قد تضطر شركة "شل" إلى تخفيض قيمة حصتها التي تقدر بمليارات الدولارات في مشروع غاز طبيعي روسي إلى أبعد من ذلك مع تحرك موسكو لتولي مسؤولية المشروع. ووقع الرئيس بوتين مرسوماً للسيطرة على "سخالين 2"، يشبه عملية تأميم للشركة، مما قد يجبر شركة شل البريطانية ومساهمين آخرين، بما في ذلك شركتا التجارة اليابانيتان "ميتسوي" و"ميتسوبيشي"، على الخروج من المشروع. وتمتلك شركة "غازبروم" التي تديرها الدولة حصة 50 في المئة، بينما تمتلك "شل" 27.5 في المئة.
ويعتبر مشروع "سخالين 2" جوهرة أصول "شل" الروسية، حيث يزود العالم بنحو أربعة في المئة من الغاز الطبيعي المسال. وقال محللون إنه سيكون ذا قيمة للمشترين في آسيا بسبب قربه من أسواقهم.
الأمر الذي تم توقيعه يوم الخميس سيخلق شركة جديدة لتتولى جميع حقوق والتزامات المشروع. أمام المساهمين ما يصل إلى شهر لتقديم طلب للحصول على أسهم في الكيان الجديد. ومع ذلك، أشار المرسوم إلى أن الأمر يعود إلى الكرملين ليقرر ما إذا كان المستثمرون الأجانب سيبقون في الكونسورتيوم أو التحالف القائم.
تدخل روسي وأرباح "شل"
وقال متحدث باسم "شل"، "نحن على علم بالمرسوم ونقيم تداعياته".
وقالت الشركة في فبراير (شباط) إن حصتها في "سخالين 2"، إلى جانب مصالحها في مشاريع "غازبروم" الأخرى مثل خط أنابيب "نورد ستريم 2"، تقدر قيمتها معاً بثلاثة مليارات دولار، ثم قالت إنها تعتزم الانسحاب من روسيا كلياً بعد احتجاج شديد على مشترياتها المستمرة من النفط. أضافت أنها تتوقع انخفاضات متعلقة بخروجها تصل إلى خمسة مليارات دولار.
يخلق توقيع المرسوم حالة من عدم اليقين حول ما إذا كانت "شل" ستحصل على الأرباح التي توقعت تحقيقها من مشروع "سخالين 2" العام الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تأثير مالي محدود
وقال بيراج بورخاتاريا، المحلل في "آر بي سي كابيتال"، إنه نظراً إلى شطب "شل" بالفعل قيمة هذه الأصول الروسية، كان من المتوقع أن يكون التأثير المالي للتدخل الأخير محدوداً.
وأضاف، "لكن يبدو أن سحب الاستثمارات إلى طرف ثالث يمثل تحدياً أكبر الآن إذا كانت الحكومة الروسية تتدخل في الملكية والعملية".
شطب كامل
من جانبها تعهدت "بريتيش بيتروليوم" البريطانية العملاقة المدرجة في بورصة لندن بالتخلي عن حصتها في شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت". وكشفت الشركة الشهر الماضي عن شطب كامل قيمة حصتها وحجزت ما مجموعه 24.4 مليار دولار من الرسوم غير النقدية المتعلقة بقرارها الخروج من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وتعتبر "شل" هي ثاني أكبر شركة نفط خاصة في العالم، وحققت أرباحاً أساسية قياسية بلغت تسعة مليارات دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
وتراجعت أسهم شل 13 بنساً أو 0.6 في المئة لتغلق عند 21.21 جنيه استرليني (2.5 دولار) مع إعلان بوتين سيطرته على المشروع.
و"سخالين 2" المشروع عبارة عن تطوير للنفط والغاز في جزيرة سخالين، روسيا. ويشمل تطوير حقل بيلتون أستوكسكوي للنفط وحقل لونسكوي للغاز الطبيعي قبالة سواحل جزيرة سخالين في بحر أوخوتسك، والبنية التحتية المرتبطة به على الشاطئ. وتدير شركة سخالين لاستثمار الطاقة المحدودة المشروع.
