Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة بريطانية لإنهاء انتظار المرضى تقتضي سفرهم لتلقي العلاج

أعلنت الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أن الحل الأخير سينهي عملياً القوائم لعامين

قبل حتى الآن أكثر من 400 مريض الاستفادة من العرض والتوجه من منطقة إلى أخرى  (أ ف ب)

وضعت هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (إن إتش إس) NHS خططاً لإنهاء قوائم انتظار المرضى البريطانيين الذين لم يتمكنوا من تلقي العلاج لأكثر من عامين، وذلك بمنحهم خيار التوجه إلى مناطق أخرى للحصول على الاستشفاء بسرعة أكبر.

ووصف رؤساء الخدمات الصحية هذه الخطوة بأنها بمثابة "دفعة أخيرة" من أجل "الانتهاء عملياً" من تراكم قوائم الأشخاص الذين ينتظرون منذ 24 شهراً كي يعاينهم أحد الأطباء، وقد انخفض عددهم من حد أقصى بلغ 22 ألفاً و500 شخص في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى 6700، بعد أن تسبب وباء "كوفيد-19" في ارتفاع الأرقام على قوائم الانتظار.

أماندا بريتشارد الرئيسة التنفيذية لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا"، قالت إن الخطة "عسيرة وحافلة بالتحديات" لكن طواقم العمل "على المسار الصحيح" لتحقيق الأهداف المحددة بحلول نهاية الشهر المقبل [يوليو (تموز)].

وقد قبل حتى الآن أكثر من 400 مريض الاستفادة من العرض والتوجه من منطقة إلى أخرى. والتزمت هيئة "إن إتش إس" في هذا الإطار تغطية تكاليف السفر والإقامة "عند الاقتضاء".

وفي هذا الإطار، انتقل ثلاثة مرضى كانوا ينتظرون دورهم في "مستشفيات ديربي إند بورتون الجامعية" University Hospitals of Derby and Burton NHS Foundation Trust التابعة لـ"الخدمات الصحية"، إلى "مستشفى مؤسسة نورثامبريا الصحية" Northumbria Healthcare Foundation Trust الذي يبعد أكثر من 100 ميل (161 كيلومتراً)، فيما تم حجز مواعيد لشخصين آخرين.

وفي الوقت نفسه، تولى "مركز جنوب غربي لندن الاختياري لتقويم العظام" South West London Elective Orthopaedic Centre علاج 17 مريضاً وفدوا إليه من جنوب غربي إنجلترا، ومن المتوقع أن يستقبل 11 مريضاً آخر لعلاجهم في الأسابيع المقبلة.

لكن هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" لفتت إلى أنها قد تضطر إلى وضع خطة خاصة بالمرضى الذين يختارون الانتظار فترةً أطول، أو يحتاجون إلى رعاية صحية معينة في مجالات متخصصة، بالتالي فقد لا يكون بمقدورها تزويدهم بالعناية اللازمة قبل نهاية شهر يوليو المقبل.

هذا التراجع في لوائح الانتظار الطويلة للمرضى يأتي بعد أن كان شهر مايو (أيار) الماضي قد سجل أعلى الأرقام، وكان الأكثر ازدحاماً على الإطلاق في مجال الرعاية الطارئة، مع زيارة نحو مليونين و200 ألف مريض أقسام "الحوادث والطوارئ" في المستشفيات، وتلقي خدمة الإسعاف نحو 78 ألف اتصال بهدف طلب المساعدة الطارئة.

وأشارت السيدة بريتشارد في معرض حديثها عن الخطة الجديدة إلى أن "إحدى مزايا "خدمات الصحة الوطنية" تتمثل في التعاون بين المستشفيات، وإمكان التعاون في ما بينها لتقليص التراكم في الطلب على الاستشفاء الناجم عن وباء "كوفيد". من هنا فإنه إذا كان بإمكان أفراد تلقي العلاج بشكل أسرع في أي مكان آخر في البلاد، فإن العاملين في مرافق "أن أتش أس" سيحرصون على توفير ذلك لهم".

وأضافت، "مرة أخرى، أظهر موظفو الخدمات الصحية مستويات عالية من الجهوزية والمرونة والتعاطف، ما يشير إلى أنه عندما يتم تزويدهم بالأدوات والموارد اللازمة، فإنهم لن يتوانوا عن تقديم المساعدة اللازمة التي يحتاج إليها مرضانا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، أكد من جانبه أن ​​"مرافق هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" تحرز تقدماً كبيراً لضمان حصول الأفراد الذين انتظروا فترة طويلة، على العلاج الملائم لحالاتهم، كجزء من خطتنا الرامية إلى إنهاء تراكم المرضى على قوائم الانتظار في المستشفيات بسبب جائحة "كوفيد"، وتخفيض فترات الانتظار التي دامت عامين بنحو الثلثين منذ شهر يناير (كانون الثاني)".

وأضاف جاويد، "كنت قد أعلنت في وقت سابق من هذه السنة، عن حق جديد في الاختيار بالنسبة إلى المرضى. وبدأ البعض منهم الذي عانوا من أطول فترة انتظار، الاستفادة من عرض الحصول على العلاج اللازم في مستشفى بديل يمكنه أن يعاينهم بسرعة أكبر"، ورأى أن "أفكاراً مبتكرة كهذه من شأنها أن تساعد على تقليص قوائم الانتظار، وزيادة فرص حصول المرضى على العلاج اللازم، خصوصاً أن الحكومة تؤمن ما يلزم من الدعم الاستثماري بمستويات قياسية لتحقيق هذه الأهداف، فقد قدم أكثر من 90 مركز تشخيص [طبي] محلي ما يزيد على مليون فحص وتصوير طبي للأمراض خلال العام الماضي".

سافرون كورديري الرئيسة التنفيذية المؤقتة لمنظمة "إن إتش إس بروفايدرز" NHS Providers (التي تمثل جميع مؤسسات الاستشفاء والإسعاف التابعة لـ"الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا)، رأت أن هيئة الخدمات الصحية "تقترب من تحقيق الهدف" المتمثل في إنهاء التراكم في قوائم الانتظار بالنسبة إلى جميع الأشخاص الذين ينتظرون منذ أكثر من عامين للحصول على الرعاية الطبية في أحد المستشفيات.

واعتبرت في مقابلة أجراها معها برنامج "بي بي سي بريكفاست" BBC Breakfast أن "مرافق "إن إتش إس" تقوم بعمل مدهش. فنحن نرى كيف أن هذه الأرقام تتراجع بشكل ملحوظ أسبوعاً بعد آخر"، مضيفة، "لا أود أن أجزم بأنها ستنحسر كلياً، لكنني أعتقد أن ما يحصل هو دليل على العمل الشاق الذي يبذله القيمون على مستشفيات الهيئة في مختلف أنحاء البلاد، من أجل الاقتراب من الهدف".

ولدى سؤال كورديري عن مطالبة المستشفيات بتوظيف مزيد من الممرضات، أجابت، "لقد أدركنا منذ فترة طويلة أن القوى العاملة تشكل تحدياً كبيراً للقطاع، لكنني أرى أنه يجب ربما ألا ننسى أن التحديات التي نواجهها الآن بعد الوباء، كانت قائمة قبل الجائحة. وما حصل هو أنه أسهم في تفاقمها".

وتابعت المسؤولة التنفيذية، "واجهتنا تحديات في التمويل، نشأت عن عقد من تقليص للتمويل، وكان الطلب على الاستشفاء قد بدأ يرتفع قبل تفشي الجائحة، إضافة إلى أن التحديات المتعلقة بالرعاية الاجتماعية ألقت هي الأخرى بثقلها الآن وهي تتزايد بشكل كبير. وفي المقابل لدينا نقص في القوى العاملة، وهو أمر في غاية الخطورة".

وخلصت السيدة كورديري إلى القول، "طالبنا الحكومة بوضع خطة طويلة الأمد للقوى العاملة تكون ممولةً بشكل كامل، كي نتمكن من معالجة هذه المشكلة بشكل نهائي، لكننا ندرك في المقابل أن هناك تحديات كبيرة على مستوى القوى العاملة في مجال التمريض، كما على مستوى القوى العاملة في مجال الأطباء، وفي قطاعات أخرى ضمن مرافق "الخدمات الصحية الوطنية".

نشر في اندبندنت بتاريخ 28 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من صحة