تم الكشف عن تفاصيل فضيحة "وول بايبر غيت" (Wallpapergate) الشهيرة المتعلقة بتجديد شقة بوريس جونسون، التي رأى بعض المراقبين أنها ترسم بداية نهاية رئيس الوزراء.
فقد حصلت صحيفة "اندبندنت" على نسخة مسربة من فاتورة تجديد شقة رئيس الوزراء في داونينغ ستريت والتي تخطت تكلفتها 200 ألف جنيه استرليني (240 ألف دولار).
وتضمنت الأمتعة التي اقترحتها على بوريس جونسون وزوجته كاري مصممةُ الديكور الشهيرة لولو ليتل، عربة لنقل الشراب ثمنها 3675 جنيهاً استرلينياً (4410 دولارات) والتي قيل إنها تشبه تلك التي كان يملكها في باريس راقص الباليه الشهير رودولف نورييف فضلاً عن ورق جدران "ذهبي" بقيمة 2260 جنيهاً استرلينياً (2712 دولاراً) والتي اشتكى جونسون سراً من قيام زوجته بشرائها.
وتضمنت الفاتورة أيضاً أريكتين تخطت قيمتهما 15 ألف جنيه استرليني (18 ألف دولار)، فيما تم إنفاق 3 آلاف جنيه استرليني (3600 دولار) على طلاء ممر الشقة، فيما شكل مفرش طاولة المطبخ القطعة الأقل ثمناً، إذ تم شراؤه مقابل 500 جنيه استرليني (600 دولار).
وبلغت التكلفة التقديرية لأعمال البناء التي شملت صقل الألواح الأرضية بالرمل وأعمال الطلاء والديكور وتركيب المفروشات الجديدة والتجهيزات 30 ألف جنيه استرليني (36 ألف دولار).
ومن شأن التسريب من مكتب رئاسة الوزراء أن يعيد فتح باب الجدل الطويل المتعلق بإعادة التجديد المترفة والفخمة لشقة آل جونسون الواقعة في داونينغ ستريت.
وجرى إرسال التكلفة التقديرية التي بلغت 208104 جنيهات استرلينية (نحو 250 ألف دولار) إلى مكتب رئاسة الحكومة في أوائل عام 2020، والذي رصد ميزانية سنوية بلغت 30 ألف جنيه استرليني (36 ألف دولار) لتجديد شقة رئيس الوزراء الرسمية في داونينغ ستريت في أولى مراحل العمل.
في الواقع، تم تمويل باقي التكلفة بشكل سري عبر اللورد براونلو وحزب المحافظين إلى أن تم كشف النقاب عن الفضيحة وطلب من جونسون تسديد التكلفة من ماله الخاص.
وتظهر الفاتورة المسربة بأن الزوجين جونسون طلبا "عربة نورييف" بقيمة 3675 جنيهاً استرلينياً والتي قيل إنها "مستوحاة من عربة شراب فرنسية تعود إلى الأربعينيات والتي كان يملكها راقص الباليه الشهير رودولف نورييف".
كما أنفق الزوجان 15,120 جنيهاً استرلينياً على أريكتين (إضافة إلى مبلغ 2880 جنيهاً استرلينياً (2456 دولاراً) على قماش التنجيد) و11,280 جنيهاً استرلينياً (13537 دولاراً) على ثمانية كراسي لطاولة الطعام و7 آلاف جنيه استرليني (8400 دولار) على سجادة و4200 جنيه استرليني (5040 دولاراً) على "كرسي الجناح" و3800 جنيه استرليني (4560 دولار) على مرآة أثرية علقت في الممر، وألف جنيه استرليني (1200 دولار) على طاولة تلفاز للمطبخ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت الفاتورة المسربة التي تم إرسالها من شركة "سون بريطانيا" التي تملكها ليتل بأن آل جونسون طلبا مصباحاً لغرفة الرسم بقيمة 6 آلاف جنيه استرليني (7200 دولار) مع دفع 2500 جنيه استرليني (3 آلاف دولار) لغطاء المصباح.
وعلى الرغم من إطلاق تسمية "وول بايبر غيت" (فضيحة ورق الجدران) على الفضيحة، ففي الواقع تبلغ تكلفة الأقمشة أكثر بكثير من ديكور الجدران.
وبلغت تكلفة السلعة الأغلى على فاتورة ورق الجدران 2260 جنيهاً استرلينياً (2712 دولاراً) مقابل 10 لفات من ورق الجدران بتصميم "الدالية المربعة" (Espalier Square design) والتي استخدمت للمدخل.
وبحسب ما ورد على موقع شركة "سون بريطانيا"، "تتصور المصممة ليتل أن هذا التصميم يعكس التأثير الشامل لأشجار الفاكهة التي تشكل أنفاقاً وعرائش في حديقة مطبخ مستوحى من القرن التاسع عشر".
وعلى الرغم من أن ورق الجدران بتصميم "الدالية" يوصف بأنه "كتان زمردي وحجري" من حيث اللون فإنه يمكن أن يبدو ذهبياً تحت إضاءة معينة، ويبدو أن هذا كان السبب وراء إطلاق جونسون لملاحظته الغاضبة بأن زوجته "تنفق الآلاف على ورق جدران ذهبي".
وبلغت تكلفة فاتورة أقمشة التنجيد والستائر 21280 جنيهاً استرلينياً (25500 دولار) بما في ذلك 3200 جنيه استرليني (3840 دولاراً) على "32 متراً من قماش بطبعات نبتة الخنشار الحمراء" لستائر غرفة الطعام.
واضطر جونسون في يناير (كانون الثاني) إلى الاعتذار لأنه أخفى عن مستشار الأخلاقيات السابق في وايتهول اللورد جايدت رسائل متبادلة بينه وبين اللورد براونلو الذي أسهم بأكثر من 50 ألف جنيه استرليني (60 ألف دولار) في عملية تجديد الشقة.
وفي التقرير الذي أعده اللورد جايدت في ما يتعلق بإعادة تجديد الشقة في مايو (أيار) 2021، قال المستشار السابق، إن جونسون أخبره بعدم علمه أن اللورد براونلو دفع المال قبل صدور التقارير الإعلامية التي أشارت إلى هذا الأمر في مطلع العام الحالي.
بيد أن تحقيقاً منفصلاً أجرته الهيئة الرقابية للجنة الانتخابية كشف أن جونسون أرسل رسالة للورد براونلو عبر تطبيق "واتساب" تطرقت إلى أعمال تجديد الشقة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وكان اللورد جايدت الذي استقال من منصبه الشهر الماضي، وبخ رئيس الوزراء لعدم كشف عنه الرسائل النصية ولكنه لم يغير حكمه الأساسي بأن جونسون لم ينتهك قواعد السلوك الوزارية.
وبرزت تقارير في عام 2021 تفيد بأن مكتب رئاسة الحكومة تحمل تكلفة التجديد وسددت مسبقاً من قبل حزب المحافظين. وبعد الكشف عن الفضيحة، أعيد المال إلى مقر الحزب ووافق جونسون على تسديد الفاتورة مع أنه ليس واضحاً من أين حصل على مبلغ 178 ألف جنيه استرليني (213 ألف دولار) بينما دفع مكتب رئاسة الوزراء حصته البالغة 30 ألف جنيه استرليني من أعمال التجديد.
يشار إلى أن جونسون وزوجته والمصممة ليتل رفضوا جميعاً التعليق.
© The Independent