Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسباب عدم استعداد بريطانيا للتعامل مع موجة الحر الشديد

يجب إعطاء أولوية السياسة للتوصل إلى التأقلم والمرونة حيال أزمة المناخ وكذلك تأهيل المنازل والمستشفيات لمواجهة الحرارة المرتفعة

عانت لندن اليوم الأسوأ في الحرائق منذ الحرب العالمية الثانية (غيتي)

اندلع يوم الثلاثاء الفائت عدد غير مسبوق من حرائق الغابات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث سجلت البلاد أشد أيامها حرارة على الإطلاق.

تعاملت "فرقة إطفاء لندن" مع أكثر من 1110 حالة طوارئ خلال أكثر أيامها ازدحاماً منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلن ثلاثة عشر مكاناً من "هامبرسايد" إلى "بيدفورد"، عن حوادث كبيرة هذا الأسبوع، ودمرت عشرات المنازل بسبب النيران.

لا تشكل المعطيات السابقة سوى جزء من الصورة الواسعة للأزمات المتفاقمة، مع ملاحظة أن الحرائق يتسبب بها الاحتباس الحراري وهي تساهم فيه بنفسها أيضاً. وحتى الآن، هذا العام شهدت إنجلترا وويلز 442 حريقاً في الغابات، بالمقارنة مع 247 حريقاً في العام الماضي.

ووفق خبراء، فإن المملكة المتحدة غير مستعدة إلى حد كبير بالمقارنة مع دول أخرى لهذا النوع من موجات الحر، لأنه قبل هذا القرن لم تكن الحرارة تعتبر مشكلة فيها.

وبحسب فيل جاريجان الذي يقود مجموعة المرونة الوطنية في مواجهة الحوادث الكبيرة ضمن "المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء"، فعلى العكس من إسبانيا واليونان اللتين تمتلكان طائرات ومروحيات تجمع المياه وتوزعها في الحرائق، تعتمد المملكة المتحدة على أطراف ثالثة للنهوض بهذا النوع من العمل، بما في ذلك شركات القطاع الخاص.

ووفق جارجيان، تحتاج الحكومة في المستقبل إلى النظر في كيفية توفير الموارد لتلبية الطلب المتصاعد بشكل كبير.

وفي عام 2019، حذرت "لجنة تغير المناخ" التي تقدم المشورة للحكومة من أن المنازل بعيدة من أن تكون جاهزة للتعامل مع الفيضانات وندرة المياه وارتفاع درجة الحرارة.

حاولت الحكومة معالجة هذه المشكلة، من خلال لوائح بناء جديدة تهدف إلى الحد من حدوث فائض في تخزين حرارة الشمس داخل المنازل خلال الصيف، وكذلك إزالة الحرارة الزائدة، لكنها مجرد بداية.

ودعت اللجنة هذا الأسبوع الحكومة إلى ضمان تركيب التهوية وأدوات العزل الحراري والإغلاق الخارجي في المنازل الجديدة والقائمة.

وفي ذلك الصدد، أشارت رئيسة قسم الاستدامة في "معهد تشارترد لمهندسي خدمات البناء" جولي جودفروي إلى أن "الحكومة اتخذت خطوة إيجابية من خلال طلب أن يجري تصميم وبناء منازل جديدة ومبانٍ سكنية كدور الرعاية، بطرق تجعلها قادرة على الحد من مخاطر ارتفاع درجة الحرارة".

وأضافت "تحتاج الحكومة الآن إلى إعطاء الاهتمام نفسه للمباني الأخرى بما في ذلك المنازل القائمة بغية حماية غالبية السكان. كذلك يمكن أن تشمل الإجراءات تجنب تعرض مساحات كبيرة من الزجاج للشمس، وتركيب أدوات التظليل كالستائر، وتوفير نوافذ تتيح تدفق الهواء بشكل جيد عبر المنزل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق مماثل، تريد "لجنة تغير المناخ" أيضاً توضيح حدود درجات الحرارة العالية في أماكن العمل. وكذلك ترغب في زيادة الغطاء النباتي وتوافر المياه في تصميم البلدات والمدن، مع ضمان قدرة شبكات الكهرباء والمرافق على تحمل الحرارة.

كذلك ستحتاج المستشفيات وعيادات الأطباء والأماكن الصحية الأخرى أيضاً إلى تكييفها، لجعلها أكثر قابلية للتحمل.

في ذلك الصدد، أشارت النائبة بالإنابة للرئيس التنفيذي لمقدمي "خدمة الصحة الوطنية" ميريام ديكين إلى أن "الصناديق لا تمتلك ببساطة البنية التحتية التي تحتاجها من أجل التعامل مع هذا الطقس القاسي، وتشرح هذه الموجة الحارة سبب وجوب وفاء الحكومة بتعهدها ببناء مستشفيات جديدة واستثمار مزيد من رأس المال في مجالات الصحة العقلية والمجتمع والعناية بسيارات الإسعاف".

وأفادت ديكين بأنه "في هذا الأسبوع، اضطرت المستشفيات إلى تقليص الجراحة لأن غرف العمليات كانت شديدة الحرارة، واضطرت الهيئة إلى تركيب وحدات تبريد صناعية وتبريد غرف خوادم تكنولوجيا المعلومات، وسمحت لبعض الموظفين غير العاملين في الخطوط الأمامية بالعمل من المنزل".

وأضافت أن "عدداً من جهات تقديم الخدمات عملت على مراجعة نشاطاتها السريرية لتقييم مدى الحاجة إلى إلغاء المواعيد أو الأنشطة الجماعية أو نقلها إلى وضعية افتراضية، لا سيما في خدمات الصحة المجتمعية والعقلية".

في تطور متصل، أصدر رؤساء السكك الحديدية تحذيراً من عدم السفر يوم الثلاثاء، إذ أُلغِيَتْ الخدمات وأُغلِقَتْ الخطوط في وسط وشمال وجنوب شرقي إنجلترا، وكذلك أُغلِق الخط الرئيس للساحل الشرقي بين لندن ويورك وليدز.

في ملمح مشابه، يُعرَف عن مسارات السكك الحديدية الفولاذية أنها تتمدد مع ارتفاع درجة حرارتها وقد تنثني في درجات الحرارة الشديدة، إذ يمكن أن تصبح أكثر سخونة من الهواء بما يصل إلى 20 درجة مئوية.

واستطراداً، تستطيع معظم شبكات السكك الحديدية أن تعمل بسلاسة حتى  تصل درجات حرارة المسارات الحديدية إلى 46 درجة مئوية.

وقد أوضحت الشركة أنه "حينما تخبرنا أنظمة المراقبة عن بُعد الخاصة بنا أن قسماً من المسار قد يتوسع كثيراً ويتسبب في حدوث مشكلات، فإننا نضع قيوداً محلية على السرعة. إن القطارات الأبطأ تضغط بقوة أقل على المسار الحديدي، وهذا يقلل فرصة الانثناء. في بعض الأحيان، تنغلق القضبان حتى مع وجود إجراءات الوقاية، وهذا يعني أننا بحاجة إلى إغلاق الخط وإصلاح المسار".

في زاوية مقابلة، ذكر وزير الشرطة كيت مالتهاوس أن "بريطانيا يجب أن تتعلم التعايش مع الحوادث المناخية المتطرفة"، واعترف أيضاً بأن خطة لجعل البلاد أكثر مرونة في مواجهة أزمة المناخ ستتأخر حتى يجري تنصيب رئيس وزراء جديد.

وأضاف "قد تكون بريطانيا غير معتادة على درجات الحرارة المرتفعة هذه، لكن المملكة المتحدة جنباً إلى جنب مع جيراننا الأوروبيين يجب أن تتعلم كيفية التتعايش مع هذا النوع من الحوادث المتطرفة".

وأردف أن استراتيجية المرونة الوطنية الجديدة ستُطلَقْ "في أقرب فرصة ممكنة مِن قِبَلْ الإدارة القادمة".

كذلك أخبر مالتهاوس أعضاء البرلمان أن النظام نجح إلى حد كبير أثناء موجة الحر، لكنه أقر بوجود بعض الوفيات المأساوية في الحوادث المتعلقة بالمياه.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 21 يوليو 2022

© The Independent

المزيد من بيئة