Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران ترى نتائج "واعدة" لمحادثاتها مع السعودية

طهران تقول إن تأخير الجولة السادسة مع الرياض كانت بهدف اتخاذ خطوات أكبر نحو الأمام

أجرى البلدان خمس جولات من المحادثات سعياً إلى تسوية خلافاتهما الإقليمية (اندبندنت عربية)

تزامناً مع جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، الـ 13 من يوليو (تموز)، إلى منطقة الشرق الأوسط، أظهر النظام الإيراني اهتماماً متزايداً بدفع علاقاته المتوترة مع السعودية نحو آفاق أفضل، بعد أشهر من تعليق المحادثات المبدئية بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران والرياض مهتمتان بإجراء مزيد من المحادثات، وإن "تأخير عقد الجولة المقبلة (السادسة) من المحادثات الإيرانية - السعودية يعزى إلى مساع لاتخاذ خطوة مهمة نحو الأمام خلال اجتماع بغداد المقبل"، واصفاً المحادثات السابقة بـ "الواعدة"، على الرغم من تقليل الرياض من أهميتها.

دور الوسيط

وأجرى البلدان خمس جولات من المحادثات سعياً إلى تسوية خلافاتهما الإقليمية، في حين لعب العراق دور الوسيط بينهما منذ أولى جلسات الحوار في أبريل (نيسان)2021.

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أعرب عن أمله خلال زيارة لطهران منتصف أبريل (نيسان) الماضي بأن "نصل إلى مراحل أخرى من هذا الحوار، وننقله من حوارات مغلقة أو سرية أو حوارات على المستوى الأمني إلى حوارات دبلوماسية وعلنية".

لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ربط في وقت سابق التقدم في الحوار مع إيران بوجود "رغبة جدية في وقف التصعيد" والعمل على منطقة أكثر استقراراً.

وقال في حينه، "على الرغم من غياب تقدم جوهري فإن هناك إمكانات كبيرة من أجل التقدم إلى الأمام، وهذا بالتأكيد يتطلب من إيران وجود رغبة جدية في التصدي للقضايا القائمة، ونحن نأمل بأن تكون هناك رغبة جدية في إيجاد مقاربة، فالسعودية مهتمة بعلاقة إيجابية مع إيران بما يقدم الفوائد لكلا البلدين".

وتظهر التصريحات الإيرانية حرص طهران على تطبيع العلاقات مع السعودية بدرجة حرصها نفسها على عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، وبحسب أقوال لمحللين فإن إيران تريد أن تخرج من العزلة وكونها مصدراً للتوترات الإقليمية، فضلاً عن فتح فرص تجارية جديدة مع الدول الخليجية والغربية التي قلصتها العقوبات الأميركية.

تعثر الاتفاق النووي

وتأتي الزيارة الأميركية إلى الشرق الأوسط في ظل جمود يهيمن على محادثات إحياء اتفاق عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى (روسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا)، في شأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، وقد عقدت ست جولات من المحادثات في شأن الاتفاق النووي في فيينا، وقد تعثرت المحادثات غير المباشرة بينهما أواخر يونيو (حزيران).

وتعارض السعودية التي لديها تحفظات على برنامج إيران النووي باستمرار تجديد خطة العمل الشاملة المشتركة من دون أن تحمل ضمانات تدفع إيران نحو كف أنشطتها التخريبية في الإقليم.

وفي غضون ذلك نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الرئيس إبراهيم رئيسي أن "طهران لن تتراجع عن موقفها"، معتبراً أن "الأميركيين يقولون إنه يتعين على إيران العودة للاتفاق النووي، غير أن الجمهورية الإسلامية لم تنسحب من الاتفاق مطلقاً بل إن واشنطن هي التي انتهكت المعاهدة"، بحسب تعبيره.

قلق إيراني

إلى ذلك، قدمت طهران تحديثاً في شأن وضع المحادثات مع الرياض في وقت يصل فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل في مستهل جولة إقليمية، وكلا البلدين حليفان للولايات المتحدة في حين أن إيران خصم قديم لواشنطن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقطعت طهران والرياض علاقاتهما العام 2016، لكنها توترت أكبر بعد إقرار إيران بدعم مليشيات الحوثي اليمنية التي تستهدف الرياض والمدن السعودية بالصواريخ والمسيّرات، فضلاً عن المدن اليمنية الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، على الرغم من انقلاب الحوثي عليها وسيطرته على صنعاء.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، "استنتاجنا أن المفاوضات مع السعودية كانت إيجابية، والطرفان مهتمان بمواصلة اللقاءات".

وكان وزير الخارجية السعودي قد قال في مايو (أيار) الماضي إن هناك بعض التقدم في المحادثات مع إيران بوساطة عراقية، لكنه ليس كافياً.

ويعتقد محللون سياسيون مثل طوني فرنسيس أن زيارة الرئيس بايدن تسببت في قلق وتوتر لإيران، وزادت منسوب عدوانيتها، فلم تكتف بالتمسك بسياستها الإقليمية وبرنامجها الصاروخي اللذان أديا إلى فشل المفاوضات، بل عادت لأسلوب الابتزاز عبر الرهائن، وهو ما تتقنه منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وفي حملتها المتجددة عشية وصول الرئيس الأميركي إلى السعودية، زعمت عبر تقرير لوكالة "أنباء فارس" الرسمية أن أميركا تتبع مع إيران منذ عهد باراك أوباما "استراتيجية الالتفاف والتغلغل".

وأضاف الكاتب، "أميركا في السعودية أمر تخشاه إيران فعلياً، ولن يجدي نفعاً في إخفاء قلقها إشادة ولايتي "بجهود الحكومة العراقية في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات