Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنس جابر... رياضية تونسية حولت رياضة أرستقراطية إلى شعبية

سلطت إنجازاتها الضوء على تلك اللعبة وباتت محط اهتمام مختلف شرائح الشعب

أصبحت مواعيد مباريات أنس جابر في الدورات العالمية أمراً مهماً بالنسبة لأصحاب المقاهي في تونس (اندبندنت عربية)

لم يكن ممكناً قبل سنوات قليلة، مشاهدة شيء سوى مباريات كرة القدم في المقاهي الشعبية في تونس، لكن بفضل نجاحات نجمة كرة المضرب أنس جابر، أصبحت كل مبارياتها في الدورات العالمية تبُث مباشرة في أغلب مقاهي تونس، حيث تجري متابعتها بكل اهتمام.
ويقول ماهر، وهو صاحب مقهى بمنطقة العمران في العاصمة التونسية، "أصبحت مواعيد مباريات أنس جابر في الدورات العالمية أمراً مهماً بالنسبة لنا لاستقبال زبائننا الشغوفين بإنجازاتها". ويضيف، "حقيقة قبل سنوات لم أكن أتوقع حتى في الأحلام أن تصبح كرة المضرب من الرياضات التي يتابعها الجميع وبخاصة في المقاهي، لكن بفضل أنس جابر أصبح التونسيون يتابعون هذه الرياضة ويتقنون حتى قوانينها التي كانت مجهولة لدى الأغلبية".

محطة مهمة

أنس جابر أو كما يحلو للتونسيين وصفها بـ"وزيرة السعادة"، ألهمت الأطفال في بلدها فتهافتت بعض العائلات لتسجيل أطفالها في نوادي كرة المضرب أو التنس التي انتشرت حتى في بعض الأحياء الشعبية.
وتقول الطفلة أسيل (7 سنوات)، إنها تحب أنس جابر، وتتمنى أن تكون مثلها، مضيفة أن والدتها اشترت لها ولشقيقتها مضرباً وكرة صفراء للعب معاً.
من جهتها، تقول أم أسيل، إنها سجلت ابنتيها في نادٍ للتنس خلال عطلة الصيف، معتبرة أن "هذه الرياضة التي كانت حكراً على فئة معينة، أصبحت اليوم متاحة للجميع". ودعت العائلات التونسية إلى تسجيل أولادهم في هذه الرياضة التي ترى أنها "راقية وتسهم في بناء شخصية جيدة وهادئة خصوصاً للأطفال".


لكن تبقى هذه الرياضة التي انتشرت شعبياً في تونس، برأي مهتمين بالشأن الرياضي، مهمشة من قبل الدولة على الرغم من النجاحات وتاريخها العريق في البلاد. 

في السياق، صرح الرئيس السابق للجامعة التونسية للتنس، محرز بوصيان، بأن "تاريخ لعبة كرة المضرب في تونس يعود إلى عهد الاستعمار، وذلك في عام 1923"، مضيفاً "وتُعتبر دورة تونس الدولية المفتوحة التي تأسست سنة 1982 تحت إدارة الراحل محمد بن إسماعيل، محطة مهمة في تاريخ هذه الرياضة التي ميزت تونس عن كل الدول العربية".

وتابع بوصيان، "شارك في هذه الدورة الدولية أكبر وأفضل لاعبي التنس في العالم، وهي متواصلة إلى حد اليوم على الرغم من انقطاعها لسنوات".
وأشار إلى أنه "قبل أنس جابر عرفت تونس لاعبة أخرى من طراز عالمي، وهي سليمة سفر التي لعبت في  أواخر التسعينيات ورفعت راية تونس عالياً".
من جهة أخرى، يرى بوصيان أن "رياضة المضرب مهمشة من قبل الدولة"، موضحاً أنه "لا وجود لبرامج واضحة ومستقبلية لاستثمار نجاحات تونس في هذه الرياضة. يجب التفكير في مرحلة ما بعد أنس جابر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أن "رياضة التنس في تونس لا تقتصر على فئة اجتماعية معينة، بل هي رياضة متاحة للجميع، بدليل وجود عدة نوادٍ في المحافظات وبعض المناطق الداخلية".

اهتمام متزايد

وتشهد لعبة كرة المضرب في تونس اليوم طفرة من حيث تزايد اهتمام الناس بها. وعلق الصحافي وسام حمدي في تدوينة له عن أنس جابر، "مرأة حوّلت رياضة أرستقراطية إلى شعبية"، مواصلاً أن "أنس جابر ليست نصف المجتمع بل هي المجتمع كله... ببساطة هي كل شيء، هي أحب إنسانة للشعب كيف لا وهي التي جعلت من رياضة أرستقراطية، رياضة شعبية يتابعها الجميع".

ومنذ تتويج أنس جابر بدورة فرنسا المفتوحة للشابات- إحدى الدورات الأربع الكبرى- خلال صيف عام  2011، تزايد اهتمام تونس بهذه الرياضة، ووضع الاتحاد المحلي للعبة مشروعاً يهدف إلى بلوغ مراتب مشرفة فيها.
وحظيت تونس بشرف تنظيم واحدة من أبرز بطولات التنس النسائي حول العالم، مستفيدة من نجاح أنس جابر في السنوات الماضية، وما حققته من نتائج مبهرة في عالم "الكرة الصفراء"، حيث ستحتضن تونس لأول مرة بطولة دولية من فئة 250 نقطة، تحت اسم "دورة الياسمين" وستضم عدداً كبيراً من نجمات التنس في العالم وتحديداً من المراكز العشرين أو الثلاثين الأولى في التصنيف الدولي.

وتقام تلك البطولة في الأسبوع الأخير من يوليو (تموز) الحالي، بانتظار الإعلان عن المواعيد المحددة لإقامة المنافسات.
وقالت رئيسة الاتحاد التونسي للتنس، سلمى المولهي، إن "الاتحاد الدولي لكرة المضرب قرر منح تونس شرف احتضان البطولة، بفضل النجومية الكبيرة التي تحظى بها النجمة أنس جابر، لذلك فإن أنس ستقوم بنفسها بدعوة اللاعبات للمشاركة في المسابقة، وستكون صديقاتها إلى جانبها في البطولة، مثل الأميركية سيرينا ويليامز وغيرها من النجمات".
وقال وزير الشباب والرياضة التونسي، كمال دقيش، إن "الإنجاز الذي حققته أنس جابر ببلوغها نهائي دورة ويمبلدون، سيخلده التاريخ"، معتبراً أن "مَن أطلق عليها لقب وزيرة السعادة لم يكن مخطئاً".

المزيد من رياضة