Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الحرية والتغيير" تلقي الكرة في ملعب "العسكري" بموافقتها على المبادرة الإثيوبية

"تجمّع المهنيين" وافق على الرغم من بعض التحفظات... والوساطة تحصل على دعم الصادق المهدي

قياديون في قوى الحرية والتغيير يتوسطهم بابكر فيصل ليتلو إعلان الموافقة على المبادرة الإثيوبية (أ. ف. ب.)

التقى الوسيط الإثيوبي محمود درير مساء السبت المجلس العسكري الانتقالي بالعاصمة السودانية الخرطوم، من دون أن يأخذ موافقته وقبوله المبادرة التي وُجهت إلى طرفي الأزمة السياسية (المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير) الخميس الماضي، وفق ما أفادت مصادر مأذونة لـ "اندبندنت عربية".
ولم تقطع المصادر الشك حول ما إذا كان "المجلس العسكري الانتقالي" متحفظاً على بعض بنود المبادرة أم لا، مؤكدةً أن ما يفسر هذا الاتجاه، هو طلب الوسيط الإثيوبي من "قوى إعلان الحرية والتغيير" تأجيل الاجتماع المقرر بينهما بعد ساعات من لقائه "المجلس العسكري" مساء السبت. كما عقد الوسيط الإثيوبي أيضاً لقاءً مع زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي الذي أبدى موافقته على وثيقة المبادرة.

 

 
"ملبية للتطلعات"
 
وأكد وزير الخارجية السابق والقيادي في "قوى الحرية والتغيير" السفير إبراهيم طه أيوب لـ "اندبندنت عربية"، أن "مكونات الحرية والتغيير التي تضم أكثر من 40 تنظيماً سياسياً ومهنياً بما فيها تجمع المهنيين السودانيين، أبدت موافقتها على وثيقة إعلان المبادئ التي تضمنتها المبادرة الإثيوبية من دون أي تحفظ على بنودها"، معترفاً بأن "تجمّع المهنيين كانت لديه تحفظات على مسائل إجرائية ولكنه وافق في نهاية المطاف على الوثيقة بشكلها المطروح"، لافتاً إلى تطابق وجهات النظر حول هذه المبادرة بين مكونات "قوى إعلان الحرية والتغيير" التي درست بنودها مجمعةً على أنها "ملبية للتطلعات"، فضلاً عن أنها "تمثل مخرجاً مناسباً للأزمة التي عطلت المسار السياسي الرامي لتشكيل حكومة مدنية تدير شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية المحددة بـ3 سنوات والتي كما هو متفق عليه داخل قوى الحرية والتغيير ستتألف من كفاءات وطنية غير سياسية".
وأشار أيوب إلى أن "قوى إعلان الحرية والتغيير" تنتظر لقاءها مع الوسيط الإثيوبي اليوم الأحد لتسليمه موافقتها النهائية على المبادرة، معرباً عن أمله بأن "تسير الأمور في اتجاه الحل السياسي من خلال الدفع بالمبادرة الإثيوبية نحو الأمام لخلاص البلاد من حالة التأزم والتشظي، التي كانت مسيطرة على الوضع طيلة الفترة الماضية"، متوقعاً أن تشمل الخطوة المقبلة في حال أخذ الوسيط الإثيوبي موافقة الطرفين على المبادرة استكمال المفاوضات المباشرة بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير على بقية النقاط المتعلقة بصلاحية مجلس السيادة وغيرها من القضايا العالقة والتي، بحسب رأيه، "لن تكون موضع خلاف إذا ما حسنت النوايا وتجرد الجانبان من حالة التشكيك".

 

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


 
توقيع وثيقة
 

 

وبحسب الترتيبات فإن التوقيع النهائي على وثيقة المبادرة إذا ما توصل طرفا الأزمة السودانية إلى تفاهمات خلال الأيام المقبلة من خلال استئناف التفاوض، سيحضره عدد من زعماء الدول المجاورة في مقدمهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وممثلون لدول صديقة، برعاية الاتحاد الأفريقي، ما من شأنه أن ينهي صراعاً كاد أن يقود السودان إلى نفق مظلم.
 
الالتزام بالاتفاقات
 

تجدر الإشارة إلى أن المبادرة الإثيوبية لحل الأزمة السودانية تتضمن الالتزام بما اتُفق عليه سابقاً بشأن المجالس الثلاثة (السيادة والوزراء والتشريعي)، على أن يتم تشكيل مجلس سيادة من 15 عضواً يكون مناصفةً بين الجانبين (7+ 7) وأن يكون العضو الخامس عشر شخصيةً قومية مستقلة مدنية، بينما تكون الرئاسة دورية بمعدل 18 شهراً لكل طرف. ويضم مجلس الوزراء التنفيذي 17 حقيبة وزارية تشغلها شخصيات من التكنوقراط يتم ترشيحها بمعيار الكفاءة، فضلاً عن المجلس التشريعي المحدد بـ 150 عضواً، حيث سيكون نصيب قوى الحرية والتغيير 67 في المئة منه والقوى السياسية الأخرى 33 في المئة.
واندلعت هذه الأزمة عقب فض اعتصام القيادة العامة الذي راح ضحيته أكثر من 100 محتج من الثوار السودانيين، ما أدى إلى تعليق المفاوضات بين "العسكري الانتقالي" و"قوى الحرية والتغيير"، التي طالبت باعتراف "المجلس العسكري" بمسؤوليته عن فض الاعتصام وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه القضية، فضلاً عن جملة اشتراطات ومطالبات أخرى، في حين علّق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان مطالباً بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
ويُفترض أن عدم قبول المجلس العسكري المبادرة الإثيوبية أو تباطؤه وتلكؤه، سيضعه أمام احتمال فرض عقوبات بحلول 30 يونيو (حزيران) الحالي، كان أعلن عنها الاتحاد الأفريقي، فضلاً عن ملاحقة أعضائه وعدم التعامل معهم ما سيجعلهم معزولين عن المجتمع الدولي والدوران في ذات حلقة النظام السابق.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي