حذّرت الوكالة الدولية للطاقة من أن أوروبا يجب عليها اتخاذ خطوات فورية لخفض استهلاكها من الغاز قبل الشتاء، ودعت الحكومات إلى وضع حد لاستخدام مكيفات الهواء والبدء في بيع الغاز للصناعيين من خلال المزادات، وإلا فقد تضطر إلى ترشيد استخدام الغاز في أكثر الأشهُر برودةً.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، الإثنين 18 يوليو (تموز)، إن التخفيضات في الإمدادات الروسية تعني أن الجهود الأوروبية حتى الآن لم تكن كافية، وحثّ الحكومات على "الاستفادة من كل يوم مُتبقٍّ" لملء مرافق تخزين الغاز على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأضاف أنه في حين أن الأسعار المرتفعة قد حدت بالفعل من بعض الاستهلاك، إلا أن "هناك حاجة إلى تخفيضات إضافية كبيرة لإعداد أوروبا لفصل شتاء قاسٍ قادم".
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، وفقاً لـ"فاينانشيال تايمز"، إن التحليل الأخير الذي أجرته الوكالة، التي تعمل كمراقب للطاقة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يشير إلى أن أوروبا بحاجة إلى الحد من الاستهلاك بمقدار 12 مليار متر مكعب من الآن، وحتى بداية موسم التدفئة، أو ما يعادل 130 ناقلة من الغاز الطبيعي المسال المنقول بحراً.
إنذار أحمر
وتأتي دعوة وكالة الطاقة الدولية في وقت من المقرر أن تعلن فيه بروكسل هذا الأسبوع عن خطة لخفض الغاز لفصل الشتاء، والتي ستوصي بإجراءات لدول الاتحاد الأوروبي لخفض استخدام الغاز.
وكانت المفاوضات في شأن الخطة قد استمرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع التركيز عما إذا كان بإمكان المفوضية الأوروبية تنفيذ أهداف تخفيض الغاز الإلزامية للدول الأعضاء، وفقاً لمسؤولين في الاتحاد الأوروبي.
وكتب بيرول في تقرير، "تحركات روسيا الأخيرة لضغط تدفقات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بشكل أكبر، إلى جانب اضطرابات الإمدادات الأخرى الأخيرة، هي إنذار أحمر للاتحاد الأوروبي".
وسافرت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إلى أذربيجان للإعلان عن صفقة غاز، الإثنين، تهدف إلى زيادة شحنات الغاز الطبيعي من الدولة الواقعة في آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي إلى 12 مليار متر مكعب هذا العام، ارتفاعاً من 8.1 مليار متر مكعب في عام 2021.
والخطة هي أن تصل الإمدادات في النهاية إلى 20 مليار متر مكعب "على الأقل" بحلول عام 2027، وفقاً لمسودة مذكرة اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، تصل إلى الاتحاد الأوروبي عبر خط أنابيب ممر الغاز الجنوبي، وهو مشروع مشترك بين بروكسل وباكو افتتح في عام 2018، ويتم توفيره بشكل رئيس من حقول الغاز في بحر قزوين، لكن وكالة الطاقة الدولية قالت إن خطط تنويع الإمدادات من روسيا لن تكون كافية بمفردها هذا الشتاء، وقالت إن أكبر خطوة منفردة يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي، تحقيق هدف تخزين الغاز بنسبة 90 في المئة، وهو المستوى الذي تقول وكالة الطاقة الدولية أن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إليه بحلول موسم التدفئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بيرول، "لا يكفي بشكل قاطع الاعتماد فقط على الغاز من مصادر غير روسية - فهذه الإمدادات ببساطة غير متوفرة بالكميات المطلوبة لتعويض الشحنات المفقودة من روسيا".
وسيكون هذا هو الحال حتى لو تدفقت إمدادات الغاز من النرويج وأذربيجان بأقصى طاقتها، وإذا ظلت عمليات التسليم من شمال أفريقيا قريبة من مستويات العام الماضي، وإذا استمر إنتاج الغاز المحلي في أوروبا في اتباع الاتجاهات الحديثة، وإذا زادت تدفقات الغاز الطبيعي المسال بمعدل قياسي مماثل، كما فعلوا في النصف الأول من هذا العام".
خمس خطوات
ووضع بيرول خمس خطوات قال إنها ستساعد الاتحاد الأوروبي على تحقيق أهدافه، بما في ذلك "وضع معايير وضوابط التبريد" لاستخدام مكيفات الهواء في المنازل والمباني العامة، وحرق الفحم والنفط بدلاً من الغاز لتوليد الكهرباء وإيجاد طرق "لتنسيق" الطوارئ سياسة الغاز بين الأعضاء.
وقال إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أيضاً تقديم "منصات مزادات لتحفيز مستخدمي الغاز الصناعي في الاتحاد الأوروبي على تقليل الطلب" من خلال عملية العطاءات التنافسية.
ووفقًا لمسودة اقتراح اللجنة التي اطلعت عليها الصحيفة، ستضع بروكسل مبادئ توجيهية في شأن الصناعات التي يجب إعطاء الأولوية لها في حالة الإغلاق الكامل لإمدادات الغاز الروسي.