Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تركز هجومها على سلوفيانسك وتمطرها بالصواريخ

موسكو تعلن "انتصارها" في لوغانسك وتتهم كييف بتعذيب أسرى حرب

تستهدف القوات الروسية سلوفيانسك بقصف "هائل"، وفق ما أعلن الثلاثاء، الخامس من يوليو (تموز)، رئيس بلدية هذه المدينة الواقعة بشرق أوكرانيا والتي أصبحت الهدف التالي لموسكو في حملتها العسكرية في إقليم دونباس.

وكتب فاديم لياخ على "فيسبوك"، "سلوفيانسك! قصف هائل على المدينة. الوسط والشمال. على الجميع الاحتماء".

وقالت روسيا الثلاثاء إنها تحقق في تعذيب جنود روس احتجزتهم القوات الأوكرانية وأفرج عنهم أخيراً في إطار تبادل أسرى مع كييف في أواخر يونيو (حزيران).

والأسبوع الماضي، تبادلت كل من أوكرانيا وروسيا 144 أسير حرب، في أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط).

ونقلت لجنة التحقيق الروسية عن أحد الجنود الروس قوله إن الفريق الطبي الأوكراني عالجه من دون مخدّر، وإنه تعرّض "للضرب والتعذيب بواسطة الكهرباء".   

ماكرون وشولتز يبحثان أوكرانيا  

في غضون ذلك، استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الإثنين الرابع من يوليو، في باريس، المستشار الألماني أولاف شولتز على عشاء عمل واصل خلاله الرجلان "التنسيق الوثيق بشأن الاستجابة للحرب في أوكرانيا"، ويأتي عشاء العمل هذا بعد أسبوع من عشاء خاص جمع بين ماكرون وشولتس في 25 يونيو (حزيران) في جبال الألب البافارية على هامش قمة مجموعة "السبع".

وبحسب شتيفن هيبيتسريت المتحدّث باسم شولتز، فإن جدول أعمال عشاء العمل الباريسي تضمّن سبل تأمين استقلالية أوروبا في مجالات "الطاقة والدفاع والمواد الخام الاستراتيجية"، بالإضافة إلى ملفات أخرى من بينها الوضع في منطقة الساحل واجتماع مجلس الوزراء الفرنسي-الألماني المقبل. وأوضح المتحدث الألماني أن "هذا النوع من المحادثات يتيح بناء الثقة وتعميق هذه الثقة"، ولا سيما بعد قمّتي حلف شمال الأطلسي ومجموعة "السبع".

وردّاً على سؤال بشأن السبب الذي دفع بماكرون وشولتز إلى إجراء هذه المحادثات حول عشاء عمل عوضاً عن إجرائها عبر الفيديو والتخفيف تالياً من الأضرار البيئية لمثل هكذا رحلات واجتماعات حضورية، قال هيبيتسريت، "هناك فرق بين ما إذا كان هذا النوع من المقابلات يُجرى وجهاً لوجه أو افتراضياً".

وكان الزعيمان الفرنسي والألماني سافرا برفقة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في 16 يونيو إلى كييف تعبيراً عن دعمهم لأوكرانيا ولنيل هذا البلد صفة الدولة المرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

خطوط دفاعية

واتخذت القوات الأوكرانية خطوطاً دفاعية جديدة في الشرق، يوم الإثنين، استعداداً لمرحلة جديدة صعبة في الحرب بينما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين انتصار روسيا في معركة لوغانسك التي استمرت لأشهر.

ووضع استيلاء روسيا على مدينة ليسيتشانسك يوم الأحد حداً لواحدة من أكبر المعارك في أوروبا منذ أجيال، والتي شهدت قيام موسكو بجلب قوتها البرية كاملة لتغير على جيب صغير على خط المواجهة لمدة شهرين.

وتكمل المعركة هجوم روسيا على مقاطعة لوغانسك، وهي إحدى منطقتين تطالب موسكو بتنازل أوكرانيا عنهما للانفصاليين في منطقة دونباس.

وخلال لقاء قصير بثه التلفزيون مع وزير الدفاع، هنأ بوتين القوات الروسية على "انتصاراتها في اتجاه لوغانسك". وقال إن على من شاركوا في القتال أن "يرتاحوا تماماً وأن يستعيدوا جاهزيتهم العسكرية" بينما تواصل الوحدات الأخرى القتال في مناطق أخرى.

والمعركة هي الأقرب إلى تحقيق موسكو أحد أهدافها المعلنة منذ هزيمة قواتها في محاولة الاستيلاء على كييف في مارس (آذار)، وتمثل أكبر انتصار لروسيا منذ استيلائها على ميناء ماريوبول الجنوبي في أواخر مايو (أيار).

وتكبد الجانبان آلاف القتلى والجرحى بينما يزعم كل منهما أنه ألحق خسائر أكبر بكثير بعدوه، على طول مجرى نهر سيفرسكي دونيتس الذي يمر عبر لوغانسك ودونيتسك.

ودُمرت ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونتسك والمدن المحيطة، والتي كانت العديد من مصانع الصناعات الثقيلة فيها بمثابة مخابئ محصنة للمدافعين، لتصبح أرضاً قاحلة بسبب القصف الروسي المستمر. وحاولت روسيا مراراً محاصرة الأوكرانيين لكنها فشلت فاختارت في النهاية تفجيرهم بقوة مدفعيتها.

ويقول خبراء عسكريون إن المعركة قد تكون نقطة تحول في الحرب، ليس بسبب القيمة الاستراتيجية للمدن المدمرة نفسها، وهي محدودة، لكن بسبب تأثير الخسائر على قدرة الجانبين على القتال.

وقال نيل ملفين، من مركز (روسي) للأبحاث في لندن، "أعتقد أنه انتصار تكتيكي لروسيا لكن بتكلفة باهظة"، مقارناً المعركة بالمعارك الضخمة على مكاسب إقليمية هزيلة والتي تميزت بها الحرب العالمية الأولى.

وأضاف "استغرق هذا 60 يوماً لإحراز تقدم بطيء للغاية. أعتقد أن الروس قد يعلنون نوعاً من النصر لكن المعركة الحربية الرئيسية لم تأت بعد".

وتأمل موسكو أن يمنح تراجع أوكرانيا القوات الروسية الزخم للتقدم غرباً إلى مقاطعة دونيتسك المجاورة، حيث لا تزال أوكرانيا تسيطر على مدن سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت.

استنزاف القوات المهاجمة

وتأمل أوكرانيا، التي كان بإمكانها الانسحاب من لوغانسك منذ أسابيع لكن اختارت مواصلة القتال هناك من أجل استنزاف القوات المهاجمة، في أن يترك عنف المعركة الروس منهكين لدرجة فقد القدرة على الاحتفاظ بالمكاسب التي حققوها في أماكن أخرى.

واعترف سيرهي غايداي، الحاكم الأوكراني للوغانسك، بأن الإقليم بأكمله في أيدي الروس فعلياً الآن، لكنه قال لـ "رويترز": "نحتاج إلى أن نكسب الحرب وليس معركة ليسيتشانسك... الأمر يؤلم كثيراً، لكنه لا يعني خسارة الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غايداي إن القوات الأوكرانية التي تقهقرت من ليسيتشانسك ترابط الآن على الخط الواصل بين باخموت وسلوفيانسك وتستعد لصد أي تقدم روسي جديد. وقال رئيس بلدية سلوفيانسك إن قصفاً روسياً عنيفاً الأحد أوقع ستة قتلى في المدينة من بينهم طفلة في العاشرة من العمر.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤولين عسكريين في جمهورية دونيتسك الشعبية قولهم إن ثلاثة مدنيين قُتلوا وأُصيب 27 فيما قالوا إنه قصف للقوات الأوكرانية.

وقال روب لي من معهد أبحاث السياسية الخارجية في واشنطن إن الخط الدفاعي الأوكراني الجديد يجب أن يكون بالنسبة لأوكرانيا أسهل في الدفاع عنه من الجيب الذي تخلت عنه في إقليم لوغانسك.

ومضى قائلاً "إنه شيء يمكن أن يشير إليه بوتين باعتباره دليلاً على النجاح... لكن هذا في المجمل لا يعني أن أوكرانيا سيكون عليها التنازل أو الرضوخ في أي وقت قريباً".

وقال دنيس شميجال رئيس وزراء أوكرانيا في مؤتمر بمدينة لوغانو السويسرية إن تكلفة إعادة بناء أوكرانيا قد تصل إلى 750 مليار دولار وإن على الأثرياء الروس المساعدة في دفع هذه الفاتورة.

وأضاف شميجال "أطلقت السلطات الروسية العنان لهذه الحرب الدموية. تسببوا في هذا الدمار الهائل، ويجب محاسبتهم على ذلك".

هجوم مضاد

وقال ميلفن، الخبير في مركز الأبحاث (روسي) إن من المرجح أن تكون المعركة الحاسمة بالنسبة لأوكرانيا ليس في الشرق حيث تشن روسيا هجومها الرئيسي لكن في الجنوب حيث بدأت أوكرانيا هجوماً مضاداً لاستعادة الأراضي.

وأضاف "هذا هو المكان الذي نرى الأوكرانيين يحرزون تقدماً فيه حول خيرسون. توجد هجمات مضادة تبدأ هناك، وأعتقد أن الأكثر ترجيحاً أننا سنرى قوة الدفع تميل إلى جانب أوكرانيا في الوقت الذي ستحاول فيه شن هجوم مضاد واسع لدفع الروس إلى الوراء".

آمال أوكرانيا في هجوم مضاد معلقة جزئياً على استلام أسلحة إضافية من الغرب، ومن بينها الصواريخ التي يمكنها إبطال فاعلية ميزة قوة نيران روسيا الهائلة وذلك عن طريق الضرب في العمق وراء جبهة القتال.

وفي الأسبوع الماضي حققت أوكرانيا نصراً كبيراً عندما طردت القوات الروسية من جزيرة الأفعى وهي نتوء مهجور لكنه استراتيجي في البحر الأسود استولت عليه موسكو في اليوم الأول من الهجوم لكنها لم تعد قادرة على الدفاع عنه أمام الضربات الأوكرانية.

وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا آندرسون إن أفضل طريقة لإنهاء الحرب هي زيادة الدعم لأوكرانيا وتكثيف الضغط على روسيا.

وأضافت خلال مؤتمر صحافي، بينما يقف إلى جانبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "نحن منفتحون على فرض مزيد من العقوبات" على روسيا، مشيرة إلى أنه لا ينبغي السماح لموسكو بتحقيق مكاسب من هجومها على أوكرانيا.

محادثات بشأن صادرات الحبوب

وقال الرئيس الأوكراني، الإثنين، إن أوكرانيا تجري محادثات مع تركيا والأمم المتحدة للحصول على ضمانات فيما يتعلق بصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

وأضاف زيلينسكي في مؤتمر صحفي، بينما تقف إلى جانبه رئيسة الوزراء السويدية "المحادثات جارية في الواقع الآن مع تركيا والأمم المتحدة وممثلينا المسؤولين عن أمن الحبوب التي تغادر موانئنا".

وقال "هذا أمر مهم جداً أن يضمن أحد أمن سفن هذا البلد أو ذاك، باستثناء روسيا التي لا نثق بها. لذلك نحن بحاجة إلى الأمن لتلك السفن التي ستأتي إلى هنا لتحميل المواد الغذائية".

وتابع زيلينسكي قائلاً إن أوكرانيا تعمل "مباشرة" مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيما يتعلق بهذه المسألة وإن المنظمة "تلعب دوراً رائداً وليس كوسيط".

وتتهم أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم، روسيا بعرقلة حركة سفنها. وقال زيلينسكي إن 22 مليون طن من الحبوب عالقة حالياً ومن المتوقع حصاد نحو 60 مليون طن أخرى في الخريف.

المزيد من دوليات