Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مؤتمر تعافي أوكرانيا": كلفة إعادة الإعمار تقدر بـ 750 مليار دولار

رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال يشدد على ضرورة استخدام الأصول الروسية التي تمّت مصادرتها للتمويل

توقع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال اليوم الاثنين أن تصل كلفة إعادة إعمار أوكرانيا إلى 750 مليار دولار، مشددا على ضرورة استخدام الأصول الروسية التي تمّت مصادرتها لدفع كلفة تعافي البلاد.

وقال خلال "مؤتمر تعافي أوكرانيا" المنعقد في جنوب سويسرا إن كلفة إعادة الإعمار "تقدّر بـ750 مليار دولار. نعتقد أن المصدر الرئيسي للتعافي يجب أن يكون أصول روسيا والأوليغارش (النخبة (النخبة الثرية) الروس".

يأتي ذلك في الوقت الذي استمر فيه الجيش الروسي في قصف شرق أوكرانيا، والتقدم في خطة السيطرة على كامل منطقة دونباس بعد استيلائه على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية، في وقت يعد مؤتمر "لوغانو" في سويسرا لمرحلة إعادة البناء، وأعلنت هيئة أركان الجيوش الأوكرانية، مساء الأحد الثالث من يوليو (تموز)، انسحابها من ليسيتشانسك، محور معارك شرسة في الأسابيع الأخيرة مقرة بتفوق القوات الروسية على الأرض في هذه المنطقة، شرق أوكرانيا.

وبعد استيلائها على ليسيتشانسك المرحلة الأساسية في الهيمنة على حوض دونباس الصناعي الذي ينطق غالبية سكانه بالروسية ويسيطر على جزء منه انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، يبدو أن الجيش الروسي يركز جهوده على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين إلى الغرب، اللتين تتعرضان للقصف دونما هوادة منذ الأحد.

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته اليوم الاثنين بمواصلة هجومها في شرق أوكرانيا بعد السيطرة على كل منطقة لوغانسك.

وقال بوتين خلال لقاء مع وزير دفاعه سيرغي شويغو بثه التلفزيون، إن القوات الروسية "يجب أن تنفذ مهمتها وفقا للخطط التي تمت الموافقة عليها".

تعهد باستعادة السيطرة

وأقر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الأحد، بانسحاب القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك في دونباس، لكنه تعهد باستعادة السيطرة على المنطقة بفضل خطط الجيش واحتمال الحصول على أسلحة جديدة ومتطورة.

وقال زيلينسكي، في خطابه الليلي بالفيديو، "إذا قام قادة جيشنا بسحب الجنود من نقاط معينة في الجبهة، حيث يتمتع العدو بأكبر ميزة في ما يتعلق بقوة النيران، وهو ما ينطبق أيضاً على ليسيتشانسك، فهذا يعني شيئاً واحداً فقط. وهو أننا سنعود، بفضل تكتيكاتنا وبفضل زيادة الإمدادات من الأسلحة الحديثة".

وكانت قيادة الجيش الأوكراني أكدت، الأحد، أن القوات اضطرت للانسحاب من مدينة ليسيتشانسك بشرق البلاد، آخر معاقل الحكومة في منطقة لوغانسك.

وأضافت، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، "استمرار الدفاع عن المدينة سيؤدي إلى عواقب وخيمة. ومن أجل الحفاظ على أرواح المدافعين الأوكرانيين، تم اتخاذ قرار بالانسحاب".

استمرار القتال بالضواحي

وفي وقت سابق، علق زيلينسكي قائلاً "إنه من المستحيل القول إن ليسيتشانسك تحت السيطرة الروسية"، مؤكداً "استمرار القتال في ضواحي المدينة التي أعلنت موسكو في وقت سابق السيطرة عليها".

وأوضح خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، "لا يمكننا القول إن ليسيتشانسك تحت السيطرة الروسية"، مضيفاً "هناك قتال في ضواحي" هذه المدينة المحاصرة منذ أسابيع.

ومن شأن السيطرة على ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا أن تتيح لموسكو السيطرة على كل منطقة لوغانسك وتسمح لقواتها بتهديد مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين في منطقة دونباس الصناعية التي تسيطر عليها كييف.

وأضاف زيلينسكي، "هناك خطر احتلال كامل لمنطقة لوغانسك. هناك خطر ونحن نفهم ذلك"، معتبراً أن ليسيتشانسك تشكل "الوضع الأكثر صعوبة والأكثر خطورة" بالنسبة إلى أوكرانيا. وتابع "الأفضلية ليست لنا هناك، هذا صحيح. إنها نقطة ضعفنا لكننا نتقدم في نقاط أخرى".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أعلن الأحد، أن القوات الروسية سيطرت على كل منطقة لوغانسك بعد احتلالها ليسيتشانسك التي تشهد معارك شرسة منذ أسابيع، في تطور سيمثل اختراقاً حاسماً لقوات موسكو الساعية إلى السيطرة على شرق البلاد.

يأتي ذلك في وقت أعلنت بيلاروس اعتراض صواريخ أطلقتها كييف، بينما أفادت روسيا بأن أوكرانيا أطلقت ثلاثة صواريخ عنقودية على بيلغورود في هجوم أسفر عن سقوط أربعة قتلى.

وكانت ليسيتشانسك آخر كبرى مدن مقاطعة لوغانسك التابعة لمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا بقيت في أيدي الأوكرانيين، وتعد السيطرة عليها مؤشراً إلى تقدم روسي كبير في دونباس، وهو أمر تركز عليه موسكو منذ انسحبت من كييف.

ووردت تقارير متضاربة، السبت، في شأن وضع ليسيتشانسك، إذ نفت أوكرانيا صحة المعلومات الواردة من موسكو بأن القوات الروسية حاصرت كل المدينة التي يفصلها نهر عن سيفيرودونيتسك المجاورة التي انتزعتها القوات الروسية الأسبوع الماضي.

ولم يصدر تعليق من الجانب الأوكراني في شأن المعلومات المرتبطة بسقوط ليسيتشانسك بعد أيام من المواجهات العنيفة.

إسقاط ثلاثة صواريخ

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالات الأنباء المحلية، إن "سيرغي شويغو القائد الأعلى للقوات المسلحة أبلغ فلاديمير بوتين بتحرير جمهورية لوغانسك الشعبية".

وقبل دقائق على صدور الإعلان قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المعارك جارية في ليسيتشانسك، بينما باتت القوات الأوكرانية محاصرة بـ "الكامل".

وجاء الإعلان الروسي بينما أفادت موسكو أن دفاعاتها المضادة للطائرات أسقطت ثلاثة صواريخ عنقودية من طراز "توشكا-يو" أطلقها "أوكرانيون قوميون" على بيلغورود، المدينة الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية.

وذكر حاكم بيلغورود فياشيسلاف غلادكوف أن الهجوم أحدث أضراراً في 11 مبنى سكنياً و39 منزلاً. واتهمت موسكو كييف في السابق بتنفيذ ضربات على الأراضي الروسية وتحديداً في منطقة بيلغورود.

بيلاروس تتحدث عن استفزاز أوكراني

بدوره، اتهم رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو كييف باستفزاز بلاده، وقال إن جيشه اعترض صواريخ أطلقتها قوات أوكرانية على بيلاروس قبل نحو ثلاثة أيام.

وتعد بيلاروس من أبرز حلفاء روسيا ودعمت الاجتياح العسكري الذي بدأ في الـ 24 من فبراير (شباط)، بينما اتهمتها كييف بشن هجمات على الأراضي الأوكرانية.

لكن لوكاشينكو نفى أي دور لبلاده في حادثة عبر الحدود، ونقلت وكالة "بلتا" الرسمية قوله "أكرر لكم كما قلت قبل أكثر من عام، لا نية لدينا للقتال في أوكرانيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

مؤتمر "لوغانو"

وفي حين أن نتيجة الحرب غير محسومة بعد، ينعقد مؤتمر لوغانو المقرر منذ قبل الحرب الروسية - الأوكرانية، نهاية فبراير (شباط)، يومي الاثنين والثلاثاء، في محاولة لرسم معالم إعادة البناء في أوكرانيا مستقبلاً.

ووصل رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال ورئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك إلى "لوغانو"، الأحد، على أن يلتقيا خصوصاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لإرساء أسس "خطة مارشال" لأوكرانيا مع أن نهاية الحرب غير مرتقبة سريعاً والتقديرات تراوح بين عشرات إلى مئات مليارات الدولار.

لندن تعلن عن تدابير دعم لإعادة إعمار أوكرانيا

وتُقدم وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، اليوم، خطة دعم واسعة لمساعدة أوكرانيا على المدى الطويل والمشاركة في إعادة بناء البلاد بمجرد انتهاء الحرب مع روسيا.

وأعلنت الخارجية البريطانية الأحد أن تراس ستعرض خلال مؤتمر لوغانو بسويسرا، خطط المملكة المتحدة لدعم كييف على المدى القصير عبر المساعدات الإنسانية، لكن أيضاً على المدى الطويل لإعادة إطلاق الاقتصاد الأوكراني من خلال توفير الخبرة المالية والاقتصادية البريطانية.

وستدعم لندن خصوصاً إعادة إعمار مدينة كييف بناءً على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحسب وزارة الخارجية.

كذلك، تعتزم المملكة المتحدة العمل مع كييف وحلفائها لاستضافة مؤتمر تعافي أوكرانيا عام 2023 وستفتتح مكتباً في لندن للمساعدة في تنسيق هذه الجهود.

وقالت تراس إن "تعافي أوكرانيا بعد الحرب العدوانية من جانب روسيا، سيكون رمزاً لقوة الديمقراطية على الاستبداد. هذا سيُظهر لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أن محاولاته لتدمير أوكرانيا لم تؤد إلا إلى (قيام) دولة أقوى وأكثر ازدهاراً واتحاداً".

وأضافت "كُنا في المقدمة لناحية دعم أوكرانيا خلال الحرب وسنواصل البقاء في مقدم" الداعمين لخطة الحكومة الأوكرانية لإعادة الإعمار والتنمية.

تواصل القصف الروسي

في الأثناء، تواصل القصف الروسي على أنحاء أوكرانيا في ظل معارك عنيفة بحسب زيلينسكي. الذي قال في خطاب السبت، "يتواصل القتال العنيف على طول خط الجبهة في دونباس"، مضيفاً أن "العدو يكثف نشاطه في منطقة خاركيف".

وفي بلدة سيفرسك الصغيرة التابعة لدونيتسك قال أحد السكان للصحافة الفرنسية إن "القصف مستمر ليلاً ونهاراً". وقالت السلطات المحلية في دونيتسك إن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة بجروح بينهم طفلان، في ضربة استهدفت بلدة دوبروبيليا.

كما استهدفت صواريخ منازل في سلوفيانسك وسط دونباس مما أسفر عن مقتل امرأة في حديقتها وإصابة زوجها بجروح، وفق ما أفاد أحد جيرانها السبت، في معرض حديثه عن الشظايا التي تناثرت في أنحاء الحي.

وقال الشاهد إنه يعتقد أن الضربة التي وقعت الجمعة نفذت بواسطة ذخائر عنقودية انتشرت على مساحة واسعة قبل أن تتفجر وتضرب مباني وأشخاصاً كانوا في الخارج.

وحذر زيلينسكي من التراخي في المدن التي لم تشهد عنفاً بالقدر نفسه الذي سجل في مدن أخرى. وقال، "لم تنته الحرب بعد، للأسف تزداد قسوتها في بعض الأماكن ولا يمكن أن ننساها".

إعادة الإعمار

وتحدث زيلينسكي في خطابه أيضاً عن مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في سويسرا. حيث يجتمع قادة عشرات الدول والمنظمات الدولية في مدينة لوغانو بهدف وضع خريطة طريق لتعافي البلد الذي تمزقه الحرب.

وقال زيلينسكي إن إعادة إعمار أوكرانيا "تحتاج إلى استثمارات ضخمة ومليارات وتكنولوجيا جديدة ومؤسسات جديدة، وبالطبع إصلاحات". وأشار إلى أن الحرب أثرت في 10 مناطق في أوكرانيا فيما بات يتعين "إعادة بناء عدد من البلدات والقرى من الصفر".

ويتوقع بأن تحدد خريطة الطريق حاجات إعادة الأعمار بما في ذلك البنى التحتية المدمرة والمتضررة واقتصاد أوكرانيا المنهار إلى جانب الحاجات البيئية والاجتماعية، بينما تقدر الكلفة بمئات مليارات الدولارات. كما ستواجه أوكرانيا مطالبات بإصلاحات واسعة خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الفساد.

الحاجة إلى الإصلاحات

وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على الحاجة إلى الإصلاحات، وقالت إن عضوية الاتحاد الأوروبي المنشودة في متناول أوكرانيا، لكنها حضت كييف على العمل على إجراءات مكافحة الفساد.

وقبل الحرب كانت أوكرانيا مصدراً رئيساً للمنتجات الزراعية، لكن الاجتياح العسكري الروسي أحدث أضراراً في الأراضي الزراعية، وسيطرت موسكو خلاله على موانئ أوكرانية أو جرفتها أو حاصرتها، مما أثار مخاوف حيال النقص في الغذاء وخصوصاً في الدول الفقيرة.

الوقت ينفد

وحذر المزارع سيرغي ليوبارسكي الذي يملك حقولاً قريبة من خط المواجهة من أن الوقت ينفد لحصاد محصول العام الحالي. وقال، "يمكننا الانتظار حتى الـ 10 من أغسطس (آب) كحد أقصى، لكن بعد ذلك ستجف الحبوب وتسقط أرضاً".

واتهمت القوى الغربية بوتين باستخدام المحاصيل العالقة سلاحاً لزيادة الضغط على المجتمع الدولي، وروسيا بسرقة الحبوب.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات