Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعطال في الخطوط البحرية لنقل النفط الخام في سوريا

هل الحادثة سببها النقص في الصيانة أو العمل التخريبي؟

تحتاج سوريا إلى ما يقدر بين 100 إلى 136 ألف برميل يومياً من النفط الخام (وزارة النفط)

استفاق السوريون على عمل تخريبي أتى على خطوط بحرية مهمتها نقل النفط الخام من الناقلات والسفن الراسية على الشواطئ إلى مصفاة بانياس في طرطوس، غرب سوريا، مسببة أضراراً أثّرت بمرابط تحت الماء في ضوء ما أعلنته وزارة النفط والثروة المعدنية السورية.

وتركت دمشق وقائع التحقيقات تكشف المزيد من الأدلة في مؤشرات أولية كشفها الفريق الفني من الغطاسين، تدل بأصابع الاتهام الى عمل تخريبي بعد مشاهدة تسريب نفطي طفا على السطح، مخلفاً بقعاً سوداء واسعة، بمنطقة المصب البحري في بانياس.

في غضون ذلك، تحرك فريق من الغطاسين يتبع للشركة السورية لنقل النفط الى مسافات قريبة من مكان الحادثة، مستكشفاً ملابسات أكثر وضوحاً بعد صفاء المياه إثر التلوث الحاصل عن التسريب النفطي.

وتشير مصادر مأذونة أن الوقائع تجلت أكثر، مرجحة عملاً إرهابياً طال عدداً من التفريعات والمرابط الواصلة للمصفاة، شمال مدينة بانياس، والتي عادت تعمل بعد تصليحها في آخر أبريل (نيسان) الماضي، وبطاقة إنتاج القصوى تصل الى 130 ألف برميل يومياً.

ورش التصليح

من جانبها أعلنت وزارة النفط السورية أن ورشات متخصصة بالإصلاحات الإسعافية تعمل على تقدير الضرر الناتج، وفي إحصاء أولي تبين تعرّض ثلاثة مرابط أدت الى خروجها من الخدمة نهائياً، فيما الورش الفنية تعمل على الإصلاح ومن المتوقع أن تكون منتهية صباح 24 يونيو (حزيران.

في وقت أعلن وزير النفط علي غانم أن الحرب مازالت قائمة على سوريا، ومن فصولها استهداف القطاع النفطي منذ بداية الحرب، مقدِّراً مجمل خسائر القطاع النفطي بما يعادل 74 مليار دولار أميركي.

وكشف ان الحادثة أسفرت عن ضرر في ستة خطوط نقل الخام بحسب المسوحات".

ولم تعلن جهة أو منظمة تبنيها للعمل التخريبي، ولم تتهم العاصمة السورية أي جهة أو منظمة بعينها، مكتفية بوصف الحادث بالإرهابي.

في المقابل يسابق الغطاسون الزمن لإصلاح المرابط الثلاثة من أصل سبعة بعد أن وعد وزير النفط السوري، أن الساعات المقبلة ستشهد عودة هذه الخطوط الى العمل في رسالة بدت كتحدٍ للوقائع الطارئة، بعد معاناة بلغت ذروتها بعد وقف التوريدات النفطية الإيرانية.

بين الحادثة والصيانة

وعلى المقلب الآخر، يستبعد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن يكون الحادث نتج عن عمل تخريبي آخذين بالتشكيك بالرواية الحكومية، مفسرين أن العمل الإرهابي لا بد وان يؤدي حدوثه الى  سماع أصوات انفجارات أو ما شابه، وهذا ما لم يحدث.

 وذهب بعضهم إلى أن تكون هذه المرابط والخطوط تحتاج إلى صيانة ولم تُخَرَّب بفعل فاعل.

الأمر الذي نفاه خبراءٌ فنيون وتفسيرهم أن فرضية نقص الصيانة كانت أدت  الى تسريبٍ في مربط واحد، وليس  بثلاثة مرابط دفعة واحدة مع تفريعاتها وخطوط النقل الواصلة اليها، ومع وجود صور ومقطع فيديو يظهر آثار التخريب.

حاجة السوق

وتعد مصفاة بانياس لتكرير النفط الخام الأولى بالإنتاج، وتقدر طاقتها الإنتاجية سنوياً، في حالتها الطبيعية قبل توقفها عن الخدمة، قرابة 6 ملايين طن متريّ، وتأتي بعدها بالأهمية مصفاة حمص. وتدرس وزارة النفط إقامة مصفاة ثالثة تلبية لحاجات السوق السورية، وسط أزمة نفطية خانقة بلغت ذروتها قبل شهرين عمّت أنحاء المحافظات السورية.

وتحتاج سوريا إلى ما يقدر بين 100 إلى 136 ألف برميل يومياً من النفط الخام لسد الاحتياجات، مع حاجة ماسة للاستيراد، بالأخص بعد خروج حقول النفط عن السيطرة في مناطق شمال شرق البلاد في الجزيرة السوري،ة حيث الحقول هناك تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وتقدر بيانات وزارة النفط أن فاتورة استيراد النفط الخام تصل الى نحو 8.8 مليون دولار أمريكي يومياً.

ويأتي الاستهداف الأخير لخطوط الإمداد البحرية في توقيت حرج لسوريا التي تعاني أصلاً من حصار أميركي خاصة في القطاع النفطي، وحصار أميركي على النفط الإيراني، لم يمنع شحنتين نفطيتين إيرانيتين من الوصول الى سوريا، في الأسبوع الأول من مايو (أيار) الماضي.

المزيد من العالم العربي