Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الموريتانيات يزاحمن الرجال في المهن الصحية بفضل كورونا

الجائحة أظهرت تميز الفتيات العاملات في المجال الطبي ويحلمن بإدارته كلياً

أسهمت النظرة الاجتماعية التقليدية في المجتمع الموريتاني إلى تكريس المعتقد السائد بعدم جدوى عمل المرأة (أ ف ب)

قبل عقود قليلة مضت لم يكن مشهد فتاة تعمل في مستشفى أمراً مألوفاً ولا مستساغاً في الذهنية الموريتانية، لكن الحال تغيرت اليوم، فحواء أصبحت جراحة بغرف العمليات وطبيبة تكشف على مرضاها في أعرق المراكز الصحية، وبالطبع صارت ممرضة وفنية مختبرات بمختلف النقاط الصحية في بلد تتجاوز نسبة السيدات أكثر من نصفه.

وفرضت التغيرات المجتمعية العميقة وتحول المجتمع إلى المدنية ضرورة تغيير العقليات التي طالما كبلت المرأة الموريتانية، ومنذ نهاية الألفية ولجت الفتيات الموريتانيات وبنسب كبيرة معترك العمل الصحي، وتقول أمينة النساء في الاتحاد العام للعمل والصحة زينب بنت الشيخ يب، إن "هناك إقبالاً كبيراً للفتيات على دخول المجال الصحي بصفة عامة من طب عام وتخصص القبالة والتمريض".

وترجع النقابية زينب هذا الاهتمام من قبل الفتيات "إلى حنان المرأة وعاطفتها وميولها الفطرية إلى خدمة الإنسان بصفة عامة، كما أن معيار دخول مدارس التمريض المشروط بالحصول على شهادة ختم الدروس الإعدادية يسهل على الفتاة الحصول على فرصة امتهان التمريض الذي تمارسه الفتيات بكثرة".

السوق هو الفيصل

وبحسب الممرضة الاجتماعية عائشة أحمد صمب فقد "اختارت مهنة التمريض لمساعدة المرضى وعائلاتهم في الأوقات الصعبة والفضل يعود لأسرتي".

ويفضل المستثمرون في القطاع الصحي الخاص تشغيل الفتيات، ويوضح محمد الأمين مسير عيادة خاصة بالعاصمة نواكشوط أن "معظم الفتيات مجدات ويمارسن عملهن بكثير من الصبر والإخلاص".

وأسهمت النظرة الاجتماعية التقليدية في المجتمع الموريتاني إلى تكريس المعتقد السائد بعدم جدوى عمل المرأة، إلا أن ضغوط الحياة وإكراهات الواقع دفعت بمئات الفتيات لكسر هذه الصورة والاندماج في الحياة النشطة، وذلك من بوابة المهن الطبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب الممرض أحمد متروش فإن "الفتيات تجاوزن هذه النظرة، والدليل أنه خلال سنوات دراستي في مدرسة الصحة في مدينة كيفة كان عدد طلاب فصله 117 طالب تمريض بينهم 20 شاباً فقط والباقي من الفتيات".

امتحان كورونا

وزادت السياسيات الحكومية خلال السنوات الأخيرة من وجود الفتيات الموريتانيات في المصالح الطبيبة، واعتمدت تلك السياسات على معيار التمييز الإيجابي الذي بفضله تم قبول الفتيات بمدارس الصحة واعتماد مبدأ تفضيلهن في التوظيف.

وأثناء جائحة كورونا تميزت الفتيات الموريتانيات العاملات في مجال الصحة، إذ باشرن العمل في مصالح المستعجلات وقضين أوقاتاً صعبة في فترة ذروة الجائحة، وهو ما اعتبره المراقبون للشأن الصحي نجاحاً للمرأة في امتحان إثبات الذات الذي تخوضه الفتاة العاملة بمجال الصحة.

مطالب معلقة

وترتفع مطالب حواء لتمكينها أكثر في المجال الذي ترى النقابية زينب أن النساء "يمثلن النسبة الأكبر فيه وتوجد فيهن الكفاءة العلمية والتسييرية".

وتتولى سيدات مناصب قيادية في القطاع الأكثر أهمية من بينها مستشفى الأمومة والطفولة والأمينة العام لوزارة الصحة ومصالح مركزية بالقطاع الذي تحلم حواء بإدارته بشكل كلي.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات