قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس 23 يونيو (حزيران)، إن تركيا وإسرائيل بدأتا العمل على إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، في الوقت الذي يسعى البلدان إلى إنهاء توتر في العلاقات استمر لأكثر من عقد.
وتبادلت الدولتان طرد السفيرين في 2018، كما تبادلتا التصريحات الحادة في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وبرز ملف الطاقة باعتباره ملفاً أساسياً للتعاون المحتمل مع سعي البلدين لإصلاح العلاقات.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، "سنواصل تبادل الزيارات الرفيعة المستوى على المدى القصير. بدأنا العمل على رفع التمثيل الدبلوماسي لمستوى السفراء".
ويزور لابيد أنقرة على إثر عودة الدفء إلى العلاقات على مدى أشهر، لكن وسط مخاوف أيضاً لدى إسرائيل من أن مواطنيها قد يتعرضون لهجمات من عملاء إيرانيين في تركيا. وتركيا عضو في "حلف شمال الأطلسي".
اتصال وثيق
وقال أوغلو إنه ولابيد على اتصال وثيق في ما يتعلق بالتهديدات التي تمس المواطنين الإسرائيليين في تركيا، وشكر لبيد أنقرة على المساعدة في إحباط مخطط إيراني لاستهداف إسرائيليين في إسطنبول، وأكد أن الجهود لا تزال جارية.
وحذرت تل أبيب مواطنيها من السفر إلى تركيا خشية مؤامرات خطف أو اغتيال محتملة من جانب إيران، التي تعهدت بالانتقام لاغتيال عقيد في الحرس الثوري في طهران في 22 مايو (أيار)، وألقت بمسؤوليته على عملاء إسرائيليين.
وقال لابيد، "في الأسابيع القليلة الماضية، تم إنقاذ حياة مواطنين إسرائيليين بفضل التعاون الأمني والدبلوماسي بين إسرائيل وتركيا... نحن واثقون من أن تركيا تعلم كيف ترد على الإيرانيين في هذا الصدد".
توقيف إيرانيين في تركيا
من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام تركية بتوقيف ثمانية أشخاص من بينهم إيرانيين الأسبوع الماضي في إسطنبول للاشتباه في تحضيرهم هجمات ضد مواطنين إسرائيليين.
وأشارت وكالة الأنباء التركية "إخلاص" إلى أن الأشخاص الثمانية الذين ألقي القبض عليهم من قبل الشرطة ومنظمة الاستخبارات الوطنية التركية، يعملون لحساب الاستخبارات الإيرانية. وأضافت الوكالة أنه تم ضبط أسلحة خلال عمليات تفتيش نفذت في منطقة بيوغلو في وسط إسطنبول.
وفي الأسابيع الماضية، أفادت الصحافة الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها، عن محاولات هجوم ضد إسرائيليين في تركيا. وأحبطت هذه الهجمات عبر التعاون بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والتركية مع تعزيز البلدين علاقاتهما في الأشهر الأخيرة.
وأشادت تل أبيب وأنقرة بنقطة تحول في العلاقات بينهما بعد زيارة الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في مارس (آذار)، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ عام 2007.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توسيع نطاق التعاون الاقتصادي
وزار أوغلو إسرائيل، الشهر الماضي، للتشجيع على توسيع نطاق التعاون الاقتصادي في أول زيارة من نوعها لمسؤول تركي كبير منذ 15 عاماً.
وخلال سنوات توتر العلاقات، حافظت أنقرة وتل أبيب على الصلات التجارية التي بلغت قيمتها 6.7 مليار دولار في 2021، ارتفاعاً من خمسة مليارات في 2019 و2020 وفقاً لبيانات رسمية.
ومن المقرر أن يتسلم لابيد رئاسة الوزراء الإسرائيلية من نفتالي بينيت ليكون رئيساً لحكومة تصريف أعمال بعد أن تحركا لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
إقالة رئيس الحرس الثوري
وقال التلفزيون الإيراني الرسمي، الخميس، إن إيران أقالت حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات التابع لـ"الحرس الثوري". ولم تذكر القناة مزيداً من التفاصيل عن إقالة طائب، الذي كان يعمل في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي قبل تولّيه منصب رئيس الاستخبارات عام 2009. وذكر التلفزيون أن طائب عُيّن مستشاراً للقائد الأعلى للحرس الثوري حسين سلامي.
من جانبه، أعلن الحرس الثوري في بيان، استبدال رئيس دائرة الاستخبارات فيه حسين طائب، الذي شغل هذا المنصب لأكثر من 12 عاماً، وقال الناطق باسم التنظيم رمضان شريف إن "القائد الأعلى للحرس الثوري اللواء حسين سلامي عيّن محمد كاظمي رئيساً جديداً لدائرة الاستخبارات".
وتجاوزت الاختراقات في الأجهزة الأمنية الإيرانية مرحلة التكهن أو التحليل إلى مرحلة الإثباتات والأدلة، إذ أصبح واضحاً أن الأمن الإيراني تعرض لنكسة أصابته في مقتل منذ أن اغتيل العالم النووي محسن فخري زادة، أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، عندما أكدت طهران أن إسرائيل هي من نفذ عملية الاغتيال.
وكانت "هيئة الإذاعة البريطانية" "بي بي سي" نشرت، في فبراير (شباط) الماضي، عبر تقرير لها تأكيد حقيقة تلك الاختراقات، عندما قالت إن سلطات طهران احتجزت عشرات القيادات في الحرس الثوري على إثر اغتيال زادة، إضافة إلى حوادث وتفجيرات واختراقات سيبرانية هزت مواقع نووية متعددة. وخلال الأعوام الـ 12 الأخيرة، فقدت إيران عدداً كبيراً من أبرز العلماء والقادة والسياسيين في عمليات اغتيال.