Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أم كلثوم في عين الكاريكاتير: أكثر من وجه وروح

يشارك 279 فناناً من 62 دولة في الملتقى الدولي للكاريكاتير الذي اتخذ شخصية كوكب الشرق محوراً للبورتريه

يحرص الملتقى على تقديم شخصية يلتف حولها الفنانون من كل أنحاء العالم (اندبندنت عربية)

يشهد قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية إقامة الملتقى الدولي للكاريكاتير، الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير في دورته السابعة.

ويشارك في ملتقى هذه الدورة 279 فناناً يمثلون 62 دولة، ويقدمون 400 عمل كاريكاتير ستُعرض للجمهور، ومن أبرز الدول المشاركة في ملتقى هذا العام بلجيكا وأوكرانيا وبيرو والبرازيل وروسيا والهند وكرواتيا والصين وإندونيسيا والأردن والكويت والسعودية والبحرين وتونس والمغرب والإمارات.

الموسيقى لغة الشعوب

ويتناول المحور الرئيس للملتقى "تيمة الموسيقى"، باعتبارها لغة عالمية تلتقي وتتواصل بها الشعوب، وفي محور البورتريه الكاريكاتيري شخصية من علامات الموسيقى والغناء في مصر والعالم العربي، وهي كوكب الشرق أم كلثوم، التي أبدع في رسمها فنانو الكاريكاتير من كل الدول المشاركة، واستطاعوا تقديم سيمفونية فنية على ألحان كوكب الشرق.

الفنان فوزي مرسي، قوميسير عام الملتقى، يقول لـ"اندبندنت عربية"، "يعتمد الملتقى هذا العام الموسيقى محوراً عاماً، فهي رسول المحبة والسلام، وهي اللغة الوحيدة التي تفهمها كل الشعوب، ونستطيع من خلالها أن نعبر عن كل مكنونات النفس البشرية، فنستطيع أن نعبر للحلم وننتصر للأمل، فالموسيقى غذاء الروح، ونحن في حاجة ماسة حالياً لأن نسمع ونستمتع ونفكّر كيف نعيد بناء الإنسان الذي شعر بالخوف والقلق خلال الفترة السابقة، وكان يشعر أن العالم على حافة النهاية".

أم كلثوم بريشة أجنبية

ويضيف مرسي "أما محور البورتريه الكاريكاتيري فاخترنا سيدة الغناء العربي أم كلثوم رمزاً للصوت الذي التفت حوله الجماهير الغفيرة من المحيط إلى الخليج، كما احتفى بها الغرب صوتاً ذهبياً وحنجرة لا مثيل لها".

ويوضح "أم كلثوم شخصية مصرية، لكنها معروفة عالمياً، لها طابع خاص ومفردات مميزة تمثلها مثل النظارة والمنديل، إضافة إلى ملامح وجهها المميزة، لكن رسم شخصية بشكل كاريكاتيري يحتاج إلى التعمق فيها بأكثر من ملامحها الشكلية، وهذا ما حدث بالفعل مع الفنانين الأجانب الذين رسموا أم كلثوم، فقد قاموا بالبحث عن معلومات والقراءة عنها، والاستماع إليها حتى وإن كانوا لا يفهمون اللغة العربية، ليتمكنوا من تقديم روحها، وليس مجرد سماتها الشكلية، وبالطبع ذلك كان فرصة لإطلاع هؤلاء الفنانين الذين ينتمون إلى ثقافة أخرى على شخصية من أهم الشخصيات في التاريخ الغنائي المصري والعربي، وبالفعل قدم فنانون من الصين واليابان وإسبانيا وكولومبيا وغيرها بورتريهات كاريكاتيرية شديدة التميز لأم كلثوم".

 

ويعد من أبرز اللوحات التي صورت أم كلثوم لوحة الفنان الكولومبي أنجل راميرو، التي جسد فيها أم كلثوم وكأنها القمر يطل على الهرم، وأخرى للفنان الإندونيسي أيدي داهارما وفيها ترتدي كوكب الشرق الزي الفرعوني، وكأنها نفرتيتي، ولوحة الفنان خضر حسن التي قدمت أم كلثوم بوجوه مختلفة من مراحل حياتها، واعتمدت أعمال أخرى التركيز على السمات الشكلية المميزة لأم كلثوم.

ويضيف "بشكل عام نحرص في كل دورة من الملتقى على تقديم شخصية من ثقافتنا، يلتف حولها الفنانون من كل أنحاء العالم، ويرسمونها برؤى وأساليب فنية متنوعة، ففي الدورة السابقة وقع الاختيار على الأديب العالمي نجيب محفوظ، وقام الفنانون برسمه بشكل كاريكاتيري، وكانت أعمالهم مميزة للغاية، فالملتقى يكون فرصة للتفاعل الثقافي بين الدول المشاركة بصور وأشكال متعددة، ونحرص من خلاله على التعريف بأهراماتنا الفنية والثقافية وإبراز قوة مصر الناعمة على مر السنوات".

وعن إقامة مثل هذه الفعالية الدولية التي تضم مدارس فنية متنوعة يقول قومسيير الملتقى، "مثل هذه الملتقيات تثري الفنون بشكل عام، ومن بينها فن الكاريكاتير، فهي من جانب تتيح للفنانين الاطلاع على أعمال ومدارس فنية متنوعة لفنانين من كل أنحاء العالم، فيحدث نوع من المشاركة والتفاعل والتعلم من خلال اللقاءات وورش العمل التي تقام على هامش الملتقى. ومن ناحية أخرى، تلقي الضوء على فن الكاريكاتير للجمهور العام، فالكاريكاتير بشكل عام هو لغة عالمية يمكن أن يفهمها الناس في كل مكان، بخاصة أنه الآن أصبح هناك توجهاً للكاريكاتير الذي لا يصاحبه تعليق مكتوب، وهو من أصعب أنواع الكاريكاتير، لأن الفنان يعتمد كلياً على توصيل فكرته من خلال الرسم من دون الاستعانة بأي نص مصاحب".

مشاركات متنوعة

من المشاركين في المعرض الفنان أدهم لطفي، الذي يقول لـ"اندبندنت عربية"، "الملتقى هو فعالية ثقافية متنوعة تجمع شعوب العالم، واختيار أم كلثوم هذا العام موفق، لأنها رمز من رموزنا، وقدمها الفنانون برؤى مميزة، فهذه السيدة المصرية القادمة من الريف استطاعت أن تغزو العالم كله بفنها، فهي أيقونة عالمية للموسيقى، وبشكل عام الكاريكاتير هو تعبير عن الهموم السياسية والاجتماعية للناس من خلال الريشة، وهو فن يصل للجمهور على جميع مستوياته بسهولة، بخاصة عندما يعبر عن قضايا تهمه وتعكس همومه ومشكلاته".

بينما يقول الفنان خالد الجابري من الإمارات، "أشارك في هذا الملتقى للمرة الرابعة، وهو فرصة نادرة لفناني الكاريكاتير لقلة الملتقيات العربية التي تعنى بهذا الفن، التي يمكن حصرها في ملتقى القاهرة وملتقى المغرب، فهو فرصة للقاء الفنانين والتعرف على أعمالهم وإثراء الذاكرة البصرية بكل هذا الكم من الأعمال المميزة لفنانين من كل أنحاء العالم، والتعرف على مدارس وأساليب فنية متنوعة، وتيمة الموسيقى هذا العام يميزها أنها يفهمها الناس، ويشعرون بها دون الحاجة للكلمات مثلها مثل فن الكاريكاتير فهو لغة تصل للناس على اختلاف ثقافتهم".

ويشير الفنان محمد حاكم، رسام الكاريكاتير بمجلة صباح الخير، إلى أن "فن الكاريكاتير كان له وجود كبير في الصحافة العربية، لكنه بدأ يخفت مع تراجع الصحافة المطبوعة، على الرغم من أنه يشكل مؤشراً للرأي العام والقضايا التي تهم الجمهور وتعبر عنه، ومثل هذه الملتقيات تساعد على وجود فن الكاريكاتير على الساحة من خلال عرض أعمال متنوعة للفنانين للجمهور العام من خلال فعالية تضم مئات الأعمال الكاريكاتيرية المميزة لرسامين من كل أنحاء العالم".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة