Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قلعة أربيل تحتضن "مدن النرجس"

حفلة لعازفين من جنسيات مختلفة في اليوم العالمي للموسيقى

شهدت قلعة أربيل التاريخية، في 20 يونيو (حزيران)، حفلة موسيقية تحت عنوان "مدن النرجس"، بحضور عازفين عالميين، شكلوا معاً فرقة واحدة، بقيادة عازف العود العراقي الشهير نصير شمة.

نُظمت الحفلة لتلاقي ثلاث مناسبات في الوقت ذاته. فيوم الخميس الماضي، كانت الذكرى الخامسة لإعلان منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتراث (اليونسكو) قلعة أربيل جزءاً من التراث الإنساني، باعتبارها أقدم بقعة عمرانية سكنها الإنسان بشكل متواصل، منذ حوالى ستة آلاف سنة. وبدأت ورش إعادة تأهيل القلعة منذ ذلك الحين، ووصلت نسب الإنجاز إلى مستويات متقدمة. فالقلعة كانت حياً سكنياً من أحياء المدينة حتى ستينيات القرن الماضي.  

وترافق يوم الحفلة، مع يوم الموسيقى العالمي ويوم اللاجئ، علماً أن العازف نصير شمة هو سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين.  

سُميت الحفلة "مدن النرجس" تيمناً بزهرة النرجس الشهيرة في المناطق الجبلية في إقليم كردستان العراق، التي تعتبر في العراق رمزاً للهوية الكردية. وشارك فيها كل من العازف الكردي العراقي هزار زهاوي، إلى جانب العازف كارن بريغس من أميركا ومانويل سييرا من إسبانيا وروبين فاسي من فرنسا وأشرف شريف خان من باكستان ولويس روبيسكو من إسبانيا وآيتاج دوغان من تركيا وعلي قمسري من إيران ووغواتا كامبو من إسبانيا.

عزفت الفرقة مقطوعات ذات دلالة بمناسبة الحدث. فالأولى كانت بعنوان "الطريق إلى شقلاوة"، هذه المدينة الكردية التي تقع شمال مدينة أربيل، التي احتضنت عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين الفارين من الحروب في المناطق الوسطى والغربية "السنية" من العراق.

حتى إن السكان المحليين والنازحين الجدد في المدينة صاروا يسمونها "شقلوجة"، في كناية على أنها مزيج من سكان المدينة المحليين ونظرائهم من أهل مدينة الفلوجة العراقية. وكانت المعزوفة حواراً وتداخلاً بين آلتي العود والطنبور، في إشارة إلى العلاقة العربية والكردية في تلك المدينة.  

كما قدمت الفرقة معزوفة بعنوان "عالم بلا خوف" وأخرى بعنوان "رحلة الأرواح"، الذي هو عنوان لكتاب عالم النفس الأميركي مايك نيوتن، الذي كان يحاول عبر أبحاثه وكتابته إثبات وحدة حال العالم النفسي لجميع البشر. ووجه شمة تحية إلى اللاجئين العراقيين ونظرائهم من لاجئي المنطقة، عبر معزوفة بعنوان "غداً أجمل". وختمت الحفلة بمعزوفة "مدن النرجس" التي وجهت كتحية لروح التعايش والسلام الاجتماعي في مدينة أربيل وباقي مدن إقليم كردستان، التي تحتضن ما يوازي عدد سكانها من النازحين واللاجئين من العراق ومختلف دول المنطقة.  

تجاوز حضور الحفلة التوقعات كافة، إذ غصت الساحة الرئيسة في قلعة أربيل بأكثر من ألفي شخص، فيما تابعتها أعداد أكبر عبر الشاشات الكبرى التي وزعت في كل جهات القلعة.  

اقرأ المزيد

المزيد من فنون