Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستمر فوضى المعابر الحدودية البريطانية مع أوروبا وهل "بريكست" السبب؟

المملكة المتحدة طلبت حدوداً فعلية للاتحاد الأوروبي في مقاطعة كنت على غرار حدود الاتحاد مع روسيا وتركيا

المتنافسان على زعامة حزب المحافظين سوناك وتراس حملا فرنسا مسؤولية الطوابير والتأخيرات في ميناء "دوفر" (إندبندنت)

بعدما عانت آلاف من العائلات المتوجهة إلى فرنسا من زحمة الطوابير الطويلة خلال عطلة نهاية الأسبوع (الماضي)، يتزايد القلق من استمرار الازدحام في دوفر وفولكستون [مدن المعابر الحدودية مع فرنسا] خلال الصيف.

في بداية عطلة نهاية الأسبوع الأكثر ازدحاماً منذ عام 2019، بدأت الطوابير تتجمع في ميناء دوفر يوم الجمعة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وصل الازدحام إلى محطة "النفق الأوروبي" (يوروتونل) في فولكستون.

ما الذي أدى إذاً إلى الفوضى في [مقاطعة] كنت [حيث تقع دوفر وفولكستون] – وهل ستستمر خلال الأسبوع وإلى فترة أبعد؟ إليكم أبرز الأسئلة والإجابات.

على أي وجه تدور عجلة الإجراءات الشكلية الدولية بين مقاطعة كنت وفرنسا؟

قبل أن يتمكن سائقو السيارات والشاحنات من السفر إلى فرنسا، يتوجب عليهم استكمال الإجراءات الخاصة بالمركز الحدودي الفرنسي في دوفر أو فولكستون – ما يعني إتمام الإجراءات الشكلية على أرض المملكة المتحدة، وعدم تكرارها لدى وصولهم إلى فرنسا. لكن الإجراءات الشكلية لا تضمن عدم تشكل الطوابير.

كيف تسير الأمور بعد عطلة نهاية الأسبوع؟

بسلاسة أكبر في كل من دوفر وفولكستون، لكن لا يزال بعض اللحاق بالركب ضرورياً – واجه العديد من الراغبين في تمضية عطل الأحد تأخيرات طويلة وقرر البعض تمضية الليلة في كنت. ويجب أن يُعالَج التراكم بسرعة لأن هناك حجماً كبيراً من مركبات الشحن تحتاج إلى العبور إلى فرنسا.

هل كانت هذه المشاهد الفوضوية متوقعة؟

لم يعرف أحد تماماً كيف ستسير عطلة نهاية الأسبوع الأكثر ازدحاماً على صعيد السفر إلى الخارج منذ عام 2019 – ومنذ بريكست. الفورة المتوقعة العام الماضي لم تحصل لأن حكومة المملكة المتحدة فرضت في غضون مهلة قصيرة للغاية، مباشرة قبل العطلة الكبرى المعتادة، الحجر الصحي الإلزامي على الراغبين في تمضية عطل لدى عودتهم من فرنسا. لذلك لم تخضع القواعد الجديدة التالية لبريكست ببساطة إلى اختبار على نطاق واسع من قبل.

ما هي المسؤولية التي تقع على إدارة "النفق الأوروبي"، وميناء دوفر وشركات العبارات – هل فشلت في التخطيط؟

لا أرى أي دليل على ذلك. تعد هذه المؤسسات حازمة في التعامل مع العملية – إذ تعمل كالأحزمة الناقلة [بلا كلل]، واحدة في دوفر وواحدة في فولكستون، لنقل الناس والسيارات والحافلات والشاحنات من المملكة المتحدة إلى أوروبا القارية بأسرع وأسلس ما يمكن.

وهي وضعت توقعات حول العدد المرتقب للمركبات والأشخاص، وأعدت أنظمة للتكيف. وقال لي دوغ بانستر، الرئيس التنفيذي لميناء دوفر: "نخطط لموسم الصيف منذ أشهر".

أين حدث الخطأ إذاً؟

تمثلت أول إشارة إلى أن الأمور انحرفت في شكل خطير في تصريح أدلى به ميناء دوفر في الساعة السابعة والنصف من صباح الجمعة. فمع بداية التوافد الكبير للناس الخاص بعطلة نهاية الأسبوع الجمعة، حذر الميناء من أن فترة العطل قد تُفسَد بسبب "عدم الكفاية إلى حد يرثى له" الذي يسم عديد المسؤولين الحدوديين الفرنسيين، أي شرطة الحدود.

وصنفت السلطة الوضع "بالحالة الحرجة". وقال السيد بانستر إن الفشل في نشر عدد كافٍ من الموظفين في وقت مبكر من اليوم جعل الطوابير تتراكم بسرعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفى الوقت نفسه، وقع حادث خطير على الطريق "أم 20"، المسار الرئيسي المفضي إلى كل من فولكستون ودوفر، وأغلق الطريق السريع. وحاول السائقون العثور على مسارات بديلة وسرعان ما عانى كل مسار قابل للاستخدام من الانسداد المروري.

ومع اقتراب الجمعة من نهايته، وجدت العائلات المتوجهة إلى القارة في عطلة نفسها عالقة في السيارات لعدة ساعات. وعانى السكان المحليون في شق طريقهم عبر الازدحام الذي تراكم خلال النهار.

وبحلول السبت، كانت أكشاك مراقبة جوازات السفر الفرنسية في دوفر مزودة بكامل عديدها من الموظفين، لكن التراكم فرض مزيداً من الضغط. أما حركة المرور في منطقة محطة "النفق الأوروبي" بفولكستون فتراكمت وعلق الراغبون في تمضية عطل من دون قصد في طوابير لا نهاية لها – في غياب المنشآت والطعام والمياه.

هي إذا عاصفة كاملة – لكن هل قواعد ما بعد بريكست سبب لها؟

ليس وفق المتنافسَين على زعامة حزب المحافظين، اللذين اعتبرا التأخيرات "غير مقبولة". وهما يلقيان باللائمة على الفرنسيين.

قالت وزيرة الخارجية ليز تراس التي تأمل في أن تكون رئيسة للوزراء خلال ستة أسابيع "نحن في حاجة إلى تحرك من قبل فرنسا لبناء القدرات على الحدود من أجل الحد من أي تعطل إضافي يواجه السياح البريطانيين وضمان تجنب هذا الوضع المروع في المستقبل".

وطلب منافسها ريشي سوناك، وزير المالية السابق، من الفرنسيين "التوقف عن إلقاء اللوم على بريكست والبدء في توفير الموظفين اللازمين لمواجهة حجم الطلب".

لكن عبر متابعة "اندبندنت" حركة السيارات عند نقاط التفتيش الحدودية تبيّن أن فحص الوثائق الخاصة بعائلة مكونة من أربعة أفراد تستقل سيارة تطلب وقتاً عادياً بلغ 90 ثانية.

ومع وجود 3.5 شخص في المتوسط في كل سيارة، يعني هذا انتظاراً متوسطاً لمدة 80 ثانية – أي ربما ثلاثة أضعاف الوقت السابق لدخول قواعد ما بعد بريكست حيز التنفيذ.

ما الذي تغير بالنسبة إلى المسافرين بعد بريكست؟

في اتفاقية الانسحاب، طلبت حكومة المملكة المتحدة معاملة المسافرين البريطانيين باعتبارهم "مواطنين من بلد ثالث" [يشار بهذا المصطلح في الاتحاد الأوروبي إلى مواطني دول غير الأعضاء]. ولم يكن بوسع شرطة الحدود الفرنسية سابقاً التحقق إلا من صحة جواز السفر وأنه يخص الفرد.

وكانت عمليات التحقق متعجلة في الأحوال كلها تقريباً: قد يشهر شخص في السيارة جوازات سفر، ويشير المسؤول غير المكترث للمركبة أن تعبر.

والآن، ولأن المملكة المتحدة اختارت أن تكون لها حدود فعلية مع الاتحاد الأوروبي في [مقاطعة] كنت، فإنّ شرطة الحدود ملزمة على الأقل بالتحقق من كل جواز سفر بشكل منفرد، وختمه بتاريخ المغادرة إلى فرنسا.

ومن المفترض أيضاً أن تتحقق مما يلي:

الغرض من الزيارة، وأن المسافر لم يمكث في فرنسا لأكثر من 90 يوماً في الأيام الـ180 الماضية، وأن المسافر لديه تذكرة ذهاب أو عودة وأموال كافية لفترة الإقامة المقررة.

ولكن يجري التغاضي عن هذه الالتزامات بالكامل تقريباً.

لكن مديراً عاماً سابقاً لقوة الحدود البريطانية يقول إن التأخيرات لا علاقة لها ببريكست؟

في "التلغراف"، كتب توني سميث يقول: "بحسب أقاويل المسافرين الذين يدخلون فرنسا، تطرح عليهم أحياناً بعض الأسئلة أثناء مسح جواز السفر، وهناك متطلبات بختم الأخير الآن. لكن هذه العملية لا تضيف كثيراً إلى أوقات المعاملات التي كانت مطبقة قبل بريكست".

لكن دوغ بانستر، رئيس ميناء دوفر، يقدر زيادة وقت المعاملات بنحو ثلاثة أضعاف – ولهذا السبب ركب أكشاكاً [لمراقبة جوازات السفر] أكثر لتعزيز القدرة.

هل سيواجه المسافرون مشكلات مماثلة في وقت لاحق من فصل الصيف؟

لا ينبغي أن تكون التأخيرات شديدة كما هي الآن. لقد كانت هذه عطلة نهاية الأسبوع الأكثر ازدحاماً في الصيف. وعلى مدى الأسابيع القليلة المقبلة، سيبرز "توجه" إلى أشكال أخرى من النقل: طرق بديلة للعبارات حيث يجري التحقق من جواز السفر في فرنسا وليس في المملكة المتحدة، أو قطارات "يوروستار" أو شركات الطيران.

لكن المشكلة الأساسية تظل تكمن في شبكة الطرق في شرق مقاطعة كنت والبنية التحتية للميناء – المحددة والمبنية من دون تصور أنها قد تتحول إلى مركز حدودي فعلي مع الاتحاد الأوروبي شبيه بالحدود مع روسيا وتركيا.

نُشر في اندبندنت بتاريخ 25 يوليو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات