Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يتيح التبادل التجاري بالتومان والروبل الالتفاف على العقوبات؟

بدء التعاملات المالية بين موسكو وطهران بعملتي البلدين لتجاوز الدولار الأميركي

رئيسي مستقبلاً بوتين في طهران قبيل اجتماع عقداه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث مسار أستانة للحل في سوريا، في 19 يوليو الحالي (وانا / رويترز)

أعلنت إيران في أبريل (نيسان) الماضي، استعدادها للتجارة مع روسيا بعملتيهما الوطنيتين، مستشهدة بالصفقات والفرص القائمة. وأكد نائب محافظ البنك المركزي الإيراني محسن كريمي في ذات الشهر على أن كلا البلدين سيستخدمان عملتهما الوطنية أي الروبل والتومان، مشيراً إلى أن "الاتفاقيات بشأن هذا الأمر موجودة بالفعل". 
وبالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران لمناقشة اقتراح تدعمه الأمم المتحدة لإلغاء حظر تصدير الحبوب الأوكرانية، أعلن كريمي أن بورصة البلاد بدأت التعاملات بالريال الإيراني (التومان)، والروبل الروسي. ونقلت وكالة "سبوتنيك" للأنباء عن محافظ البنك المركزي الإيراني، علي صالح آبادي، قوله إن "بدء التداول بزوج الروبل الروسي والريال الإيراني خطوة مهمة في تنمية العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا". 

ويأتي بيان محافظ المركزي الإيراني في الوقت الذي اتفقت فيه موسكو وطهران على زيادة تعاونهما، لا سيما في ما يتعلق بالنظم المصرفية والمالية.
في المقابل، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن روسيا ستتوقف تدريجاً عن استخدام الدولار الأميركي في التجارة مع إيران. ووفقاً للتقارير، يبدو أن موسكو وطهران تتجهان نحو تعزيز التعاون بينهما على نحو أفضل، كونهما مستهدفين بعقوبات غربية شديدة تستهدف أنظمتهما المالية. وفي ذات الوقت، وقع مصرفا "ميلي" الإيراني و"سبيربنك" الروسي اتفاقيات تعاون في 17 يوليو (تموز) الحالي، وهما يعتزمان تطوير الروابط الاقتصادية بين بلديهما. 

إضافة إلى ذلك، تم إنشاء مركز تجاري جديد تحت رعاية "بنك مير للأعمال"، وهو بنك روسي مملوك فقط لبنك "ميلي". كما استكشف البلدان إمكانية توحيد أنظمتهما المصرفية، لا سيما في محاولة لإيجاد بديل لنظام "سويفت" الأميركي. 

والجدير بالذكر أن المؤسسات المالية المختلفة حول العالم تستخدم "سويفت" لإرسال واستقبال المعلومات، مثل التعليمات الخاصة بالتحويلات المالية عبر الحدود. إضافة إلى ذلك، تناقش موسكو وطهران اعتماد نظام الدفع الروسي "مير" ببطاقات الائتمان في إيران، وفقاً لـ"سبوتنيك".

إزالة الحواجز التجارية 

وخلال زيارة استغرقت يومين لموسكو في يناير (كانون الثاني) الماضي، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن البلدين ناقشا القضايا النقدية والمصرفية واتفقا على إزالة الحواجز التجارية لزيادة التجارة إلى 10 مليارات دولار سنوياً. 

وقال وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، في يونيو (حزيران) الماضي، إن التجارة الثنائية بين روسيا وإيران زادت بشكل كبير، ووصلت إلى 40 مليار دولار في الأشهر الـ18 الماضية. وبلغت أرقام التجارة بين البلدين في عام 2021، ما قيمته 4 مليارات دولار، ما يشير إلى زيادات ضخمة في عام 2022 بحسب موقع "ميدل إيست مونيتور". هذه الزيادة نجمت عن ثلاثة اعتبارات رئيسة، هي: الصراع الروسي- الأوكراني، واتفاقية التعاون الروسي- الإيراني التي تم توقيعها العام الماضي لمدة 20 سنة، واتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، والتي تم تمديدها أيضاً العام الماضي. 

وتسعى الدولتان إلى اتخاذ خطوات لكسر هيمنة الدولار على العلاقات النقدية والمصرفية والتجارة بالعملة الوطنية في محاولة لكسر طوق العقوبات الأميركية والأوروبية عليهما. 

وقال بوتين في اجتماع ثنائي مع رئيسي خلال زيارته أخيراً  إلى طهران، "يمكننا أن نتباهى بأرقام قياسية في ما يتعلق بنمو التجارة".

كما وقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية، الثلاثاء الماضي، أيضاً اتفاقية بقيمة 40 مليار دولار مع شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة "غازبروم"، وفق بيان صادر عن وكالة الأنباء التابعة لوزارة النفط الإيرانية. ويشمل الاتفاق تطوير حقول الغاز الإيرانية وبناء خطوط أنابيب جديدة لتصدير الغاز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ربط الريال الإيراني بالرنمينبي والروبل 

وكان الروبل الروسي هو العملة الأفضل أداءً في العالم في عام 2022، بينما ارتفع اليوان الصيني بنسبة 2 في المئة مقارنة بالدولار الأميركي في 2022 حتى الآن، وهو أفضل عملة اقتصادية رئيسة أداء. ومع ذلك، يُعتبر الريال الإيراني من أسوأ العملات أداء في العالم، وقد يكون ربطه بالرنمينبي الصيني والروبل الروسي بدلاً من الدولار الأميركي في المستقبل طريقاً مفضلاً لإعطاء مؤشر أكثر منطقية للقيمة في الاقتصاد الإيراني، والذي تم تخفيض قيمته، مثل الاقتصاد الروسي، بسبب العقوبات الأميركية. وسيوفر ذلك أيضاً مخرجاً لكل من روسيا وإيران من العقوبات الغربية المفروضة عليهما. 

ويبدو أن الحديث عن ربط العملات الروسية والإيرانية وربما الصينية أيضاً في مواجهة الدولار الأميركي مخطط له وفي طريقه إلى التطبيق. ولعل ما قاله المرشد الإيراني علي خامنئي خلال الاجتماع في غرفة بيضاء يتصدرها العلم الإيراني وصورة المؤسس الخميني، بـ"وجوب رفع الدولار الأميركي" تدريجاً عن التجارة العالمية، يعكس المخططات الروسية- الإيرانية- الصينية لإزاحة الدولار عن عرش العملات العالمية.  وأضاف خامنئي، أن بوتين أكد أنه "يجب على الدول أن تبدأ في استخدام عملاتها الوطنية عند تداول السلع". 

وربما بتشجيع من ارتفاع أسعار النفط منذ حرب أوكرانيا، تراهن إيران على أنها قد تضغط بدعم روسيا على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية. 

ومع ذلك، فإن ميل روسيا المتزايد نحو بكين في الأشهر الأخيرة أدى إلى انخفاض كبير في صادرات الخام الإيراني إلى الصين، وهو مصدر رئيس للدخل بالنسبة لطهران، منذ فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقوبات على إيران في عام 2018. 

وفي مايو (أيار) الماضي، أفادت وكالة "رويترز" أن صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين تراجعت بشكل حاد، حيث فضلت بكين البراميل الروسية ذات الخصومات الكبيرة، تاركة ما يقرب من 40 مليون برميل من النفط الإيراني مخزنة على ناقلات في البحر في آسيا تبحث عن مشترين. 

من جانبه، علق منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بالولايات المتحدة، جون كيربي، في حديث لشبكة "سي أن أن" عن التقارب الروسي– الإيراني، بالقول "إن لجوء روسيا إلى إيران للحصول على المساعدة يتحدث كثيراً عن درجة عزلة الدولتين، بسبب أفعالهما في مناطق مختلفة من العالم، وعلى نحو متزايد من قبل المجتمع الدولي".