Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قائد "طالبان": لن نقبل تعليمات من أحد في العالم

حضر أخوند زاده المنعزل اجتماعاً في كابول شارك فيه المئات مشددا على تطبيق الشريعة في الحكم

المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد (وسط) يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كابول (أ ف ب)

دعا القائد الأعلى لحركة "طالبان" هبة الله أخوند زاده، الجمعة الأول من يوليو (تموز)، العالم إلى التوقف عن "التدخل" في الشؤون الأفغانية، معتبراً أن تطبيق الشريعة الإسلامية هو مفتاح النجاح في بلاده.

وتولى أخوند زاده الكلام في اجتماع لشخصيات دينية دعا إليه نظام الحركة المتطرفة لتعزيز شرعيته، علماً أنه لم يسبق أن صور علناً منذ وصول "طالبان" إلى السلطة في أغسطس (آب) الماضي، ويعيش عادةً في عزلة في قندهار في جنوب البلاد.

وقال في خطاب استمرّ ساعةً ونقلته الإذاعة الرسمية، "يقولون لنا: لماذا لا تفعلون هذا، لماذا لا تفعلون ذاك؟ لماذا يتدخل العالم في شؤوننا؟ لن نقبل تعليمات من أحد في العالم".

تطبيق الشريعة

ويشارك أكثر من ثلاثة آلاف شخصية دينية ووجهاء قبائل منذ الخميس في العاصمة الأفغانية، في مجلس موسع يستمر ثلاثة أيام. ودعا أول المتحدثين خلاله إلى الوحدة دعماً للنظام.

وفي الأيام الأخيرة، زخرت الصحف الأفغانية، التي لم يُسمح لممثلين عنها بحضور الاجتماع، بتكهنات حول احتمال مشاركة أخوند زاده الذي نُشرت تسجيلات صوتية له منذ أغسطس الماضي وإن تعذر التحقق من صحتها من مصدر مستقل.

وعلى الرغم من تكتمه، يقول محللون إن أخوند زاده الذي يُقال إنه سبعيني، يقود بقبضة من حديد حركة "طالبان".

واعتبر أخوند زاده أن نجاح النظام يعتمد على قدرته على القطيعة مع "الفساد والأنانية والاستبداد والقومية والمحسوبية"، وهي خصائص الحكومات المتعاقبة وفق قوله، في العقدين الماضيين بعد فترة الحكم السابقة لـ"طالبان" بين عامي 1996 و2001.

وتأتي هذه الاجتماعات وهي الأوسع منذ تولي "طالبان" السلطة، بعد أكثر من أسبوع على زلزال ضرب جنوب شرقي البلاد وأسفر عن سقوط أكثر من ألف قتيل وتشريد عشرات آلاف الأشخاص.

 

حقوق المرأة

ولم يسمح لأي امرأة بالمشاركة في هذه الاجتماعات، إذ اعتبرت الحركة أن الأمر غير ضروري لأنهن ممثلات بأقارب ذكور.  

وطالب واحد على الأقل من المشاركين بفتح المدارس الثانوية للبنات، لكن لم يتضح مدى الدعم الذي يناله هذا الاقتراح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي نهاية مارس (آذار)، منعت "طالبان" مجدداً الفتيات من ارتياد المدارس الإعدادية والثانوية بعد ساعات فقط على إعادة فتحها. وهو قرار صدر عن أخوند زاده، وفق ما ذكرت مصادر عدة داخل الحركة.

لكنه لم يتطرق إلى هذا الموضوع في خطابه الذي تمحور خصوصاً حول دعوة المؤمنين إلى الالتزام بالشريعة.

وألقى نائب زعيم "طالبان" والقائم بأعمال وزير الداخلية سراج الدين حقاني كلمة أمام الاجتماع، قائلاً إن العالم يطالب بحكومة شاملة وتعليم شامل، وإن هذه القضايا تحتاج إلى وقت، مضيفاً، "هذا التجمع يتعلق بالثقة والتفاعل، نحن هنا لنصنع مستقبلنا وفقاً للإسلام والمصالح الوطنية".

وقال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، إنهم سيحترمون قرارات أولئك الذين حضروا الاجتماع، لكن الكلمة الأخيرة في تعليم الفتيات تعود إلى المرشد الأعلى.

وعادت "طالبان" لتطبيق الشريعة وفق تفسيرها المتشدد لها كما فعلت خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001، حارمةً النساء من كل حقوقهن تقريباً، ولا سيما من العمل في الدوائر الرسمية بشكل شبه كامل، كما فرضت عليهن ارتداء البرقع ووضعت قيوداً على حقهن في التنقل.

ومنعت الحركة الموسيقى غير الدينية وإظهار وجوه أشخاص في الإعلانات وعرض الأفلام أو المسلسلات التي تشارك فيها نساء غير محجبات على التلفزيون، وطلبت من الرجال ارتداء الملابس التقليدية وإرخاء اللحى.

تعهدات بالولاء

وبعد تلقيه تعهدات بالولاء من المشاركين الذين رفعوا أيديهم، هنأ أخوند زاده الحاضرين على انتصار الحركة في أفغانستان عندما قفزت "طالبان" إلى السلطة في أغسطس بعد قتالها القوات الأجنبية والقوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة لمدة 20 عاماً. ونقلت وكالة أنباء "بختار" الحكومية عن أخوند زاده قوله، "نجاح الجهاد الأفغاني ليس مصدر فخر للأفغان، وحسب، بل للمسلمين في جميع أنحاء العالم أيضاً".

وعندما كشفت الحركة عن حكومتها المؤقتة في سبتمبر (أيلول) بعد انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة، احتفظ أخوند زاده الغامض بدور المرشد الأعلى الذي شغله منذ عام 2016، وهو أعلى سلطة في الحركة، لكنه نادراً ما يظهر علناً.

واتخذت الحركة إجراءات أمنية مشددة في إطار الاجتماع. لكن على الرغم من ذلك، تمكن رجلان مسلحان الخميس من الاقتراب من مكان الاجتماع في كلية البوليتيكنيك في كابول قبل أن ترديهما القوى الأمنية.

وسمع دوي إطلاق نار متواصل بالقرب من موقع التجمع، وقال متحدثون باسم "طالبان" إنه نتج عن إطلاق رجال الأمن النار على "موقع مريب"، وأضافوا أن الوضع تحت السيطرة.

وقضى أخوند زاده، رجل الدين المتشدد الذي كان ابنه انتحارياً، معظم فترة زعامته في الظل، ما سمح لآخرين بأخذ زمام المبادرة في المفاوضات التي شهدت في نهاية المطاف رحيل الولايات المتحدة وحلفائها عن أفغانستان في أغسطس الماضي بعد حرب طاحنة على التشدد استمرت 20 عاماً.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات