Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدبلوماسية الخليجية وسوريا... تريث بعد انفتاح

السفارة الإماراتية في دمشق فتحت أبوابها ثم دخلت في مرحلة ترميم

العاصمة السورية دمشق تترقب انفراجاً في العلاقات السورية الخليجية (اندبندنت عربية)

ما إن فتحت السفارة الإماراتية في دمشق بابها في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2018، منهية قطيعة دبلوماسية امتدت سبع سنوات، حتى تهادت معاول ورش الصيانة إلى مقر السفارة في الحي الدمشقي أبو رمانة، وسط العاصمة السورية، الشهير باكتظاظه بمقرات هيئات دبلوماسية.

لكن فترة ترميم مبنى السفارة طالت، وكأن العلاقات بدت بدواعٍ سياسية وإعلامية عاجلة. ويقول مصدر من داخل السفارة إن أعمال الترميم كان لا بد منها بعد إغلاقٍ طويل كي يتمكن الدبلوماسيون والإداريون من العمل في المقر مع عودة خدمات متعددة، فيما نابت عنها السفارة في بيروت بتقديم هذه الخدمات في فترة الإغلاق وأبرزها منح تأشيرات السفر للسوريين.

ترميم مبنى السفارة لا يقل أهمية عن ترميم العلاقات مع الدبلوماسية الخليجية، التي شابها التوتر بعد الأحداث السياسية والعسكرية التي طرأت على البلاد. سرعان ما أخذت خدمات التمثيل الدبلوماسي ونشاطاته تتزايد، مع مباشرة القائم بالأعمال الإماراتي مهامه منذ اليوم الأول لافتتاح السفارة، مرسلة في وقت سابق مساعدات غذائية لريف دمشق، خلال شهر رمضان في مايو (أيار) الماضي، حملت في طياتها رسالة عن عمق العلاقات بين الشعبين.

بعد فتور العلاقات

يتسم المشهد الدبلوماسي الخليجي في دمشق اليوم بالانفتاح. ومع مرور الوقت يزداد تطوراً بعد جمود العلاقات إبان اندلاع الحرب عام 2011، على الرغم من أن أنظار السوريين لا تزال تتجه نحو أبواب السفارة السعودية، أكبر السفارات الخليجية، التي تمثل ثقلاً عربياً سيشرع أمام دول الخليج الأخرى باب التقارب مع دمشق.

ويعزو السوريون توقف افتتاح بقية السفارات لضغوط دولية من شأنها أن تحجم انتعاش العلاقات بين الخليج ودمشق. ويقول عضو مجلس الشعب السوري الدكتور أحمد مرعي إن عودة العلاقات "هي حاجة خليجية. وبعد فتح السفارة الإماراتية جاء القرار الأميركي بوقف الاندفاع العربي تجاه سوريا في مقابل الحصول على تنازلات سياسية".

المراقبون يرجحون مرحلة جديدة، في ظل التصعيد الحاصل في المنطقة. ويعتقد مرعي أنه سيكون هناك نوع من التواصل الحاصل بمكان معين وبشكل غير مباشر مع سوريا في ظل التطورات الراهنة بين إيران وأميركا.

وأشارت مصادر إلى دور إماراتي متزايد منذ أواخر العام الماضي، لا يزال مستمراً على الرغم من تعثر لإعادة العلاقات إلى سكّتها السابقة، خصوصاً مع الرياض، ونيّة استئناف الملاحة الجوية لطيران الإمارات فور إتمام دراسة واقع سلامة الأجواء السورية، ومشاريع استثمارية لشركات إماراتية منها مشروع اقتصادي في ريف دمشق بقيمة مليار دولار.

وكان وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش حث على ضرورة إيجاد دورٍ عربي في سوريا تجاه ما وصفه بالتوغل الإيراني والتركي، وفق ما كتب على حسابه في "تويتر"، في حين استمرت السلطنة العمانية بعلاقاتها الدبلوماسية ولم تقطعها.

الحاضنة العربية

في غضون ذلك، تابع معارضون تطورات الانفتاح الدبلوماسي الخليجي السوري بعين الريبة، في تخوف من تقارب مع السلطة السورية.

ويتوقع مراقبون أن تحمل الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في طياتها تقارباً روسياً سعودياً ينعكس بإيجابية على العلاقات السعودية- السورية، خصوصاً أن العلاقات بين موسكو والرياض شهدت تحسناً.

الحل السياسي

وعلى مقلب آخر، يستمر الضغط الأميركي على دول الخليج العربي لمنع إعادة علاقاتها مع سوريا، وفق مصدر سياسي سوري مطلع. وكشف تقرير لوكالة "رويترز"، نشر في 18 فبراير (شباط) الماضي، عن عدم ترحيب أميركا بعودة علاقات السعودية وقطر ودول الخليج العربي مع سوريا من دون التوصل إلى حل سياسي.

في المقابل، ربطت الكويت افتتاح سفارتها بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، في موقف يعبر عن التزامها بقرار الجامعة الرافض لتفعيل عضوية دمشق.

ومع تأرجح التقديرات حول إعادة تفعيل السفارات الخليجية المتوقفة عن العمل تتجه الأنظار لعودة مزيد منها، خصوصاً السعودية، وهي خطوة ترى فيها مصادر مطلعة مصلحة مشتركة لكل الأطراف.

هكذا، فإن هذه السفارات تنعش دمشق وتكسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض عليها أوروبياً وأميركياً، ويدفعها بالنتيجة للعودة إلى مقعدها في الجامعة العربية.

في المقابل، تكمن مصالح دول الخليج بدخول الساحة السورية كلاعب أساسي وعدم استفراد إيران وتركيا، الخصمين اللدودين لتلك الدول، بها.

المزيد من العالم العربي