Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة الوفاق الليبية تواجه انشقاقات و"خلافات عائلية"

يتوقع الجيش الوطني الليبي تخلي مزيد من الميليشيات عن حكومة الوفاق في المرحلة المقبلة

في إطار المساعي الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى حل نهائي للأزمة الليبية، التقى الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا غسان سلامة، المشير خليفة حفتر السبت 22 يونيو (حزيران) في الرجمة. وتطرق الجانبان إلى الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات القائمة حالياً وإلى الوضع الإنساني في طرابلس وسبل الإسراع في الانتقال إلى مرحلة الوصول إلى حل سياسي مستدام.

 

وفي الجهة المقابلة، تعرضت حكومة الوفاق الليبية في العاصمة طرابلس لضربة جديدة بينت مرة أخرى حجم التصدعات العميقة التي تحدث في بيتها الداخلي. جاء ذلك بعد إعلان كتيبة العبور في مدينة بني وليد، جنوب شرقي طرابلس، انشقاقها عن القوات الموالية لحكومة الوفاق وانضواءها تحت راية الجيش الوطني، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بعد يومين من اتخاذ الكتيبة 185 مشاة خطوة مماثلة. ما زاد حدة التكهنات حول تهاو وشيك لقوات الوفاق.

انشقاق كتيبة "العبور"

أعلن المركز الإعلامي لقوات عملية الكرامة، في بيان، انضمام كتيبة "العبور" التابعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق إلى صفوف الجيش الوطني الليبي.

وأشار البيان إلى أن "كتيبة العبور انضمت إلى قواتنا المسلحة في حربها على الإرهاب، وستشكل مجموعات حماية وحراسة للطريق الرابط بين ترهونة وحتى الشويرف".

ويعتبر محللون أن تأمين الطريق بين ترهونة وبني وليد وصولاً إلى الشويرف سيمنح الجيش إمكان تشكيل طوق عسكري جديد حول مدينة مصراتة، التي تملك أكبر وأقوى الكتائب العسكرية في صفوف قوات الوفاق، ومنها يأتي أضخم المدد العسكري إلى العاصمة.

وأكد آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية، التابعة للقيادة العامة للجيش، اللواء عبدالسلام الحاسي في تصريحات صحافية أن "تصدع الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق يتسع بشكل لافت، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي ينشق فيها ضباط وأفراد من قوات حكومة الوفاق".

وتوقع اللواء الحاسي مزيداً من الانشقاقات بالنظر إلى "انتصارات الجيش" في مختلف محاور القتال في محيط العاصمة طرابلس، التي غيرت كثيراً موازين القوى وقواعد الاشتباك، بما يُسرع عملية حسم "معركة تحرير طرابلس وفق الخطة المرسومة لها".

وقال آمر محور عين زارة في الجيش الليبي اللواء فوزي المنصوري إن "الجيش يقترب من مركز العاصمة طرابلس، بعدما نجح في استنزاف الميليشيات، ما جعلها غير قادرة على التحكم في سير المواجهات".

اللواء المنصوري أشار إلى أن "المعركة حول المطار مثلت ضربة لتلك الميليشيات، وفتحت المجال أمام الجيش للسيطرة على معسكر النقلية". وأبرز المنصوري أن "الجيش الوطني يستعد لدخول قلب العاصمة في أي لحظة، وأن هناك خطة متكاملة أعدتها القوات المسلحة لبسط نفوذها على طرابلس".

التناحر بين الميليشيات

ليس انشقاق الكتائب العسكرية وحده ما يقلق حكومة الوفاق، بل عودة الخلافات القديمة والتناحر بين الميليشيات المنضوية تحت لوائها. ما دفع شريحة واسعة من الليبيين إلى التندر بشأن خلافات هذه الميليشيات وتداول أخبارها تحت عنوان "الخلافات العائلية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد شهدت طرابلس خلال الساعات الماضية سقوط عدد من القذائف، أطلقتها "ميليشيات البُقرة" على مواقع في محيط قاعدة معيتيقة تقع تحت سيطرة حليفتها ميليشيات "قوة الردع الخاصة"، التي يعتنق أفرادها العقيدة السلفية ويعد موقفها غامضاً منذ بداية معارك طرابلس.

وأفادت مصادر مطلعة من طرابلس بأن "قصف البُقرة لقوة الردع الخاصة جاء بهدف إخراج سجناء تابعين لها من سجن معيتيقة".

ضربة أميركية

لم تتوقف الضربات الموجعة التي تتلقاها حكومة الوفاق عند بيتها الداخلي، بل جاءتها ضربة أخرى موجعة من الخارج. إذ أكدت وزارة الخارجية الأميركية، في تقريرها السنوي عن الاتجار بالبشر الصادر الجمعة، أن الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني تتعاون مع شبكات في مجال الهجرة غير الشرعية.

وقالت الخارجية الأميركية إن هذا التعاون يسهم في ازدهار نشاطات الاتجار بالبشر.

وأشارت وزارة الخارجية إلى أن ارتفاع معدل الفساد في حكومة الوفاق وعدم وجود سيطرة حقيقية لفايز السراج على الجماعات المسلحة التابعة لوزاراته، حال دون مواجهة ظاهرة الاتجار بالبشر بالشكل المطلوب. كما نبه إلى وجود انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين في مراكز احتجاز الخاصة بهم، التي تديرها سلطات مكافحة الهجرة غير الشرعية أو تلك التي تسيطر عليها "ميليشيات المجلس الرئاسي".

ويقرأ مراقبون للمشهد الليبي هذه المعطيات باعتبارها مؤشرات واضحة الدلالة على أن معركة طرابلس، التي أطلقت رصاصتها الأولى في أبريل (نيسان) الماضي، تشهد فصولها الأخيرة. وهذا ما تشي به تصريحات حفتر الأخيرة بشأن "ملامح ما بعد معركة طرابلس".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي