وصل كبير المفاوضين النوويين الإيراني علي باقري كني يوم الثلاثاء 28 يونيو (حزيران)، إلى الدوحة التي تستضيف جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا برعاية الاتحاد الأوروبي.
إذ بعد ساعات من إعلان مسؤول إيراني استضافة الدوحة لمحادثات بين بلاده وأميركا، رحبت وزارة الخارجية القطرية في بيان، اليوم الثلاثاء، باستضافة جولة غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران برعاية منسق الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وفي تطور جديد بشأن مفاوضات الاتفاق النووي، قال مستشار إعلامي للفريق المفاوض الإيراني، الاثنين 27 يونيو (حزيران)، إن قطر ستستضيف محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
تسويق قطري لـ"حل وسط"
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تطرح فيها الوساطة القطرية، إذ تقوم الدوحة منذ أشهر بلعب دور وسيط لتنشيط مباحثات الملف النووي بين إيران وأميركا، وكان أحد المحاور التي ناقشها أمير قطر خلال جولته الأوروبية الحالية، التي بدأها بعد زيارة لطهران في 12 مايو (أيار)، دفع المباحثات المتعثرة قدماً، بحسب قوله، مضيفاً أن بلاده "متفائلة بإمكان إبرام تفاهم بهذا الشأن".
ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير شدد على "أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة"، معرباً عن "تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف"، واستعدادها للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طلب منها ذلك، وفق ما أوردت الوكالة.
تبع ذلك تأكيد من وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للصحيفة الألمانية "هاندلسبلات" التي نسبت له القول "إن القيادة الإيرانية أبلغت الدوحة باستعدادها لقبول حل وسط في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني".
ولم يمضِ كثير على تصريحات المسؤول القطري، حتى أصدرت اليوم وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية تصريحات عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة ومسؤولين آخرين، تنفي ما جاء على لسان القطريين، نافية استعداد المرشد الإيراني للتسوية وإيجاد حل وسط بشأن الملف النووي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب بيان الوكالة الإيرانية فإن زادة أكد أن "مثل هذه الرواية عن الاجتماع خاطئة تماماً" وأن مرشد الجمهورية الإسلامية "لم يقل شيئاً عن التسوية".
إلا أنها عادت خلال الساعات الماضية لتذيع خبر السفر إلى الدوحة لإجراء مباحثات مع الأميركيين.
زيارة جوزيب بوريل
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد زار طهران قبل أيام، وأدلى خلالها بتصريحات متفائلة حول استئناف المحادثات النووية في فيينا.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني "نتوقع استئناف المحادثات في الأيام المقبلة وأن نكسر حالة الجمود. مرت ثلاثة شهور ونحن في حاجة لتسريع العمل. أنا سعيد للغاية بالقرار الذي اتخذ في طهران وواشنطن".
وكان بوريل كتب في تغريدة على "تويتر" مساء الجمعة أن "الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للعودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق (النووي الإيراني المبرم في 2015) والتغلب على الخلافات الحالية".
وقال نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "سيجري قريباً استئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء اتفاق 2015 النووي".
وأضاف "نحن مستعدون لاستئناف المحادثات في الأيام المقبلة. ما يهم إيران هو الاستفادة الكاملة من المزايا الاقتصادية لاتفاق 2015"، مشيراً إلى أنه عقد "اجتماعاً مطولاً وإيجابياً" مع بوريل.
ودعا عبد اللهيان، الأسبوع الماضي واشنطن، التي انسحبت من الاتفاق ثم فرضت بعد ذلك عقوبات شديدة على طهران خلال حكم الرئيس دونالد ترمب في 2018، إلى "التحلي بالواقعية".