Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نفايات البلاستيك منتشرة في الأنهار البريطانية

ثلاثة عشر نهرا ملوثا بجسميات بلاستيكية في المملكة المتحدة

بات التلوّث بالنفايات البلاستيكية خطراً ماثلاً يؤرق شواطئ العالم ومسطحاته المائية (وكالة رويترز)

بحسب تقرير علمي، الأنهار البريطانية ملوثة جداً بالنفايات، وتحتوي معظم العينات المأخوذة منها على جسيمات بلاستيكية دقيقة، مع اختناق أحدها ببلاستيك يفوق تركيزه ما يوجد في "رقعة نفايات المحيط الهادئ" المعروفة بأنها أكبر تجمع عالميًّا للحطام العائم، وتقع في المنطقة الشمالية الوسطى من ذلك المحيط.

كشفت دراسة أجرتها منظمة "غرينبيس" (="السلام الأخضر" Greenpeace) على ثلاث عشر نهرًا بريطانيًا، أنها تحتوي جميعها على جسيمات بلاستيكية دقيقة. ولكن، تبيّن أنّ الأكثر تلوّثاً بينها هو نهر "ميرسي" الممتد من "ستوكبورت" إلى ضواحي مانشستر وصولاً إلى مصبه في خليج ليفربول.

وسحب الباحثون 875 قطعة من البلاستيك من ذلك النهر في نصف ساعة، مستخدمين شبكات مصممة لذلك الغرض.

وتدعو منظمة "غرينبيس" الحكومةَ إلى تقديم أهداف "جريئة" جديدة في الحدّ من البلاستيك، وإنشاء هيئة مراقبة مستقلة تتمتع بسلطة كافية في فرض تنفيذ تلك الأهداف.

أخذ العلماء والناشطون عيّنات من مياه أنهار "إكس" و"تايمز" و"سيفرن" و"أوس العظيم" و"ترينت" و"ميرسي" و"آير" و"درونت" و"وير" و"كونوي" و"واي" و"كلايد" و"لاغان".

وأظهر تحليل العينات الذي أجراه العلماء في "جامعة إكستر" باستخدام مجسّ للأشعة تحت الحمراء، أنّ الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة في 28 من أصل 30 موقعًا جرى اختباره.

وقد انتُشل من الأنهار 1271 قطعة من البلاستيك تشمل شظايا قشّات الشرب وأغطية الزجاجات، وحبّات صغيرة يقل طولها عن 1 ملليمتر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب "غرينبيس"، كان تركيز نفايات البلاستيك في "ميرسي" حوالى 2 مليون من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الكيلومتر المربع، ما يجعلها أكثر تلوثًا نسبيًا من "رقعة نفايات المحيط الهادئ".

وأوردت فيونا نيكولز من "غرينبيس" التي تشارك في تنظيم حملة بشأن نفايات البلاستيك في المحيطات، أنّه "عند معالجة العينات، أتذكر أنني فكرت في أنّها تمثّل كمية هائلة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، ووُجِدَ مئات منها بين الأغصان والأوراق والريش التي كانت تشق طريقها إلى أسفل النهر. خلال تلك الحملة، شاهدنا فئران حقل تأكل البلاستيك، وبجعات تستخدمه في بناء أعشاشها، ويرقات ذباب تستعمله في صنع أغلفتها الواقية".

وأشارت إلى أنّ "معالجة مشكلة التلوث البلاستيكي بطريقة سطحية عن طريق حظر استخدام قشات الشرب، لا يؤدي ببساطة إلى القضاء عليه. نحن بحاجة إلى رؤية أهداف جريئة جديدة لتخفيض كميّات البلاستيك في مشروع قانون البيئة القادم، والسعي إلى خفض إنتاج البلاستيك الأحادي الاستخدام (= يستعمل مرّة ثم يُرمى) إلى النصف على الأقل بحلول العام 2025."

وتفحص فريق البحث موقعين على الأقل في كل نهر، وأرسل العينات لتحليلها في مختبر بـ"جامعة إكستر".

وشكّلت مواد الـ"بولي إيثيلين" والـ"بوليسترين والـ"بولي بروبيلين"، ما يزيد على أربعة أخماس من الجزيئات التي عثرت عليها غرينبيس، مع الإشارة إلى أنها مواد تستخدم في صنع منتجات مثل الأكياس ومغلّفات المواد الغذائية، وزجاجات الحليب والمياه.

جاء ذلك البحث عقب توقيع دول مجموعة العشرين على اتفاق طوع تعهدت فيه اتخاذ إجراءات لمعالجة موجة البلاستيك التي تلوّث محيطات العالم، وتقضي على الحياة الطبيعيّة فيها، وتدمر نُظُمها الإيكولوجية أيضاً.

أدى النمو في المواد البلاستيكية الأحادية الاستخدام إلى زيادة التلوث على نطاق واسع عالميًّا. وتشير تقديرات إلى وجود 5.25 تريليون قطعة من الحطام البلاستيكي في المحيطات. وقد قدّر تقرير صدر حديثاً أنّ كمية البلاستيك في البحر ستزيد ثلاثة أضعاف مع حلول العام 2025.

يُعتقد أن حوالى 40 في المائة من البلاستيك يدخل دورة معالجة النفايات في نفس سنة إنتاجه.

وأوضح متحدث باسم "وزارة شؤون البيئة والغذاء والشؤون الريفية" إنّ "المملكة المتحدة تعتبر رائدة عالميًا في معالجة التلوّث البلاستيكي، وأنجزت خطوات كبيرة فعلاً مثل حظر حبيبات الخرز الناعم في منتجات العناية الشخصية القابلة للغسل، ووقف تداول 15 مليار كيس بلاستيكي عِبر فرض رسم قدره 5 بنسات على الكيس، وإعلان خطط لإدخال نظم المكافأة على الكميّات المُعادة بالنسبة إلى عبوات المشروبات الأحادية الاستخدام.

"نعلم أنّه ما زال أمامنا الكثير لنفعله، وبالتالي نعمل على تمويل البحوث الرائدة في كيفية دخول الجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى المجاري المائية، كما نعمل مع قطاع المياه على إيجاد طرق جديدة لاكتشاف تلك الجسيمات وقياسها وإزالتها من المياه العادمة"، وفق كلمات ذلك المتحدث.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم