اندلعت اشتباكات مسلحة، السبت 23 يوليو (تموز)، في ضواحي مدينة مصراتة الليبية بين الفصائل المتناحرة بالقرب من الطريق الساحلي الرئيس المؤدي إلى العاصمة طرابلس، قبل أن تتوقف إثر تدخل قوة مسلحة أخرى.
ولم يتضح بعد سبب اندلاع الاشتباكات، كما لم يتضح إذا ما كان لها صلة بالتعبئة التي قامت بها في الآونة الأخيرة القوات المتمركزة في مصراتة والمتحالفة مع الطرفين السياسيين المتنازعين بشأن السيطرة على الحكومة الليبية.
وقال اثنان من سكان المنطقة إن القتال استمر لأقل من ساعة. وأفاد مسلح من قوة أخرى تدخلت لاحقاً لوقف الاشتباكات، إن الجانبين توقفا عن إطلاق النار، على الرغم من وجود تقارير عن تعبئة جديدة في المنطقة.
وذكر ساكن آخر بالمدينة أن سائقي السيارات الذين حاولوا الوصول إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى طرابلس عادوا أدراجهم بسبب المشكلات الأمنية هناك.
الأزمة السياسية
ويشهد غرب ليبيا توتراً هذا العام بسبب مواجهة سياسية بين حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وحكومة منافسة عينها البرلمان بقيادة فتحي باشاغا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والدبيبة وباشاغا كلاهما من مصراتة، وهي مدينة ساحلية تلعب الفصائل المسلحة فيها دوراً رئيساً في الصراع الليبي.
وقال سكان في المدينة إن أحد الفصيلين اللذين شاركا في اشتباكات السبت هو قوة العمليات المشتركة المرتبطة بالدبيبة، والآخر جماعة محلية لم تعلن عن أي انتماء في الأزمة السياسية.
ولم يتمكن باشاغا من دخول طرابلس لأن الفصائل المرتبطة بالدبيبة حالت دون ذلك. ولكن في الأسبوع الماضي ووسط أنباء عن إعادة تنظيم الجماعات المسلحة نتيجة الوضع السياسي الراهن، دخل باشاغا مصراتة للمرة الأولى منذ تعيينه.
وقال السكان إن القوات الموالية لكل من الرجلين بدأت في التعبئة في جميع أنحاء المدينة.
16 قتيلاً في طرابلس
وتأتي اشتباكات مصراتة غداة مقتل 16 شخصاً منهم طفل وإصابة 50 آخرين بجروح في مواجهات عنيفة اندلعت ليل الخميس الجمعة بين مجموعتين مسلحتين في العاصمة الليبية طرابلس، ولم تكف حتى مساء الجمعة.
وقالت وزارة الصحة السبت في بيان، إن "إحصائيات الوفيات والجرحى نتيجة الاشتباكات التي حصلت يومي الخميس والجمعة في طرابلس وعين زارة بلغت 16 قتيلاً و52 جريحاً"، موضحةً أن إصاباتهم "متفوتة" الخطورة. وأضافت أن "جميع الجرحى يتلقّون العناية الطبية داخل مستشفيات القطاع العام في مدينة طرابلس".
لكن الوزارة لم تحدد عدد المدنيين من القتلى والجرحى، وكانت خدمة الإسعاف والإنقاذ في طرابلس أفادت الجمعة بمقتل ثلاثة مدنيين.
وتعكس هذه الاشتباكات الفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011. ولا يزال الوضع الأمني في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا مضطرباً في ظل توترات متكررة بين جماعات مسلحة غرباً.