهران.

وحتى فترة قريبة كانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تضغط على إسرائيل كي لا تقوم بأي أعمال من شأنها أن تنعكس على المفاوضات، التي كانت تعقد في فيينا. ومع أن الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية لم تتوقف خلال المفاوضات، فإن تراجع نسبة التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق نووي، دفع بتل أبيب للتصعيد من حدة عملياتها، سواء في سوريا أو في الداخل الإيراني.

هجمات

وتزايدت خلال الفترة الماضية الهجمات في الداخل الإيراني، من عمليات اغتيال لقادة في "الحرس الثوري" وعلماء نوويين، إضافة إلى غارات إسرائيلية متواصلة ضد قواعد ومواقع ومخازن أسلحة تابعة لإيران أو لـ"حزب الله" في سوريا، كان آخرها استهداف مطار دمشق الدولي في 10 يونيو (حزيران)، حيث أدى الاستهداف إلى إخراجه من الخدمة على نحو كامل تقريباً.

 

وقالت "القناة 12" الإسرائيلية، في 12 يونيو، إن القصف الصاروخي الإسرائيلي، الذي استهدف مطار "دمشق" أحبط 70 في المئة من عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا من إيران. وجاء في تقرير القناة، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رصدت خلال الفترة الأخيرة تكثيف الإيرانيين الجهود لإدخال أسلحة "كاسرة للتوازن" إلى سوريا، مخصصة لمشروع "تطوير صواريخ دقيقة".

واستشهدت القناة بتقارير أجنبية حول أنظمة تسمح بجعل الصواريخ دقيقة، كانت إسرائيل قد استهدفت مواقعها في سوريا من خلال 15 هجوماً خلال الشهر الأخير وحده، وفق القناة.

حريق كبير

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت إسرائيل استهدفت بقصف صاروخي ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية، مما تسبب باندلاع حريق كبير وكثير من الخسائر. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، آنذاك، إن إيران تجلب الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر الميناء الحيوي، الذي تستقبل فيه سوريا العديد من البضائع، إلى جانب "حزب الله" اللبناني.

ووجهت إسرائيل منذ عام 2017 أكثر من 400 هجوم ضد إيران في المنطقة، أغلبيتها في الداخل السوري، وأدت لمقتل 300 شخص بينهم قادة عسكريون إقليميون، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين في أبريل (نيسان) الماضي، ونادراً ما تعترف إسرائيل رسمياً بتنفيذ مثل تلك الضربات، لكن تحولت سياستها أخيراً للتصريح العلني عن ضربات تنفذها. أيضاً نفذت عمليات داخل إيران واغتالت قادة تابعين لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري"، وعلماء نوويين أبرزهم محسن فخري زادة.

تسميم الطعام؟

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤول إيراني قوله، "نعتقد أن إسرائيل اغتالت عالمين إيرانيين بتسميم طعامهما، مهندس الطيران أيوب انتظاري والجيولوجي كمران أغملائي عانيا أعراض تسمم قبل الوفاة".

كما استهدفت منشآت نووية بطائرات مسيرة تطلق من الداخل الإيراني، وعمليات استخباراتية وسيبرانية استهدفت بعض المرافق الحيوية، حيث ألقت إيران باللائمة على إسرائيل بالوقوف وراء انفجار غامض قطع الطاقة عن منشأتها لتخصيب اليورانيوم في "نطنز" في أبريل 2021.

وعلى الرغم من التصعيد والضربات المتتالية وعمليات الاغتيال "المثيرة" على الأراضي الإيرانية، فإن طهران تكتفي حتى اليوم، وبعد كل ضربة، بالتصريح حول قرب الانتقام في الداخل الإسرائيلي، وليس خارجه، وبالتعهد برد انتقامي "في وقت تختاره"، و"الاعتصام بالحكمة"، وما إلى ذلك من حجج، لكن ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، في 12 يونيو الحالي، أن الأمن الإسرائيلي أحبط محاولة إيرانية لضرب أهداف إسرائيلية في تركيا.

المزيد من الشرق الأوسط