Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تشهد ليبيا "حكومة ثالثة" بقيادة سيف القذافي؟

مجموعة من أهالي الجنوب أعلنت عن الخطوة ومحللون يرونها مناورة سياسية أو أجندة دولية

طالبوا بضرورة القطع مع جميع المراحل الانتقالية والتوجه سريعا نحو تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية (أ ف ب)

في تطور جديد للتوتر الذي تعيشه ليبيا، أعلنت مجموعة من أهالي الجنوب، تقدم نفسها كقوة مناصرة لسيف الإسلام القذافي (ابن معمر القذافي والمرشح للانتخابات الرئاسية)، عبر بيان مصور، أمس الاثنين، تابعته "اندبندنت عربية"، نيتها تشكيل حكومة ثالثة تدعم الجنوب الليبي وتسهر على تلبية حاجاته على غرار القطب الغربي والقطب الشرقي.

البيان أرجع مطلب "تشكيل حكومة ثالثة" إلى التهميش والإقصاء، اللذين عانى منهما إقليم فزان طيلة فترة حكم جميع الحكومات المتعاقبة على ليبيا منذ ثورة 17 فبراير (شباط) 2011.

وطالب البيان بضرورة القطع مع جميع المراحل الانتقالية والتوجه سريعاً نحو تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية. ودعا إلى سحب أبناء الجنوب الليبي من القوات المسلحة، التي يقودها المشير خليفة حفتر، والتوجه إلى تشكيل قوة أمنية موازية تسهر على تأمين وحماية ثروات الجنوب.

وفضلاً عن موقعه الاستراتيجي، الذي يطل على أكثر من دولة أفريقية، كالجزائر وتشاد والنيجر وغيرها، يزخر الجنوب الليبي بثروات طبيعية ومنجمية عدة، إذ تتركز فيه أهم الحقول النفطية من حيث الإنتاج على غرار حقل الشرارة النفطي، أكبر الحقول الليبية من حيث القدرة الإنتاجية التي تتجاوز 300 ألف برميل يومياً، إضافة إلى أحواض المياه الجوفية، وجميعها عناصر كفيلة، وفق محللين، بأن يكون الجنوب محل صراع للأجندات الخارجية.

ورقة ضغط

الكاتب السياسي الليبي المتخصص في الشؤون الأفريقية موسى ساي تهاوي وصف إعلان عدد من أعيان الجنوب توجههم لتشكيل حكومة ثالثة بأنه مجرد ورقة ضغط تختصر سنوات العلاقات النفعية بين الخضر (أنصار القذافي وأبنائه) وقائد القوات المسلحة في الشرق خليفة حفتر. 

وتوقع الكاتب السياسي وصول الأمر مستقبلاً حد الصدامات الاجتماعية بين أنصار حفتر وأتباع سيف الإسلام القذافي، الذي يحظى بقبول وقاعدة شعبية كبيرة في مختلف مدن إقليم فزان. 

وقال ساي تهاوي في حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن "حفتر لن يترك الجنوب الليبي يذهب نحو الانفصال، لأنه يمثل له توازناً جغرافياً واجتماعاً، لذلك لن يتركه لسيف القذافي".

وشدد على أنه في حال "وقوع مواجهات عسكرية ستكون الخسارة لخليفة حفتر، خصوصاً أن قبائل الجنوب تتوافر على امتداد بشري لها بالدول المجاورة (قبائل التبو والطوارق)، إضافة إلى قوة السلاح والعتاد، التي تمكنت من تجميعها طيلة الأعوام الماضية".

وأضاف أن الدول المحاذية للحزام الحدودي الجنوبي، على غرار الجزائر والنيجر وتشاد، تميل إلى سيف ولن تترك أنصاره يواجهون مصيرهم لوحدهم أمام حفتر، لذا من المحتمل أن تذهب ليبيا مستقبلاً إلى صراع إقليمي مسلح، بوابته الجنوب  الغني بالثروات المنجمية والطبيعة. 

وأوضح ساي تهاوي أن "سيف الإسلام القذافي يسعى إلى إحداث معادلة سياسية جديدة في البلد، انطلاقاً من الجنوب، الذي يعاني التهميش والفقر، مقارنة بالمنطقتين الغربية والشرقية، ليثبت وجوده ووزنه على الأرض وأن بإمكانه تغيير الواقع المعيشي بالجنوب، وهي رسائل غير موجهة إلى الداخل الليبي فحسب، بل أيضاً إلى العالم الخارجي، بخاصة الدول التي عرقلت ترشحه للانتخابات الرئاسية".

كما شدد الكاتب السياسي على أن المطالبة بتشكيل حكومة ثالثة ستكون اللبنة الأولى لانطلاق صدامات ومطالبات برحيل قوات حفتر عن الجنوب الليبي، ليكون لإقليم فزان وزن على غرار إقليمَي برقة وطرابس، غير أن هذا المشروع (حكومة ثالثة) سيصطدم بمطبات عدة، يأتي على رأسها عامل النظر إلى سيف الإسلام على أنه مجرد أداة روسية لتحقيق أهداف توسعية انطلاقاً من ليبيا نحو بقية دول القارة الأفريقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أجندة خارجية

وعلاقة بالقوة، التي ظهرت في الجنوب وطالبت بسحب أبناء المنطقة من المؤسسة العسكرية شرق البلد، قال المتخصص في الشؤون الأمنية والسياسية يوسف الفارسي إن "وراء هذه القوة أجندة دولية، خصوصاً أن حفتر قطع الطريق أمام الإرهاب وتجارة الأسلحة العابرة للدول، التي يمثل الجنوب الليبي أرضاً خصبة لنشاطها".

وأضاف أن "هناك صراعاً دولياً على الجنوب الليبي بين كل من فرنسا التي تحنّ إلى مستعمراتها القديمة، وروسيا التي يبدو أنها بدأت تفكر بالتخلي عن حفتر مقابل دعم سيف الإسلام، مستغلة خلاف الجزائر مع فرنسا وحفتر، لدعم أهدافها التوسعية جنوب ليبيا، وقطع الطريق أمام فرنسا وبقية حلفائها". 

وتعليقاً على ظهور حكومة ثالثة انطلاقاً من الجنوب الليبي، أوضح الفارسي أن "هذه الحكومة ستكون عبئاً جديداً على المشهد السياسي الليبي، ما سيطيل عمر المراحل الانتقالية، لأن البلاد ستجد نفسها أمام إشكالية جديدة، وهي انفصال الجنوب الليبي الغني بثروات تُعدّ بمثابة العمود الفقري للاقتصاد الوطني، فالجنوب صمام الأمن القومي للدولة، نظراً إلى توافره على أهم الأحواض النفطية على غرار حوض مرزق، إضافة إلى أحواض المياه الجوفية، التي يُعتبر حوض الكفرة أبرزها، إذ يحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية، فهو يغطي 350 متراً مربعاً وسعته بمعدل 250 جزءاً من المليون من المياه الجوفية العذبة، التي تكفي ليبيا لعشرات الأعوام".

وأكد أن ضرب وحدة المؤسسة العسكرية، التي قارعت الإرهاب في الشرق والجنوب الليبيين، وشق صفها في هذا التوقيت بالذات، بمثابة فسح المجال لعودة نشاط تنظيم "داعش" انطلاقاً من الجنوب نحو بقية المدن الليبية، وعلى رأسها العاصمة السياسية طرابلس، التي تضم جميع المؤسسات السيادية والحيوية، ما سيعطل قطار الانتقال الديمقراطي من جديد، وسيقطع الطريق أمام الانتخابات الوطنية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي