Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هوس أفلام السير الذاتية يسيطر على هوليوود

تحولت كبرى الإنتاجات أخيراً إلى أعمال تجسد حياة مشاهير الفن والمجتمع أملاً في حصد الجوائز

نالت أفلام السير الذاتية التي قدمت خلال السنوات الماضية نصيباً جيداً من التكريمات (الصفحة الرسمية لنتفليكس على تويتر)

بعد أن أصبحت أعمال السيرة الذاتية هي الهاجس المفضل لدى صناع الدراما التلفزيونية، إذ تمتلئ الشاشات بمسلسلات تسرد قصص حياة أشخاص اتسمت بالغموض والتقلبات والنجاحات الكاسحة أو الإخفاقات المدوية، وأبرزها بالطبع "التاج" بأجزائه، إذ يستحوذ على الجوائز والإشادات، وتحولت السينما كذلك إلى سباق في أفلام السير الذاتية، إذ أصبح هذا اللون هوساً حقيقياً تسعى إليه كبرى شركات الإنتاج.

اللافت للنظر أن كثيراً من أفلام السير الذاتية التي قدمت خلال السنوات الأخيرة نالت نصيباً جيداً من التكريمات، ومن أحدثها "الملك ريتشارد" الذي جلب لبطله ويل سميث "أوسكار" أفضل ممثل أول مرة في تاريخه، وفي الحفل نفسه حصدت جيسيكا تشاستين جائزة التمثيل النسائي (دور رئيس) عن تجسيدها شخصية تامي فاي باكر في "The Eyes of Tammy Faye".

أوسكار "السير الذاتية"

وهي الفئة التي نافستها في قائمتها النهائية أيضاً كريستين ستيورات عن فيلم سيرة ذاتية آخر هو "Spencer" الذي قدمت فيه شخصية الأميرة الإنجليزية الراحلة ديانا التي تعتبر من ضمن أكثر الشخصيات تجسيداً على الشاشة.

وقبل ذلك كانت الجوائز الرفيعة خلال السنوات الأخيرة من نصيب أفلام سير ذاتية عديدة بينها "جودي" لرينيه زيلويغر و"Bohemian Rhapsody" لرامي مالك عن سيرة حياة فريدي ميركوري.

وكذلك أثار فيلم "غوتشي" لليدي غاغا وإل باتشينو ضجة كبيرة بتناوله شخصيات بارزة في عالم الموضة بإيطاليا، فهل هذا التقدير هو الذي جعل لنوعيات تلك الأفلام رواجاً كبيراً أم أن هناك فقراً حقيقياً في الأفكار بالتالي اللجوء إلى تيمة مضمونة يكون خياراً أسلم للقائمين على تلك صناعة السينما؟


بنظرة بسيطة يمكن ملاحظة أن هناك بعضاً من الشخصيات المفضلة وتحظى بشعبية "درامية" لدى هوليوود، إذ تكررت عنها أعمال السير الذاتية وبينها أسطورة موسيقى الروك إيلفيس بريلسي الذي فارق الحياة وهو في مقتبل الأربعينيات عام 1977، إذ شهد مهرجان كان أخيراً ضجة بعد عرض فيلم "Elvis" الذي منح بطله نال أوستن أوتلر إشادات متوالية من النقاد بعد تقديمه دور بريسلي فيه، إذ جسّد الخواء الذي كان يعيش فيه الراحل بسبب هواجسه وحياته المظلمة، فيما قدم توم هانكس في العمل دور الكولونيل توم باركر الذي تولى إدارة مهمات المطرب الموهوب الحزين.

كما أن هناك أعمالاً عدة قدمت عن حياة أيقونة السينما مارلين مونور، ومع ذلك لا تزال قصتها بمنعطفاتها ومفارقاتها جاذبة للغاية، إذ تعرض "نتفليكس" في سبتمبر (أيلول) المقبل فيلم "شقراء ـ Blonde" الذي انتهت الكوبية آنا دي ارماس من تصويره منذ مدة، إذ بدت من جهة الشكل وكأنها صورة مطابقة للنجمة الراحلة، وهو ما بدا واضحاً من الإعلان الترويجي للفيلم الذي حظي باهتمام بالغ، بخاصة أن آنا ظهرت في وضعيات تصوير شهيرة لمونرو وبدت وكأنها نسخة حية منها.

والعمل يشارك في إنتاجه النجم براد بيت، وبحسب الإعلان الترويجي للفيلم الذي كتبه وأخرجه النيوزيلندي أندرو دومينيك عن رواية لجويس كارول أوتس فهو يستعرض كيف تحولت الشهرة من حلم جميل يراود النجمة التي توفيت في حادثة غامضة، وهي في الـ 36 من عمرها إلى لعنة وكابوس، وقد خضعت آنا لتدريبات قاسية للغاية من أجل أن تتقن لفتات وإيماءات وصوت ولهجة مونرو في الحديث، مشيرة إلى أن عقلها كاد أن ينفجر بسبب شهور التدريب الطويلة.

نسخ طبق الأصل

تظهر الحملات الترويجية لشركات الإنتاج ومنصات العرض حالياً مثل طابور طويل من بوسترات وصور لإبراز كيف تحول الممثلون إلى نسخ من الشخصيات التي يجسدونها، وبينهم برادلي كوبر الذي شهد مظهره تبدلاً هائلاً بعد الكشف عن اللقطات الأولى من فيلم "مايسترو" الذي يجسد من خلاله سيرة ومسيرة الموسيقار الأميركي ليونارد برنستاين الذي حصد عشرات الجوائز بينها إيمي وغرامي، وفارق الحياة في العام 1990.

واللافت أن برادلي كوبر يقوم كذلك بإخراج الفيلم بعد تجربته الناجحة في A Star is Born بعد أن كان من المقرر أن يتولى المهمة ستيفين سبيلبرغ، إذ قال كوبر في تصريحات متداولة إنه سعيد بأن المخرج الكبير تنازل له عن الفيلم، فيما قال المسؤول عن قسم الأفلام العالمية في "نتفليكس" سكوت ستوبور لـ "فارايتي" بأن هناك مجهوداً جباراً وراء خروج صوت وصورة برادلي كوبر بشكل يطابق الملحن البارز الراحل.

 

أيضاً تحول دانيال رادكليف إلى نسخة طبق الأصل من المغني الأميركي ويرد إل يانكوفيتش الذي عرف بأسطواناته الكوميدية، وإل يانكوفيتش يبلغ حالياً من العمر 62 عاماً، وقد حقق نجاحات استثنائية كثيرة من خلال 150 أغنية، وحرص على المشاركة في كتابة سيناريو العمل الذي يحمل عنوان "Weird: The Al Yankovic Story". وعلى الرغم من ذلك تعهدت الشركة المنتجة بأن يحمل الفيلم سيرة موسيقي بارع من دون مبالغة أو تزييف.

ومن أكثر الأفلام المنتظرة كذلك "Freuds Last Session" إذ يقدم أنتوني هوبكنز شخصية عالم النفس الرائد سيغموند فرويد الذي توفي نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، والفيلم مأخوذ عن نص مسرحي كتبه مارك سانت جيرمان، ويستعرض علاقة العالم النمساوي المضطربة بابنته، وتدور أحداثه في إطار خيالي.

الجمهور له رأي آخر

أغلب تلك الأنباء مرت بشكل عادي وتداولها مهتمون عبر الـ "سوشيال ميديا" من دون صنع تيار من الرفض أو حملة هجوم، لكن بعض النجوم لم يكونوا محظوظين للغاية حينما جرى الإعلان عن اختيارهم لتجسيد شخصيات بعينها، وبينهم روني مارا التي تعمل حالياً على فيلم تجسد فيه شخصية نجمة السينما الراحلة أودري هيبورن ويخرجه لوكا جوادانيينو، فيما يكتبه مايكل ميتنيك، والعمل من إنتاج استوديوهات "أبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من تميز مارا كممثلة ترشحت للـ "أوسكار" أكثر من مرة، لكن بمجرد أن جرى الكشف عن تفاصيل العمل انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبارات غاضبة تندد بهذا الاختيار، بخاصة بين جمهور الممثلة الشابة ليلي كولينز التي عرفت بتشابه ملامحها وأسلوبها مع هيبورن، ولطالما كانت هناك دعوات لأن تقوم بتجسيد شخصيتها باعتبارها الأكثر ملاءمة.

والأمر نفسه بالنسبة لتوم هولاند الذي يعمل حالياً على فيلم من إنتاج "سوني" حول حياة أسطورة الرقص الأميركي فريد أستير الذي فارق الحياة عام 1987، إذ عمل مذيعاً ومدرب رقص وممثلاً ومغنياً كذلك، وقد عبر كثير من المدونين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم اقتناعهم بقدرة هولاند على تجسيد تلك الشخصية الفنية البارزة، معتبرين أن الممثل الشاب الذي اشتهر بشخصية البطل الخارق "سبايدر مان" غير متناسب بالمرة، وأن قدرته على التقمص بعيدة كل البعد من أعمال السير الذاتية، فيما هولاند نفسه أبدى حماسته للعمل الذي يمثل بحسب آراء النقاد تحدياً كبيراً له.

وكان الأمر مغايراً تماماً في ما يتعلق باختيار الممثلة الشابة غوليا غارن لتكون نجمة فيلم السيرة الذاتية الجديدة الذي يتناول مشوار حياة مادونا كفنانة ناجحة، إذ تنتج مادونا العمل وتخرجه وتشرف عليه بنفسها، فيما تعتبر غوليا من أبرز ممثلات جيلها وتميزت كثيراً في مسلسليها Ozark، وInventing Anna.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة