Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تواصل زحفها نحو سلوفيانسك وبوتين: مرحلة الجد لم تبدأ بعد

توتر دبلوماسي بين أنقرة وكييف التي اتهمت السلطات التركية بتجاهل مطلبها مصادرة حمولة من الحبوب

خلفت القوات الروسية دماراً كبيراً، الخميس، مع توغلها في عمق دونباس بهدف السيطرة على مدينة سلوفيانسك الصناعية في شرق أوكرانيا، فيما حذر الكرملين من أن مرحلة الجد في حملته العسكرية لم تبدأ بعد.

يأتي ذلك في خضم توتر دبلوماسي بين أنقرة وكييف التي اتهمت السلطات التركية بتجاهل مطلبها مصادرة حمولة من الحبوب تنقلها سفينة شحن روسية.

والخميس، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بتعرض كراماتورسك، المركز الإداري لمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، لضربات روسية ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وجرح كثر.

وخلف الانفجار حفرة كبيرة في الفناء الواقع بين فندق ومبانٍ سكنية وأدى إلى احتراق سيارتين. 

بوتين: فليحاولوا

وجاء ذلك قبيل خطاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجلس الدوما قال خلاله، إن "مرحلة الجد" في الحملة العسكرية الروسية لم تبدأ بعد.

تحدى بوتين الدول الغربية أن تجرب إلحاق الهزيمة بموسكو "في ساحة المعركة". واتهم "الغرب مجتمعاً" بشن "حرب" في أوكرانيا، وقال: "اليوم، نسمع أنهم يريدون أن يلحقوا بنا الهزيمة في ساحة المعركة. ماذا نقول؟ فليحاولوا".

وقال، إن التدخل الروسي في البلد الموالي للغرب يؤذن ببداية تحول إلى "عالم متعدد الأقطاب". وأضاف، أن "هذه العملية لا يمكن وقفها".

وأضاف، "في الوقت نفسه، لا نرفض مفاوضات السلام. ولكن على من يرفضونها أن يعلموا أنه كلما طال (رفضهم هذا)، بات التفاوض معنا أكثر صعوبة بالنسبة إليهم".

ورأى أن معظم الدول لا تريد اتباع النموذج الغربي لـ"الليبرالية الشمولية" و"المعايير المزدوجة المنافقة".

وقال، إن "الناس في معظم الدول لا يريدون مثل هذه الحياة والمستقبل". وأضاف، "لقد سئموا من الخنوع وإذلال أنفسهم أمام الذين يعتبرون أنفسهم استثنائيين".

معارك في دونيتسك

ميدانياً، قُتل سبعة مدنيين على الأقل وجُرح كثر في الساعات الأربع والعشرين الماضية في معارك في منطقة دونيتسك، وفق حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو.

وكان مسؤولون أوكرانيون قد ناشدوا مجدداً سكان المنطقة إخلاءها مع زحف القوات الروسية باتجاه سلوفيانسك.

في سلوفيانسك قال رئيس البلدية فاديم لياخ، إن نحو 23 ألف شخص لا يزالون في المدينة من أصل 110 آلاف نسمة كانوا يقطنونها قبل الحرب، مشيراً إلى أن روسيا عاجزة عن تطويق المدينة.

وقال، إن "عمليات الإجلاء جارية. نخرج أشخاصاً كل يوم"، موضحاً أن المدنيين الذين يتم إجلاؤهم يُنقلون بواسطة حافلات إلى مدينة دنيبرو، الواقعة إلى الغرب. وتابع، "المدينة محصنة بشكل جيد".

ويسعى الروس الذين يؤكدون أنهم سيطروا على منطقة لوغانسك المجاورة بأكملها، إلى احتلال منطقة دونيتسك للسيطرة على كامل حوض التعدين في دونباس الخاضع جزئياً لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ عام 2014.

وتعد مدينة سلوفيانسك في منطقة دونيتسك، الهدف التالي للقوات الروسية في خطتها للسيطرة بالكامل على حوض دونباس بعد أربعة أشهر ونصف شهر من القتال.

وأتاح سقوط ليسيتشانسك، الأسبوع الماضي، بعدما انسحب الجيش الأوكراني من سيفيرودونتسك، الاستفادة من وحدات في القوات الروسية التي ركزت اهتمامها على منطقة دونباس بعدما اضطرت للتراجع من محيط العاصمة كييف وخاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية، في أوائل الهجوم.

وقال حاكم محلي، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب خمسة آخرون، الخميس، بعد أن أطلقت القوات الروسية صواريخ على حي في مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب حاكم المدينة أوليه سينيجوبوف، على تطبيق "تلغرام"، "قُتل ثلاثة مدنيين وأصيب خمسة بجروح نتيجة قصف على حي نيميشليان". وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

لكن احتدام المعارك لم يثنِ كييف، الخميس، عن توجيه الشكر إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لدعمه أوكرانيا في "أصعب الأوقات"، وذلك بعد إعلان جونسون استقالته من زعامة حزب المحافظين، الأمر الذي يمهد لمغادرته منصب رئيس الوزراء.

وقال جونسون، إنه على الرغم من قراره التنحي ستواصل بريطانيا دعم أوكرانيا "طالما لزم الأمر".

وبعد تنحي جونسون من رئاسة حزب المحافظين ما يفتح المجال أمام اختيار الحزب خليفة له في رئاسة الحكومة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "تلقينا جميعاً هذا النبأ بحزن. لست وحدي بل كل المجتمع الأوكراني يتعاطف كثيراً معكم"، قبل أن يشدد على امتنان الأوكرانيين لدعم رئيس الوزراء البريطاني خلال الهجوم الروسي.

توتر دبلوماسي

على صعيد آخر، ساد توتر دبلوماسي بين كييف وأنقرة على خلفية نقل روسيا شحنة حبوب من أوكرانيا التي تتهم موسكو بسرقتها.

تقول كييف، إن سفينة الشحن الروسية "جيبيك جولي" أبحرت من ميناء بيرديانسك الأوكراني الخاضع لسيطرة موسكو محملة بكمية من القمح المصادر، الأسبوع الماضي، مطالبة أنقرة باحتجازها.

وأظهر الموقع الإلكتروني "مارين ترافيك" المتخصص في تتبع حركة الملاحة البحرية، أن "جيبيك جولي" التي كانت ترسو في ميناء كاراسو على البحر الأسود، أرسلت آخر إشارة لها على بعد حوالى عشرين كيلومتراً عن الساحل التركي، ثم أغلقت على ما يبدو جهاز الإرسال واختفت عن شاشة التتبع.

وأعربت أوكرانيا عن "خيبة أمل كبيرة" لعدم تلبيه تركيا مطلبها باحتجاز السفينة. 

تزويد كييف بالأسلحة

وعلى الرغم من الخسائر الميدانية الأخيرة، رحب الرئيس الأوكراني، مساء الأربعاء، بتزويد الغرب بلاده بمزيد من الأسلحة الثقيلة. وقال، إن "الأسلحة التي تلقيناها من شركائنا بدأت تفعل فعلها بشكل كبير"، مشيداً بـ"دقتها".

وتابع، "دفاعاتنا تلحق أضراراً ملحوظة بمخازن ونقاط أخرى ذات أهمية لوجيستية للمحتلين".

وأعلنت أوكرانيا أنها استعادت السيطرة على جزيرة الثعبان في البحر الأسود بعدما رفعت فيها العلم الأوكراني هذا الأسبوع، على أثر خروج القوات الروسية منها.

وقال المسؤول العسكري الرفيع أوليكسي غروموف، إن القوات الأوكرانية "استعادت فعلياً... السيطرة على جزيرة الثعبان"، لكنه لم يوضح ما إذا استقرت عسكرياً فيها.

وكانت روسيا قد أعلنت أنها انسحبت من الجزيرة الأسبوع الماضي، في بادرة "حسن نية"، لكنها واصلت مذاك استهداف مواقع فيها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها استهدفت الجزيرة بصواريخ "دقيقة" الخميس، ما أدى إلى مقتل جنود أوكرانيين وأجبر ناجين على الفرار.

المزيد من دوليات