Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مصارعة الذراعين" لعبة أولمبية تجذب الشباب والكبار في غزة

يمارسها قسم كبير من الرياضيين في القطاع الذي استضاف أول بطولة محلية فيها

يتنافس رجال فوق 50 سنة ضمن لعبة مصارعة الذراعين في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

وقف رامي متحمساً أمام طاولة مربعة الشكل، وفي مقابله خصمه الذي بدا مستعداً للمنافسة، تحضر الطرفان ووضع كل منهما ذراعيه على الطاولة ومدا ساقيهما بشكل مستقيم إلى أن مسك كل واحد منهما راحة يد الآخر، ليتدخل مباشرة الحكم بغية التأكد من تطبيق قواعد لعبة مصارعة الذراعين أو "الكباش".

بدأ الحكم يلقي نظراته على اللاعبين قبل أن يعلن بدء المبارزة بينهما، ويتأكد من أن أكتافهما في وضع مربع مستريح وليس مرتفعاً، والأكواع ملامسة لطاولة اللعب، وكذلك الأقدام ملامسة لسطح الأرض، وعندما أنهى الفحص، قال بصوت مرتفع "جاهز… ابدأ"، وكانت هذه العبارة بمثابة إشعار لبدء مباراة مصارعة الذراعين.

القوة والمهارة

وتعد هذه اللعبة، إحدى ألعاب المصارعة ضمن الرياضات الأولمبية العالمية الصيفية، وهي عبارة عن مباراة من جولة واحدة فقط، تقام بين شخصين، وكل لاعب منهما يضع ذراعاً واحدة فقط على مساحة مسطحة، فيما يمسك بيده الأخرى قبضة مثبتة على مساحة المنافس، ويجب أن يكون كوع اللاعبين ملامساً لهذه الطاولة، والفائز هو اللاعب الذي يستطيع مواصلة ثني ذراع خصمه حتى تلامس الطاولة.

وما إن بدأت اللعبة، حتى شرع رامي في محاولة ثني ذراع خصمه، بمجهود كبير حاول تنفيذ ذلك، إلا أن المبارزة امتدت بينهما، فالطرفان لديهما مهارة وقوة متقاربة. وقال في هذا الصدد، "تستخدم هذه الرياضة لمعرفة الذراع الأقوى والتي لديها عصب متين، وكذلك تعتمد على تكتيك التركيز لاستغلال نقاط ضعف الخصم".
مرت 40 ثانية وما زال رامي الذي يزيد عمره على 50 سنة، يحاول الضغط على أعصابه وعضلاته معاً، لثني ذراع خصمه لكن من دون جدوى، وسط ترقب الحكم ومتابعة من الجمهور الذي جاء لمشاهدة أول بطولة لمصارعة الذراعين تنظم في غزة.

ويوضح رامي أنه "يخطئ من يظن أن هذه اللعبة لا تحتاج إلى تمارين مستمرة، وأنها غير مكلفة"، مشيراً إلى أنه يجري تدريبات قاسية منذ ثلاث سنوات من أجل هذه المنافسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


البداية

وتعد هذه المرة الأولى التي تنظم فيها بطولة لمصارعة الذراعين في غزة. ويقول رئيس "الاتحاد الفلسطيني لمصارعة الذراعين" محمود أبو عربيان، إنه "انضم إلى هذه الرياضة أكثر من 100 لاعب، من بينهم رجال تزيد أعمارهم على 50 سنة. ويشجع هذا الإقبال على تنفيذ المزيد من الألعاب المشابهة في غزة.

ونشأت بطولات منظمة لمصارعة الذراع في خمسينيات القرن الماضي، لكن بدأ تنفيذ مسابقات دولية خاصة بها في عام 1961، بعد أن حددت "منظمة الولايات المتحدة للمصارعة" قوانين خاصة للعبة الذراعين، فيما تتبع هذه الرياضة حالياً للاتحاد العالمي لمصارعة الذراع (WAF) هو الهيئة العالمية الحاكمة المعترف بها دولياً وتضم أكثر من 80 دولة عضو من بينها فلسطين.

أما في غزة، فبدأت مصارعة الذراعين في عام 1993، ضمن الألعاب الفردية، لكنها في تلك الفترة لم تنتشر بين هواة الرياضة، إلا أنها بدأت خلال العام الحالي تشق طريقها بقوة بين اللاعبين. ويقول رئيس الاتحاد الفلسطيني إن "هذه الرياضة تعد جديدة على قطاع غزة، لكنها تحظى بجمهور واسع، كما أنها واجهت صعوبات عدة أهمها عدم وجود أندية متخصصة بها، ولكن على الرغم من ذلك هناك من يعمل على احتضان اللاعبين وتدبيرهم من أجل رفع مستواهم الرياضي".
وتستخدم لتلك الرياضة تسميات أخرى منها "الكباش" أو "الريست" أو "المكاسرة" أو "مبارزة" أو "ثني الذراع"، "لف الرسغ" وأخيراً "اللعبة الهندية".


فوق الـ50 سنة

بعد 59 ثانية من بدء المبارزة، صفق الجمهور لرامي فائزاً، بعد أن تمكن من ثني ذراع خصمه، وتثبيتها على طاولة اللعبة لمدة ثانية وربع.
يشير رامي إلى أن طول وكثافة وكتلة عضلات الذراع، إلى جانب حجم قبضة اليد ومدى مرونة وثبات الخصم، تعد عوامل مسببة في الفوز، وهذا يعني أن مصارعة الذراعين رياضة لها طريقة معينة في اللعب وتحتاج إلى مهارات.
في غزة، قسمان من الناس يمارسان مصارعة الذراعين، يسمى الأول "الناشئون" ويتبع الفئة العمرية من 16 حتى 25 سنة، أما الفريق الثاني فهو "الماستر" وتبدأ أعمارهم من 40 إلى 60 سنة. ويوضح رئيس الاتحاد أبو عربيان أن الأوزان القريبة من كل فئة تتنافس من بعضها، وذلك ضمن قواعد الرياضة.

ويؤكد أن في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية)، فرق مميزة تستطيع المنافسة في البطولات العربية والعالمية وتمثيل فلسطين، إلا أن إسرائيل ترفض السماح لهم بالخروج لذلك الغرض.

المزيد من منوعات