كشف العلماء أن استهلاك كميات صغيرة من الفطر المخدر بوسعه أن يحسن المزاج والصحة العقلية، بحسب دراسة جديدة تقدم دليلاً إضافياً على القدرة العلاجية للجرعات الصغيرة.
وتتبعت الدراسة التي نشرت الشهر الماضي في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" على مدى 30 يوماً 953 شخصاً يتناولون كميات قليلة جداً من مركب سيلوسيبين (وهو المادة الفعالة النشطة في الفطر المخدر) ومجموعة أخرى ضمت 180 شخصاً لم يعتمدوا طريقة الجرعات الصغيرة.
ووجد العلماء الذين كان من بينهم باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا أن الجرعات الصغيرة أظهرت تحسناً ملموساً في المزاج والصحة العقلية وتعاوناً أكبر بين العقل والجسم خلال فترة امتدت على شهر واحد مقارنة بالذين كانوا ضمن المجموعة التي لم تستهلك جرعات صغيرة وشاركت في التقييم نفسه.
بيان المؤلف المشارك زاك والش يقول: "إنها أكبر دراسة شاملة تتطرق إلى هذا النوع من الجرعات الصغيرة من سيلوسيبين حتى اليوم وإحدى الدراسات القليلة التي أجرت اختبارات على مجموعات. تسهم النتائج التي حصلنا عليها والتي تدل على تحسن في المزاج وتراجع عوارض الاكتئاب والقلق والضغط في تزايد الحديث عن القدرة العلاجية للجرعات الصغيرة".
وفي الدراسة، طلب من المشاركين إتمام عدد من التقييمات خلال فترة الدراسة التي امتدت على 30 يوماً والتي راقبت أعراض الصحة العقلية والمزاج والقياسات الإدراكية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما تم الاعتماد على اختبار نقر بالإصبع على الهاتف الذكي ضمن الدراسة بهدف قياس القدرة الحركية التي يمكن استخدامها كمؤشر للاضطرابات التنكسية العصبية (neurodegenerative) بما في ذلك مرض باركينسون.
المؤلف المشارك بول ستاميتس غرد قائلاً، "تحلل هذه الدراسة بالتفصيل الأشخاص الذين يستهلكون جرعات صغيرة من السيلوسيبين، والذين يظهرون تحسناً ملموساً وكبيراً في المزاج والصحة العقلية بعد شهر واحد مقارنة بمراقبة الأشخاص الذين لم يستخدموا الجرعات الصغيرة. بوسع هذه النتائج المثيرة للاهتمام أن تساعد في تصميم التجارب السريرية البشرية".
واعتبر فطر السيلوسيبين المخدر الذي ارتبط بتاريخ طويل من الاستخدام في أوساط بعض مجتمعات الشعوب الأولى، مادة غير شرعية خلال "الحرب على المخدرات" التي قادتها أميركا بيد أن الباحثين يعتبرون أن الاهتمام أخيراً، باستخدام هذه المواد توسع ليشمل الجانب العلاجي من خلال تطبيق الجرعات الصغيرة.
ويقول العلماء، إن هذه الجرعات تكون صغيرة لدرجة أنها لا تتداخل مع الأداء اليومي لوظائف الجسم. ويضيفون أن هذه الجرعات أو الكميات بوسعها أن تتراوح بين 0.1 و0.3 غرام من الفطر المجفف وتؤخذ من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً.
ويشير الباحثون إلى أن فطر السيلوسيبين لا يتسبب بالإدمان وهو نسبياً غير سام أو مضر مقارنة بالتدخين والمواد الأفيونية والكحول.
جوزيف روتمان وهو مؤلف آخر للدراسة، يقول: "تتماشى النتائج التي توصلنا إليها في شأن تعزيز المزاج والصحة العقلية المرتبط بتناول جرعات صغيرة من السيلوسيبين مع الدراسات السابقة المتعلقة بالجرعات الصغيرة من السيلوسيبين وتضيف عليها النتائج المستخلصة من تصميم الدراسة الشاملة والعينة الأوسع من الأشخاص، مما أتاح لنا اختبار دقة التأثيرات من حيث العمر والجنس وصحتهم العقلية".
ولكن، يضيف العلماء أيضاً أن إجراء المزيد من الأبحاث هو أمر ضروري بغية "إرساء بشكل أشد حزماً" طبيعة العلاقة بين الجرعات الصغيرة والمزاج والصحة العقلية وإلى أي مدى تعزى هذه التأثيرات مباشرة إلى تناول السيلوسيبين.
وبسبب التكاليف "الضخمة" وتفشي الاكتئاب والقلق فضلاً عن الأعداد الكبيرة من المرضى الذين لا يتجاوبون بشكل جيد للعلاجات الموجودة. يقول العلماء إن احتمال اعتماد مقاربة أخرى عبر الجرعات الصغيرة لمعالجة هذه الاضطرابات تستوجب "دراسة حقيقية".
© The Independent