قالت خدمات الطوارئ إن عدد قتلى الهجوم الصاروخي الروسي الذي أصاب مبنى سكنياً من خمس طبقات في شرق أوكرانيا ارتفع إلى 26 اليوم الاثنين وما زال رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى ناجين تحت الأنقاض.
وقالت الخدمة إن رجال الإنقاذ على اتصال صوتي بشخصين محاصرين تحت أنقاض المبنى الواقع في بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك التي تعرضت للقصف في وقت متأخر من مساء يوم السبت.
وأضافت "بحلول الساعة 08:45 يوم 11 يوليو (تموز)... لقي 18 شخصاً حتفهم وتم إنقاذ ستة من تحت الأنقاض وإزالة حوالي 137 طناً من الحطام".
ويُخشى أن يكون أكثر من 20 آخرين محاصرين بعد أن ضربت صواريخ روسية من طراز أوراجان المبنى.
كما أبلغت أوكرانيا عن اشتباكات مع القوات الروسية على جبهات قتال في الشرق والجنوب، بينما قالت موسكو إن قواتها قصفت حظائر الجيش الأوكراني التي تخزن مدافع هاوتزر إم 777 أميركية الصنع، بالقرب من كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك.
وقال حاكم دونيتسك بافلو كيريلينكو إن المبنى السكني الذي تم قصفه مساء السبت يقع في بلدة تشاسيف يار. وأفادت خدمة الطوارئ الإقليمية بأن عدد القتلى بلغ 15 بعد ظهر الأحد.
وقال كيريلو تيموشينكو نائب رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني على تلغرام إنه تم إنقاذ ستة أشخاص من تحت الأنقاض في تشاسيف يار وإن 23 شخصاً، من بينهم طفل، مازالوا تحت الأنقاض.
قصف على خاركيف
وقال الحاكم المحلي إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 31 اليوم الاثنين في قصف روسي لمدينة خاركيف الواقعة في شمال شرق أوكرانيا.
وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، عبر تيليغرام إن القصف أصاب البنية التحتية المدنية بما في ذلك عقار تجاري وورشة لإصلاح الإطارات.
وأضاف أن هذه "أماكن ليست لها أهمية عسكرية"، مشيرا إلى أن طفلا يبلغ من العمر أربعة أعوام من بين عشرات من المصابين نُقلوا إلى المستشفى.
وقال حاكم المنطقة أوليه سينهوبوف "سقطت عدة قذائف على ساحات المنازل. ودمرت أيضا مرائب وسيارات واندلعت عدة حرائق".
وأضاف أنه في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، أصاب قصف منفصل مدرسة ومبنى سكنيا وانتشلت فرق الإنقاذ مسنة تبلغ من العمر 86 عاما من تحت الأنقاض. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى.
قتال من أجل الأرض
وقال أندري يرماك مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في منشور على تلغرام، إن الضربة كانت "هجوماً إرهابياً آخر"، وإنه يجب تصنيف روسيا على أنها "دولة راعية للإرهاب" نتيجة لذلك. وتنفي روسيا، التي تقول إنها تنفذ "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا، تعمد استهداف المدنيين.
وتضم منطقة دونباس إقليمي لوغانسك ودونيتسك، وهي المنطقة الصناعية في شرق أوكرانيا التي أصبحت أكبر ساحة معارك في أوروبا منذ عقود. وتريد روسيا انتزاع السيطرة على دونباس لصالح الانفصاليين الذين تدعمهم.
وتقول موسكو إن طرد الجيش الأوكراني من المنطقة أمر مهم لما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" لضمان أمنها، وهو هجوم مستمر منذ أكثر من أربعة أشهر ويصفه الغرب بأنه عدوان لا مبرر له.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية هاجمت مواقع أوكرانية قرب بلدة سلوفيانسك في دونيتسك لكنها اضطرت للانسحاب.
وقال سيرهي غايداي حاكم إقليم لوغانسك إن القوات الروسية تتجمع في منطقة قرية بلوهوريفكا على مسافة 50 كيلومتراً شرقي سلوفيانسك. وأضاف على تطبيق تلغرام "العدو ... يقصف المناطق السكنية المجاورة ويشن هجمات جوية لكنه لا يزال غير قادر على احتلال إقليم لوغانسك بكامله على نحو سريع".
وأعلنت روسيا سيطرتها على إقليم لوغانسك بالكامل في مطلع الأسبوع. ونقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤولين انفصاليين قولهم يوم الأحد إن الجيش الأوكراني يقصف دونيتسك باستخدام مدافع عيار 155 ملم منذ الصباح مما أسفر عن إصابة اثنين من السكان.
وفي الجنوب، قالت قيادة الجيش الأوكراني إن القوات أطلقت الصواريخ ونيران المدفعية على مواقع روسية منها مستودعات ذخيرة في منطقة توشرنوبيافكا.
وحثت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك المدنيين في منطقة خيرسون التي تحتلها روسيا يوم الأحد على إخلاء المنطقة بسرعة مع استعداد القوات الأوكرانية لشن هجوم مضاد هناك ولم تحدد موعد القيام بهذه العملية.
وقالت في التلفزيون الأوكراني "أعرف على وجه اليقين أنه لا ينبغي أن يكون هناك نساء وأطفال وألا يصبحوا دروعاً بشرية".
"خيبة أمل"
من جانب آخر، عبرت وزارتا الطاقة والخارجية الأوكرانيتان الأحد عن "خيبة أملهما الشديدة" إزاء قرار كندا تسليم توربين روسي، خضع للصيانة في منشأة في كندا يعود لشركة سيمنز الألمانية، إلى ألمانيا.
ويعد التوربين ضرورياً لتشغيل خط أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم 1) الذي تستخدمه شركة غازبروم الروسية لإمداد ألمانيا بالغاز الطبيعي.
ودعت الوزارتان، في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الطاقة، الحكومة الكندية إلى العدول عن قرارها. وذكر البيان أن إعادة التوربين ستكون بمثابة تعديل العقوبات المفروضة على موسكو "بما يتوافق مع أهواء روسيا".