حين قرأ الرئيس نيكسون كتاباً عن رئيس الوزراء البريطاني إسحاق دزرائيلي في القرن الـ 19، قال إن "المحافظين بمبادئ ليبرالية هم الذين غيروا التاريخ".
و"المحافظون في أميركا هم الليبراليون في أوروبا" كما يقول فرنسيس فوكوياما، أما في أميركا فإن الليبرالية بدت على مدى عقود صفة يهرب السياسيون منها إلى أن صارت أخيراً توضع في خانة "اليسار"، كما يقال عن السيناتور الديمقراطي برني ساندرز وزميلته إليزابيت وارن.
وليس هناك تحديد واضح لجوهر الليبرالية، فقد شاع تعبير "الديمقراطية اللاليبرالية" لتوصيف أنظمة تمارس الانتخابات لكنها تحمي المحافظة اجتماعياً، مثل نظام رجب طيب أردوغان في تركيا وأوريان في المجر.
كما شاع في المقابل تعبير "الليبرالية اللاديمقراطية" لتوصيف أنظمة سلطوية مثل الصين وروسيا وسواها، وكلها بعد انحسار "الديمقراطية الليبرالية" التي توصف بأنها نظام أرادته أميركا في العالم.
لكن المفكر البريطاني في حركة "العمال الزرق" أدريان بابست أصدر أخيراً كتاباً بعنوان "سياسة ما بعد الليبرالية: حقبة التجدد الآتية"، والفكرة الأساس في كتاب بابست هي أن التردي يتسارع في المجتمعات الصناعية الحديثة، ولا شيء يستطيع وقفه، لا الليبرالية ولا الشعبوية ولا السلطوية، لكن الليبرالية في رأي المؤلف ماتت ولا تزال حية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صيغة تضمن "استعادة السيطرة الوطنية والمجتمعية على الاقتصاد والمجتمع من دينامية العولمة والتنظيمات النيوليبرالية للاقتصاد العالمي"، فلماذا؟
من أجل بناء ائتلافات جديدة في "فضاء ما بعد الليبرالية" عبر إعادة التوازن إلى المجتمع الليبرالي والتركيز على "إصلاح الروابط الثقافية والمدنية وتجديد تقاليد التسامح والاحترام"، لكن هذا العلاج ليس سهلاً وقليل التعقيد، ولا نماذج ملموسة للنظرية فيه، فما بعد الليبرالية هو عملياً مزيد من الليبرالية وسط موجة من صراع الهويات الذي يتقدم أحياناً على الهموم السيادية والاقتصادية، وما قبل الليبرالية لم يتبخر حتى في المجتمعات الصناعية الحديثة، قبل الكلام على المجتمعات التي لا تزال تقليدية في ما قبل الديمقراطية.