انتهت اشتباكات بين فصيل موالٍ لدمشق ومسلحين معارضين لها في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، بمقتل 17 مسلحاً من الطرفين خلال يومين، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء 27 يوليو (تموز).
اندلعت الاشتباكات الثلاثاء في قريتين تقعان شمال مدينة السويداء، غداة عملية خطف اتهم الفصيل المحلي الموالي لدمشق بالوقوف خلفها.
وأفاد المرصد الأربعاء بـ"ارتفاع حصيلة القتلى إلى 17 مسلحاً، عشرة منهم من الفصيل الموالي للنظام وسبعة من المجموعات المعارضة له، إضافة إلى إصابة أكثر من 40 آخرين بجروح بينهم مدنيون".
وكانت حصيلة أولية للمرصد ليل الثلاثاء أشارت إلى مقتل 10 مسلحين من الطرفين، وإصابة نحو 20 آخرين بجروح.
وبحسب المرصد، انتهت الاشتباكات بعد محاصرة مقاتلي المجموعات المعارضة مقار الفصيل الموالي لدمشق في القريتين ومواجهات عنيفة، فيما لا يزال مصير متزعم المسلحين الموالين مجهولاً.
بثت شبكة "السويداء 24" المحلية للأنباء شريط فيديو يظهر تجمع بضع مئات من سكان مدينة السويداء في ساحة عامة، احتفاء بـ"تمكن الفصائل المحلية من القضاء" على الفصيل الموالي، الذي وصفته بأنه "عصابة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت بأن الفصائل المحلية عثرت لدى مهاجمة أحد مقار متزعم الفصيل الموالي على "آلات ومكابس لتصنيع حبوب الكبتاغون"، وهو ما أكده المرصد أيضاً.
والحكومة السورية موجودة في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية والمراكز الأمنية، فيما ينتشر الجيش في محيط المحافظة.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر عمليات خطف واغتيالات، تقف خلف معظمها عصابات محلية. كما تزدهر عمليات التهريب، خصوصاً المخدرات عبر الحدود مع الأردن.
طوال سنوات النزاع، تمكن دروز سوريا الذين يشكلون 3 في المئة من السكان، إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته، فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضت دمشق النظر عنهم.
وبقيت محافظة السويداء بمنأى نسبياً من الحرب باستثناء هجمات محدودة بين 2013 و2015 شنتها فصائل معارضة بعضها متطرفة وتصدت لها مجموعات محلية، إضافة إلى هجوم واسع لتنظيم "داعش" عام 2018 تسبب بمقتل أكثر من 280 شخصاً.
تشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.