Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سينعكس ترشح ترمب للرئاسة في 2024 على انتخابات الكونغرس؟

الجمهوريون يخشون من تحول تركيز الناخبين على سيد البيت الأبيض السابق بدلاً من بايدن

يخشى القادة الجمهوريون في الكونغرس من أن يؤدي إعلان ترمب ترشحه لانتخابات الرئاسة في 2024 إلى تحول انتخابات التجديد النصفي إلى معركة حول مزاعمه بأنه فاز في انتخابات الرئاسة عام 2020 (رويترز)

فيما أكدت صحف أميركية أن الرئيس السابق دونالد ترمب يخطط للإعلان، هذا الصيف، عن انطلاق حملة ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2024، قبل وقت طويل مما أشار إليه سابقاً، حذر مراقبون من أن هذا القرار ستكون له تداعيات قوية على استراتيجية الجمهوريين لاستعادة الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فما طبيعة هذه التداعيات، وكيف يمكن أن تؤثر على نتيجة الانتخابات؟

خلط الأوراق

قبل أسابيع عدة، عندما بدأت المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة تسوء، أوضح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وزعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي، أنهما يريدان أن تكون انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 بمثابة استفتاء على الرئيس جو بايدن وكيفية تعامله مع التضخم والاقتصاد، لكن يبدو أن هذه الاستراتيجية ستواجه كثيراً من المشكلات إذا أعلن ترمب عن خططه للترشح للرئاسة للمرة الثالثة في صيف أو حتى خريف العام الحالي، قبل موعد الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر المقبل.

وبحسب العديد من الاستراتيجيين المخضرمين في الانتخابات، فإن الانطلاق المبكر لحملة ترمب من شأنه أن يخلط الأوراق ويغير الحسابات، ذلك أنه من المرجح بشكل كبير أن يمنح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر والديمقراطيون الآخرون بشكل عام، فرصة ذهبية لأن تكون انتخابات نوفمبر، استفتاء على ترمب بدلاً من بايدن. ويشير هؤلاء الاستراتيجيون الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء إلى أن ترمب سيوفر أيضاً دفعة من الطاقة والتحفيز لقاعدة الناخبين الديمقراطيين المحبطة التي تشعر الآن بحماسة أقل من الجمهوريين في شأن التصويت في انتخابات التجديد النصفي.

تشتيت الانتباه

ويشير ويت آيريس، وهو خبير جمهوري في مجال استطلاعات الرأي لموقع "ذا هيل"، إلى أن انتخابات التجديد النصفي تميل غالباً إلى أن تكون استفتاء على الحزب الحاكم، ولكن نظراً إلى الدعم الشعبي المتدني حول الأداء الوظيفي للرئيس بايدن، والذي وصل إلى 38 في المئة فقط بحسب آخر استطلاعات مؤسسة "رييل كلير بوليتيكس"، فإن أي شيء يشتت الانتباه عن إدارة بايدن وإخفاقاتها العديدة، من شأنه أن يضعف قدرة الجمهوريين على السيطرة على الكونغرس.

ويعود ذلك إلى أن الناخبين الجمهوريين لديهم حافز أكبر بكثير مقارنة بالديمقراطيين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، بالنظر إلى خيبة الأمل لدى الليبراليين في شأن أجندة بايدن، إذ نجحت إدارته في كبح حماس الديمقراطيين، وفي الوقت نفسه زيادة حماس الجمهوريين.

ضرر للجمهوريين

غير أن العضو الجمهوري السابق في مجلس النواب جيم والش، الذي كان يمثل منطقة متأرجحة في شمال ولاية نيويورك، يرى أن إعلان ترمب المرتقب بين لحظة وأخرى للترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 2024 قد يضر بالمرشحين الجمهوريين في السباقات الأكثر تنافسية، وعلى الرغم من أن ترشح ترمب لن يتسبب في هزيمة الجمهوريين، فإن ما تفعله هذه الخطوة يحفز الديمقراطيين للتصويت بنسبة أكبر مما هو عليه الحال الآن.

غير أن الضرر الذي يمكن أن يلحق بالمرشحين الجمهوريين سيصيب على الأرجح الدوائر الانتخابية الأكثر تنافسية، فعلى سبيل المثال، رصد تقرير "كوك" السياسي وهي مؤسسة غير حزبية متخصصة في متابعة وتحليل الانتخابات الأميركية، فإن هناك أربع منافسات في نيويورك شديدة التقارب بين المرشحين المتنافسين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أن الديمقراطيين الذين يقرون بأنهم يواجهون فجوة في الحماس داخل هذه الدوائر. يقولون إن ذلك سيتغير على الأرجح إذا أعلن ترمب عن خططه للترشح مرة أخرى للرئاسة، بخاصة بعد أن رأوا أن ناخبيهم أصبحوا أكثر نشاطاً وحماساً في أعقاب صدور قرار المحكمة العليا بإسقاط حقوق الإجهاض التاريخية بأغلبية ستة أصوات محافظة ذات ميول جمهورية، ضد ثلاثة أصوات ليبرالية ذات ميول ديمقراطية.

سبب تحول ترمب

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2021، فقد بحث ترمب الإعلان عن ترشحه لشغل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، العام الماضي، في أعقاب الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان، عندما بدأت معدلات تأييد بايدن في الانحدار، إلا أن مستشاري الرئيس السابق حذروه في ذلك الوقت من أنه لا يريد تحمل مسؤولية نتائج انتخابات التجديد النصفي إذا فشل الجمهوريون في استعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب.

لكن يبدو أن سبب تحول ترمب عن موقفه السابق يعود إلى أنه متحمس الآن للإعلان عن ترشحه بسبب استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنه بدأ يفقد الدعم الشعبي الذي طالما حظي به في الماضي منذ خروجه من البيت الأبيض، والذي يرجع في جزء كبير منه إلى بث شبكات الأخبار جلسات استماع لجنة التحقيق التابعة لمجلس النواب حول أحداث اقتحام مبنى الكونغرس يوم السادس من يناير (كانون الثاني) عام 2021، والذي يعتقد أنه فتح الباب أمام منافسين محتملين آخرين ضد ترمب، مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي تقدم على ترمب بنسبة 39 في المئة مقابل 37 في المئة بين الناخبين الجمهوريين المحتملين في ولاية نيو هامبشير، وهي ولاية تُجرى بها انتخابات أولية مبكرة، وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته جامعة نيو هامبشير أخيراً.

مخاوف الجمهوريين

ويخشى القادة الجمهوريون في الكونغرس من أن يؤدي إعلان ترمب ترشحه لانتخابات الرئاسة في 2024 إلى تحول انتخابات التجديد النصفي إلى معركة حول مزاعمه بأنه فاز في انتخابات الرئاسة الماضية عام 2020، ولهذا السبب، ينصح القادة في الكونغرس المرشحين الجمهوريين على الدوام بالتركيز على أجندة بايدن والمشكلات الاقتصادية التي تواجه الأمة الأميركية اليوم بدلاً من إعادة الحديث عن انتخابات انتهت عام 2020 وأصبحت من الماضي.

ومن بين أهم الخبراء الاستراتيجيين الذين يقدمون النصح للجمهوريين، سكوت جينينغز، مستشار الانتخابات السابق لزعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل، الذي يرى أنه سيكون من الأفضل أن ينصب تركيز الناخبين على الأداء العام للرئيس بايدن ومعدلات التضخم المتزايدة والاقتصاد ونوعية الحياة بشكل عام التي يعيشها الأميركيون، وبخاصة في الأشهر الأخيرة، على اعتبار أن هذه حقيقة لا يمكن دحضها، لكن جينينغز أوضح أن المحللين لا يمكنهم افتراض أن دونالد ترمب يهتم بما إذا كان الجمهوريون سيفوزون في الانتخابات التجديد النصفي أم لا، لأن أهدافه التكتيكية هنا مختلفة عن أهداف الحزب، ولم يسبق أنه أبدى كثيراً من الاهتمام بما هو أفضل للحزب في هذا الصدد.

دروس الماضي

ومن بين دروس الماضي العالقة في أذهان الجمهوريين، أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين كانوا قد حملوا ترمب مسؤولية المساهمة في خسارة مقعدين في انتخابات مجلس الشيوخ الماضية خلال جولة الإعادة في ولاية جورجيا، لأنه ادعى حدوث تزوير في انتخابات نوفمبر عام 2020، ما أدى إلى انخفاض نسبة إقبال الناخبين المؤيدين للحزب الجمهوري في جولة الإعادة التالية في يناير، وهو دليل قاطع على أن الرئيس السابق ترمب، لم يفكر على الإطلاق في أن أخبار الجمهوريين بأن أصواتهم لم تعد مهمة يمكن أن يؤدي إلى هذه النتيجة.

وفيما يتجاهل ماكونيل بانتظام أسئلة الصحافيين ووسائل الإعلام حول ترمب، وأفعاله في الفترة التي سبقت هجوم السادس من يناير على مبنى الكابيتول، ويرد بأنه يولي مزيداً من الاهتمام للقضايا المطروحة أمام مجلس الشيوخ، تدور أسئلة عديدة حول ما يمكن أن يفعله ماكونيل وغيره من القيادات الجمهورية حينما يعلن ترمب عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في هذا التوقيت المبكر، ومع ذلك يتوقع جينينغز أنهم سيجدون طريقة للتكيف مع الأمر، حتى لو لم يكن ذلك سيناريو مثالياً.

ويعتبر الجمهوريون أن الديمقراطيين كانوا يخططون دائماً لجعل ترمب هو محور رسالة حملتهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب، على الرغم من أن جهود المرشح الديمقراطي تيري ماكوليف للفوز بمنصب حاكم ولاية فرجينيا عام 2021 فشلت في تحقيق فوزه.

اعتراف بالخطر

ويعترف فورد أوكونيل، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري الذي كان مقرباً من البيت الأبيض في عهد ترمب، بأن مؤسسة الحزب الجمهوري لا تريد أن يقفز ترمب إلى السباق الرئاسي مبكراً، ومع ذلك، فإن القادة الجمهوريين في واشنطن لا يفهمون تماماً مدى فاعلية ترمب في الحملات الانتخابية، إذ إنه يمكن أن يساعد الجمهوريين أكثر في حين أن الديمقراطيين يستخفون بحقيقة أن ترمب هو قوة سياسية من شخص واحد بطبيعتها.

ويشير فورد، إلى أن ميتش ماكونيل رجل مؤسسي للغاية وسوف يتماشى مع الحكمة التقليدية التي تقول إن الجمهوريين سيكونون أفضل حالاً في نوفمبر، إذا كان ترمب على الهامش، لكنه لا يعرف إذا كان ماكونيل على صواب أم لا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير