Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ممرضة جزائرية تنضم إلى قائمة النساء العربيات المقتولات

تعرضت الضحية فاطمة الزهراء بن شيخة وزميلة لها لطعنات خنجر دون أن تتضح الأسباب

استيقظت الجزائر على وقع اعتداء إجرامي استهدف ممرضتين بمستشفى "بني مسوس" الحكومي، توفيت إحداهما في مكان الطعن بينما نجت الأخرى بأعجوبة على الرغم من تلقيها طعنات عدة، لكن الغريب أن الحادثة جاءت تكملة لسلسلة جرائم كانت النساء عرضة لها في عدد من الدول العربية.

الساعات الأخيرة قبل الغدر

بخطوات وداع متكرر على غير العادة، ونظرات تخفي وراءها أحاسيس مجهولة، غادرت الممرضة بيتها العائلي وهي تنظر إلى والدتها التي رافقتها بأعينها، وهي في طريقها إلى عملها "الإنساني" بالمستشفى الذي لا يبعد إلا بعض الأمتار، هكذا روت الأم الساعات الأخيرة من عمر ابنتها الممرضة زهرة.

وغدر شاب يحمل سلاحاً أبيض بممرضتين كانتا بالقرب من مستشفى "بني مسوس"، ليقتل الأولى فاطمة الزهراء بن شيخة (32 سنة)، تعمل بمصلحة الغدد والسكري، ويصيب زميلتها صابرينا الشامي (29 سنة)، العاملة بمصلحة أمراض الكلى، وفر المجرم إلى وجهة مجهولة تاركاً الضحيتين تتخبطان في بركة من الدماء وسط ذهول المارة.

صدمة وغضب

وأحدث الاعتداء صدمة لدى الجزائريين وحالاً من الغضب والخوف وسط عمال المستشفى، وألهب مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام، واستدعى تدخل وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد الذي توجه مباشرة إلى مستشفى "بني مسوس"، للتضامن مع أهل الضحيتين، كونهما زميلتين في القطاع، وليعرج على مصلحة الاستعجالات لتفقد حال الممرضة الجريحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحسب ما تم تداوله، فإن أسباب الاعتداء لم تستقر على رأي، واختلفت بين السرقة وتصفية حسابات، في انتظار نتائج التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية التي أعلنت إلقاء القبض على المشتبه فيه، بعد أقل من 24 ساعة من اقترافه الجريمة.

توقيف المتهم

وقال بيان للأمن، إنه مباشرة بعد فتح تحقيق تحت إشراف النيابة المتخصصة، تمكنت مصالح أمن ولاية الجزائر من توقيف المشتبه فيه (31 سنة)، ويقطن بالجزائر العاصمة، مع استرجاع أداة الجريمة، ووفق التحريات الأولية المستقاة من تصريحات الضحية الناجية، فإن عملية الاعتداء تمت أثناء توجه الضحيتين من مقر سكنهما إلى مكان عملهما بالمستشفى الجامعي "بني مسوس"، إذ، من دون سابق إنذار، قام الفاعل بالتهجم عليهما بواسطة سلاح أبيض، ليلوذ بعدها مباشرة بالفرار.

وأمر عميد قضاة التحقيق لدى محكمة "بئر مراد رايس"، بالجزائر العاصمة، بإيداع المتهم رهن الحبس المؤقت، ووجهت له تهم ثقيلة تتمثل في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وجناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة.

تعدٍّ صارخ على الإنسانية

في السياق، رأت الحقوقية سامية هميسي أنه لم تكن، ولن تكون الجريمة من ثقافة ولا مظاهر المجتمع الجزائري، ولا يمكن الحكم على مجتمع بأسره جراء عثرات شباب طائش يخضع لمجموعة من الضغوط النفسية والاجتماعية، وأباح لنفسه أن يكون حكماً وجلاداً في الوقت نفسه. وشددت على ضرورة البحث في حيثيات الجريمة، وأسبابها ودوافعها، بهدف تحليل شخصية الجاني، "لأن من المستحيل إخضاع دوافعه نفسها لتكون حكماً على معظم شباب مجتمعنا". ولفتت هميسي إلى أنه من غير الممكن تقديم أي قراءة حول الاعتداء الحاصل على الممرضتين، غير أنه تعدٍّ صارخ على مهنة نبيلة جداً، وعلى الإنسانية التي يجسدها أتقياء هذه المهنة ونبلاؤها، بغض النظر عن متعجرفيها ومتسلطيها الذين لا ينظرون بعين الرحمة للمريض المحتاج، مشيرة إلى أن هؤلاء هم أسباب انتفاض كل مضغوط، ومفجوع بذويه، اضطر فلجأ للمستشفى فلم يجد يد العون والإحسان، ليتحول إلى غاضب، وعدواني، وغير إنساني. وتابعت، "لا نبرر أي فعل جبان راحت ضحيته روح إنسانية لا من تلك الجهة ولا من الأخرى". وأشارت أيضاً إلى ضرورة التزام الإنسان بالوازع الديني وربط كل علاقاته برباط لا يبلى أبداً، علاقة الإنسان بربه، والتي ترجعه دائماً بفطرته الإنسانية المسامحة المحسنة، من أجل فهم الفرق بين القضاء والقدر والحكمة والتوكل والصبر والتسامح وغيرها من الصفات الإنسانية التي يجب زرعها وسط المجتمع تحقيقاً للتوازن، وختمت أنه قبل الحديث عن العقاب، يجب البحث في الردع وعدم الوصول للجريمة أصلاً.

موجة جرائم عربية بحق النساء

وتزامن قتل الممرضة وجرح زميلتها، مع موجة جرائم بحق النساء شهدها العالم العربي خلال الأيام الأخيرة، هزت الرأي العام، وهي الجرائم التي تشابهت في أنها تمت بسابق الإصرار والترصد ونفذت في العلن، كما أن جميع منفذي عمليات القتل هذه رجال، ما أعاد الجدل في شأن مكانة المرأة وحقوقها في هذه المجتمعات، لا سيما أن مقتلهن أحدث صدمة وغضباً تفجر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقتلت الطالبة إيمان إرشيد، في جامعة العلوم التطبيقية الأردنية على يد شخص لرفضها الزواج منه، وذبحت الطالبة نيرة أشرف، أمام كلية الآداب في جامعة المنصورة المصرية، كما قتلت ليلى منصور، وهي في مركبتها على يد زوجها في الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً المذيعة المصرية شيماء جلال، على يد زوجها القاضي الكبير بمجلس الدولة.

المزيد من العالم العربي